1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الخلفية المهاجرة وصعوبة الحضور في مهنة الإعلام

١٩ مايو ٢٠١١

يشكل المواطنون من خلفية مهاجرة في ألمانيا حوالي خمس مجموع السكان، غير أن حضورهم في المهن الإعلامية ضعيف جداً. الحكومة الألمانية تسعى إلى تغيير هذا الوضع. وهناك أمثلة كثيرة عن التجربة والواقع والآفاق.

https://p.dw.com/p/RO1f
كل عام يتم منح جائزة الإعلام في حفل كبير في برلينصورة من: AP

نازان إيكس المنحدرة من والدين تركيين ترعرعت في محيط لغوي ألماني وتركي وتعد أحد النجوم اللامعة في قناة RTL التلفزيونية الخاصة. ويشكل وصولها إلى مستوى النجومية إحدى الحالات الاستثنائية عند الحديث عن المهاجرين العاملين في قطاع الإعلام في ألمانيا. وتعتقد إيكس أنها استطاعت تحدي عقبتين، مهدا لها الطريق إلى مهنة الإعلام. فهي ترى أن "الشباب من خلفية مهاجرة لا يثق حقاً في مقدرته على القيام بذلك لأنهم يتخوفون من الكتابة بالألمانية ويعتقدون أن القيام بذلك ينحصر على المنحدرين من أصل ألماني". ومن جهة أخرى تؤكد إيكس "أن نهج مثل هذه التوجهات المهنية أمر صعب حقاً حتى وإن كانت التدريبات أو النقط المدرسية جيدة"، مشيرة أن خلفيتها التركية لم تلعب أي دور في مسارها المهني.

عدد محدود

Nazan Eckes
نازان إيكيس: مقدمة برامج في قناة RTLصورة من: picture alliance / dpa

ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة بهذا الشأن، إلا أن عدد الصحفيين، الذين لا ينحدرون من أصل ألماني، يتجاوز الـ4 بالمائة على الأكثر رغم أن نسبة عدد المواطنين من خلفية مهاجرة تشكل 20 بالمائة من مجموع سكان ألمانيا. وحسب أحد استطلاعات الرأي عن قطاع الصحافة الألمانية المكتوبة فأن عدد الصحفيين من خلفية مهاجرة لا يتعدى مستوى اثنين بالمائة فقط.

بالنسبة للصحفية ياسمين عثمان، وهي من أب سوداني وأم ألمانية ولا تتحدث لغة أبيها، فإنها تؤكد أن لديها شعوراً بالانتماء إلى ألمانيا. وتؤكد أن خلفيتها في علاقاتها من زملائها العاملين في القطاع المصرفي لم تلعب أي دور، حيث إنها تعمل كمحررة للشؤون المالية في الصحيفة الاقتصادية المتخصصة الصادرة في ألمانيا Handelsblatt لتشكل بذلك حالة استثنائية أيضاً. وتعتقد ياسمين عثمان أن "اللغة تشكل عائقا بالنسبة للكثيرين وهذا ما يشرح طبعا سبب وجود عدد قليل من الصحفيين من خلفية مزدوجة في ألمانيا، كما هو الأمر بالنسبة لي".

بالنسبة لمقدم البرامج إريكان آريكان، الذي ينحدر أيضاً من والدين تركيين وترعرع في ألمانيا، فقد عمل كمحرر وكرئيس تحرير في مؤسسات إعلامية كثيرة. وهو الآن مسؤول عن نشرات إخبارية للقناة الألمانية الأولى المرموقة. وعن تجاربه في مساره المهني يعتقد آريكان أن "الحظ حالفه عندما اشتغل سابقا في قناة ntv الخاصة"، حيث لم تلعب خلفيته المهاجرة هناك أي دور. وكانت معرفته القوية بالشؤون التركية هو المنطلق في تعامل رؤسائه معه كمستخدم".

إحجام عن مهنة المتاعب

19.07.2007 Quadriga Gast ERKAN ARIKAN
إيركان أريكان من خلفية مهاجرة : رئيس تحرير الأخبار في القناة الألمانية الأولىصورة من: DW-TV

ويلاحظ الصحفي آريكان أن أغلب المنحدرين من أصول مهاجرة ليست لديهم اهتمامات كبيرة بمهنة الصحافة وحتى عند وجود اهتمام بذلك فإنهم يقتصرون على التعامل مع مواضيع ترتبط بالمحيط الاجتماعي للمهاجرين أو بالعمل في أقسام تحرير محدودة الانتشار. ناهيك عن التقييم الضعيف لمهنة الصحافة لدى بعض الأهل المهاجرين. ويتذكر آريكان كيف استقبل أباه قراره بدراسة الصحافة حيث قال له: "يا ابني، إنك تستحق العمل في مهنة أفضل!".

مثل هذه الأسباب تشرح توجه أبناء المهاجرين والمهاجرات الذي يحصلون على الشهادة الثانوية إلى اختيار شعب دراسية تقنية أو علمية أو قانونية، كي يتخرجوا كأطباء ومحامين أو مهندسين. يشار إلى أن خطة الاندماج، التي أعلنت عنها الحكومة الألمانية، تهدف إلى استقطاب عدد أكبر من المواطنين من خلفية مهاجرة إلى مهنة الصحافة لأن ذلك كما جاء في الإعلان عن ذلك ضروري للتقريب بين الوضع الطبيعي والواقع وللتعامل أيضاً مع مواضيع الهجرة والاندماج". وسيقدم التقرير الختامي المقرر نشره خريف هذا العام توصيات إلى القطاع الإعلامي بهذا الشأن.

كلاوديا بريفيزانوس/ عبدالحي العلمي

مراجعة: عماد غانم