عباس يتوجه إلى نيويورك لطلب الاعتراف الدولي ونتانياهو يتوقع فشل مسعاه

بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي الأحد (18 أيلول/ سبتمبر) مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تطورات التوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على عضوية فلسطينية كاملة. ونقلت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية الرسمية عن عباس قوله خلال الاتصال إن السعي للحصول على عضوية دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لا يتعارض مع عملية السلام والمفاوضات. وذكرت الوكالة أن عباس بحث مع المستشارة الألمانية آخر التطورات في المنطقة.

ويغادر عباس على رأس وفد كبير إلى مدينة نيويورك الأمريكية اليوم الأحد للمشاركة في أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يقدم طلباً للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين على حدود عام 1967 لمجلس الأمن الدولي. وكان الرئيس الفلسطيني أعلن الجمعة أنه سيتوجه إلى الأمم المتحدة عبر "مجلس الأمن" للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطينية، معتبراً ذلك حقاً شرعياً يهدف إلى إنهاء ما وصفه بـ"الإجحاف التاريخي" الذي وقع بالشعب الفلسطيني، بالرغم من التهديدات الأمريكية المتكررة باستخدام حق الفيتو على قرار من هذا النوع.

أبو ردينة: الفلسطينيون ملتزمون بالشرعية الدولية

من جهته قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس عشية توجه الرئيس الفلسطيني إلى نيويورك "إن عباس سيقوم بحركة سياسية نشطة جداً يلتقي بها مع العديد من رؤساء وملوك ورؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات نيويورك تمهيداً لتقديم طلب عضوية فلسطين وخطابه التاريخي أمام الأمم المتحدة".

وشدد أبو ردينة على أن الفلسطينيين "ملتزمون بالسلام العادل والشرعية الدولية والعودة إلى المفاوضات متى توفرت المرجعية الواضحة على أساس حدود عام 1967 وتجميد الاستيطان". وأكد أبو ردينة "أن المرحلة القادمة مرحلة دقيقة وحساسة وسنكون على منعطف طرق: إما السلام العادل وإما عدم الاستقرار في عموم المنطقة".

طريق المفاوضات لقيام دولة فلسطينية

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فقد صرح الأحد أن المسعى الفلسطيني الأسبوع المقبل لانضمام دولة فلسطينية لعضوية الأمم المتحدة "ليس له أي فرصة للنجاح" وأن الفلسطينيين "لن يجدوا في النهاية من سبيل سوى العودة مرة أخرى للمفاوضات". وقال نتانياهو في بداية الاجتماع الوزاري الأسبوعي "إن مسعاهم للقبول بهم كعضو في الأمم المتحدة سيفشل. سيفشل هذا المسعى إذ لابد من مروره عبر مجلس الأمن".

كما أعلنت واشنطن، الحليف الرئيسي لإسرائيل، أنها ستستخدم الفيتو ضد المسعى الفلسطيني في مجلس الأمن، مؤكدة أن السبيل الوحيد لتسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي هو المفاوضات المباشرة.

وأضاف نتانياهو "في النهاية بعد أن ينقشع الدخان وينفض أمر الأمم المتحدة سيعود الفلسطينيون إلى رشدهم، أو هكذا آمل، وسيتخلون عن تلك الخطوات للالتفاف على المفاوضات وسيعودون إلى الطاولة حتى يتسنى إحلال السلام لنا ولجيراننا".

وأعلن نتانياهو أنه سيتوجه هو الآخر إلى الأمم المتحدة ليشرح الموقف الإسرائيلي تجاه التحرك الفلسطيني. وصرح مسؤول في الحكومة الإسرائيلية أن نتانياهو سيلقي كلمته أمام الأمم المتحدة في الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر، أي في نفس اليوم الذي يلقي فيه عباس كلمته. من جانه أعلن البيت الأبيض أن من المرجح أن يلتقي نتانياهو بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في نيويورك. وكانت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قد توقفت قبل نحو عام بسبب نزاع حول مواصلة إسرائيل بناء مستوطنات يهودية في الأراضي المحتلة.

وفي سياق متصل، قال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أمس السبت إنه من المقرر أن يجتمع في وقت لاحق اليوم مبعوثون من المجموعة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الأوسط في محاولة أخيرة لإعادة إحياء محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتفادي المواجهة بشأن الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

(ش.ع / د ب أ/ أ ف ب)

مراجعة: عماد غانم