1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موقف البابا يوحنا بولس الثاني من قضايا الشرق الأوسط

المسلمون والكاثوليك من أكبر الديانات من حيث عدد الأتباع، يجمعهما تاريخ طويل لا يتسم جميعه بالمودة. وقد قام البابا الراحل بخطوات كبيرة من أجل التقارب بين الديانتين، كما اتسمت مواقفه حيال الشرق الأوسط بالعقلانية.

https://p.dw.com/p/6SfX
مفتي سوريا يصافح البابا أثناء زيارة الأخير للمسجد الأمويصورة من: AP

لقرون طويلة هيمن على العلاقات بين المسلمين والكاثوليك قدر من عدم الثقة والاستياء الذي تغذى على ذكريات تاريخ من القمع المتبادل. فلا يزال المسلمون يتذكرون الحملات الصليبية التي مثلت انتهاكاً لحريتهم واستقلالهم تحت اسم الدين، من ناحية أخرى عانى الكاثوليك من توسعات الدولة العثمانية في أوروبا وما صاحبها من اعتداءات. إلا أن البابا يوحنا بولس الثاني قاد في العقدين الماضيين حملة ساعدت في تحويل الصراع إلى تعاون بين 1ر1 مليار كاثوليكي و2ر1 مليار مسلم. وبالنسبة للبعض فقد ساعدت جهود البابا في تجنب "صدام حضارات" خشي كثيرون أن يتفجر بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 التي نفذها مسلمون متطرفون على الولايات المتحدة.

حوار مع الإسلام

Papst in Aserbaidschan
البابا في زيارة لأذريبيجان المسلمةصورة من: AP

وفي بداية عهد البابا الراحل لم يبدُ أن لتحسين العلاقات مع المسلمين أولوية عنده. قال ماريو سيالوجا رئيس الجمعية الإسلامية الإيطالية "في البداية كان البابا بصورة ما يركز على الأرثوذكس والمواقف الجامدة والتعاليم". وخطا البابا خطوة واسعة عام 1986 عندما دعا المسلمين وأتباع الديانات الأخرى إلى الصلاة معا كي يحل السلام في العالم. وفي مايو/ أيار 2001 أصبح أول بابا يقوم بزيارة رسمية لمسجد. وفي المسجد الأموي الذي زاره بدمشق قال البابا "أرجو من أعماقي أن يقدم كبار رجال الدين الإسلامي والمسيحي مجتمعينا الدينيين العظيمين باعتبارهما طرفي حوار قائم على الاحترام وليس طرفي نزاع". وتابع وهو على بعد خطوات من قبر صلاح الدين الأيوبي الذي استطاع طرد الصليبيين من الشرق "نحن بحاجة إلى أن نسعى لعفو من العلي القدير وأن نقدم الصفح المتبادل عن كل العصور التي أذى فيها المسلمون والمسيحيون بعضهم البعض".

وقال فرانك فان دير فيلدن عالم اللاهوت الكاثوليكي في القاهرة ان رحلات البابا للشرق الاوسط حيث مهد الديانات السماوية الثلاث وحيث وقعت صدامات كبرى مثلت نقطة تحول في العلاقات. وتابع "فتح البابا أبواب الفاتيكان وخرج للناس كدليل على الاحترام. فرؤية رجل مسن واهن القوى يفعل ذلك تعني الكثير في ثقافة الشرق".

رفض الحرب

Papst und Muslime
البابا يوحنا بولس يستقبل اثنين من رجال الدين الشيعة أثناء زيارته لبيروتصورة من: AP

وقد انتهج الفاتيكان سياسةً محايدة تجاه الصراعات الشرق أوسطية، مكتفياً بالدعوة للسلام والعدل دون الميل إلى أحد الأطراف. إلا أن الفاتيكان تخلى عن هذه السياسة في بعض الأزمات، فأثناء أزمة اعتصام الفلسطينيين في كنيسة المهد وحصار الجيش الإسرائيلي المكثف لها، وجه الفاتيكان تحذيراً شديد اللهجة إلى إسرائيل متهمةً إياها بعدم احترام الأماكن المقدسة، وطالب بفك الحصار فوراً. غير أن التغير الأكبر في سياسة الفاتيكان حيال الشرق الأوسط كان أثناء حرب العراق.

فقد كانت معارضة البابا للحرب نابعة من إيمانه بأنها ليست حرباً عادلة، وأثار هذا الموقف حفيظة الإدارة الأمريكية خاصةً وأن الرئيس بوش يستند أيضاً في قراراته إلى إيمانه الديني. لذلك كانت المعارضة الصريحة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة بالعراق في 2003 محل تقدير خاص في العالم الإسلامي. والآن سيراقب المسلمون عن كثب سير الأمور ليروا ما إذا كان الرجل الذي سيخلف البابا يوحنا بولس سيواصل العمل لتعزيز الحوار بين الأديان. قال محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري لرويترز "يتعين على خليفة البابا أن يواصل ما بدأه هذا البابا... سيسهم هذا في السلام". ويرى كثير من رجال الدين الإسلامي وعلماء الأديان وكثير من عامة المسلمين أن البابا يوحنا بولس الثاني صاغ عهدا جديدا في العلاقات بين العالمين الإسلامي والمسيحي. وهم يقولون ان رحلاته لأكثر من 20 بلدا إسلاميا وجهوده لتشجيع الحوار ودعواته للسلام في الأرض المقدسة ومعارضته القوية للحروب في أفغانستان والعراق أكسبته تقدير كثير من المسلمين.

قال زكي بدوي عميد الكلية الإسلامية في لندن "آمل أن يواصل خلفاؤه الإنجازات كتلك التي حققها". وقال الكاردينال الفرنسي بول بوبار الذي يترأس مجمع انتخاب البابا المقبل "رأيتم موقف البابا خلال حرب العراق. لقد أراد بكل السبل الا ينظر أحد إلى هذه الحرب باعتبارها حربا بين الأديان وهي لم تكن كذلك وبذل جهدا كبيرا من أجل ذلك. انها مسألة مهمة للمستقبل".

المصدر: وكالات + دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد