1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لمحة عن المنهج البابوي للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني

غير يوحنا بولس الثاني الذي توفي مساء السبت معالم البابوية وطبعها بشخصيته القوية اذ اتسم عهده بالتسييس وبالمواقف المحافظة أخلاقياً ما ابعد عنه قسما من المؤمنين الذين وجدوا هوة بين تعاليمه والحياة المعاصرة.

https://p.dw.com/p/6Sd4
كان للبابا يوحنا بولس الثاني منزلة أثيرة في قلوب شباب المؤمنينصورة من: AP

ولد البابا يوحنا بولس الثاني (واسمه الحقيقي كارول فويتيلا) في مدينة كراكاو البولندية عام 1920، وتلقى تربية صارمة شبه عسكرية من والده الذي كان ضابطاً. قرر الدخول سراً إلى المدرسة الاكليريكية، وبدأ بمتابعة الدروس في كلية اللاهوت في جامعة جاجلون. ثم اختار طريق الكهنوت، وأصبح كاهناً في كراكاو. وبعد أن حظي بإجماع الكرادلة عليه بفضل شخصيته القوية وبصيرته النافذة اختير رئيساً للفاتيكان عام 1978، ليصبح أول حبر أعظم غير إيطالي منذ 455 عاماً. يُذكر أن البابا السابق يوحنا بولس الأول توفي بعد 33 يوماً من تنصيبه.

محطات سياسية

تمتع البابا بتأثير كبير على الجماهير وعلى الشبيبة التي احبها وكرس لها لقاءات كثيرة خلال اسفاره حول العالم. لكنه بالرغم من ذلك لم يتمكن من وضع حد للانخفاض المستمر في عدد الدعوات الكهنوتية والرهبانية ومن انخفاض نسبة ارتياد الكنائس والممارسة الدينية وخصوصا في اوروبا. وباطلاقه في بداية حبريته شعاره المستوحى من الانجيل "لا تخافوا"، ساهم البابا من خلال قوة الكلمة التي كان يتمتع بها في انطلاقة الحركة الشعبية التي ادت في النهاية الى سقوط جدار برلين. ومن المتعارف عليه أن البابا كان احد أهم العناصر الفاعلة وراء انهيار الشيوعية في المعسكر الشرقي وسقوط الستار الحديدي.

Papst als Kardinal
صورة للبابا عندما كان لا يزال كاردينالاًصورة من: AP

وبعد 24 عاما، دخل البابا مجددا في صلب السياسة العالمية عبر موقفه الرافض تماما للتدخل الأحادي في العراق. وقد أطلق في رسالة الفصح عام 2003 نداء "من اجل السلام في العراق (..) والسلام في المناطق الأخرى في العالم التي ما زالت تشهد نزاعات تحصد القتلى والجرحى". وقد استحق البابا بسبب التزامه ضد غزو العراق والحركة الدبلوماسية التي نتجت عن هذا الالتزام، الى ترشيحه لجائزة نوبل للسلام وهذا امر لم يسبق ان حصل عليه أي من البابوات في الماضي. وقد اثارت مواقف البابا المناهضة لغزو العراق سخط السلطات الاميركية لكن هذه المواقف تبدو منسجمة مع روحية حبرية يوحنا بولس الثاني التي وضعت السلام والحوار بين الشعوب والديانات في صلب نهجها.

حوار وانفتاح

يوحنا بولس الثاني هو أول بابا اجتاز عتبة كنيس يهودي (في روما) وأقام الفاتيكان في عهده علاقات مع دولة اسرائيل. كما كان رئيس الكنيسة الكاثوليكية الأول الذي اجتاز عتبة مسجد وقد زار الجامع الاموي في دمشق. وسيبقى اسمه مدونا في التاريخ كونه الداعي الى قمة اسيزي (اطاليا) التي تجمع معظم ديانات الأرض في سبيل السلام في العالم. كما تحلى يوحنا بولس الثاني بشجاعة الاعتذار باسم الكنيسة عن الأخطاء التي أرتكبها الكاثوليك في الحملات الصليبية وفي الحروب الدينية وفي معاملة السود واليهود.

Der Papst macht Urlaub im Aostatal
البابا في إحدى عطلاتع شمال ايطالياصورة من: AP

غير أن محاولات البابا لتوحيد الطوائف المسيحية اصطدمت بحائط رفض الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وممانعة الحكومة الصينية لمحاولات الفاتيكان ضم المسيحيين الكاثوليك هناك إلى رعاياها. من ناحية أخرى استقطب البابا المسافر الكبير حشودا هائلة في كل مرة كان يزور فيها بلدا أو مدينة. لكن مقابل هذه الحالة الشعبية الضخمة التي يمثلها يوحنا بولس الثاني، تستمر نسبة الكاثوليك في العالم بالانخفاض ببطء، كما ان ارتياد الكنائس وممارسة الشعائر الدينية يستمر في التضاؤل على الاقل في في العالم الغربي واوروبا بشكل خاص.

مآخذ

أُخذ على البابا قيامه ببعض الزيارات المثيرة للجدل كزيارته تشيلي إبان حكم اوغوستو بينوشيه وزيارة كوبا التي يرأسها فيديل كاسترو. لكن المأخذ الأكبر بالنسبة لقسم من الرأي العام هو رفضه التام لوسائل منع الحمل بما في ذلك الواقي الذكري، فيما ينتشر في العالم وخاصة في أفريقيا فيروس الايدز، وقد يحد استعمال الواقي الذكري من انتشار هذا المرض الخطير. ولم يتفهم كثير من المؤمنين مواقف البابا في هذا الموضوع بالرغم من التبريرات الايمانية والعقائدية التي قدمها البابا والكنيسة في أكثر من مناسبة.

Papst und Muslime
البابا يستقبل اثنين من رجال الدين الشيعة أثناء زيارته إلى لبنانصورة من: AP

كما اتبع البابا خطا متشددا في مجال الأخلاقيات السلوكية والجنسية وفي موضوع بتولية الكهنة، وأثار سخط شديد في الأوساط الليبرالية وخاصة أوساط المثليين جنسياً بعد أن وصف المثلية الجنسية بأنها خروج عن القانون الطبيعي. وأحدث كتابه الأخير لغطاً كبيراً بعد نشره في ألمانيا لمقارنته الإجهاض بالمحرقة النازية، لأن كليهما يحرم الآخرين من الحق في الحياة على حد تعبيره.

المصدر: وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات