1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بنات حواء في الطريق إلى قمة الهرم السياسي الألماني

تستطيع أنجيلا ميركل تغيير الخارطة السياسية الألمانية في حالة فوز حزبها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فهى بذلك ستصبح أول سيدة تتقلد منصب المستشارية مستهلةً حقبة جديدة من المشاركة النسائية في السياسة الألمانية.

https://p.dw.com/p/6kDL
مبنى المستشارية في برلين بانتظار أول أمرأة كمستشارةصورة من: AP

مما لا شك فيه أن النساء لم يتمكن حتى الآن من المشاركة في صنع القرار السياسي بنفس قدر مشاركة الرجال. ففي العالم أسره لا يتعدى عدد النساء اللاتي يتقلدن مناصب سياسية رفيعة على غرار منصب رئيس الوزراء أو الدولة عدد أصابع اليدين، ومنذ ستينيات القرن الماضي لم يتجاوز عددهن تسعة وأربعين. ويُعتبر ارتقاء المرأة للسلطة السياسية في دولة ما دليل على تحرر المرأة في تلك الدولة. في هذا السياق تعد دول شمال أوربا أكثر الدول تقدماً في العالم، حيث تحتل المرأة مناصب قيادية في الحقل السياسي كما هو الحال في فنلندا والسويد والنرويج.

Bildgalrie Angela Merkel Zusatzbild
انجيلا ميركلصورة من: dpa

أما في دول جنوب شرق أسيا وأمريكا اللاتينية فيعد تولى النساء مناصب قيادية حساسة من الأمور المألوفة، وكثيراً ما انتقلت السلطة إلى الزوجات بعد وفاة بعولهن ممن شغلوا مناصب قيادية في رئاسة الحكومات. هناك العديد من الشخصيات السياسية النسائية البارزة اللواتي قدن زمام الأمور في بعض الدول مثل أنديرا غاندي في الهند وإزابل بيرون في الأرجنتين وبينظير بوتو في باكستان. ومن بين كل السيدات اللواتي تبوئن مناصب سياسية رفيعة حظيت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر على مكانة خاصة. فخلال الأشهر القادمة سيكون من المألوف إجراء المقارنة بين أنجيلا ميركل و "المرأة الحديدية" كما كان يطلق على تاتشر التي تمتعت بحزم الرجال بشهادة المراقبين السياسيين فيما يتعلق بالقدرة على تولي السلطة والقيادة السياسية.

حدث تاريخي

Bildergalerie Angela Merkel Bild16
النساء يستطعن أيضاً القيام بمهام الرجالصورة من: dpa

لا شك أن إجماع رئاسة حزب محافظ كالحزب الديمقراطي المسيحي على ترشيح السيدة ميركل لأرفع منصب سياسي في ألمانيا يعتبر حدثاً تاريخياً يحمل دلائل تكشف عن تطورات جوهرية شهدتها العملية السياسية الألمانية في العقود الأخيرة. فمن الواضح على ضوء ذلك أن الوقت قد حان لكي تتمكن المرأة الألمانية من تولي أهم منصب سياسي في ألمانيا. لم يسبق من قبل أن دار الحديث حول إمكانية تقلد سيدة ما لمنصب المستشارية في ألمانيا. أما بالنسبة لمنصب رئيس الجمهورية فكان الأمر يختلف قليلاً، حيث تم بالفعل ترشيح عدة سيدات لهذا المنصب الذي لا يلعب صاحبه دوراً محوريا في صياغة القرار السياسي في ألمانيا. إلا أنهن بالرغم من ذلك لم يتمكن من الفوز، وأوضح مثال على ذلك غيسينه شفان التي أخفقت مساعيها لتولي منصب الرئاسة عام 2004 لصالح هورست كولر رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية الحالي.

جدارة المرأة

Elisabeth Schwarzhaupt
اليزابيت شفارتزهاوبت أول وزيرة في حكومة اتحاديةصورة من: Bundesbildstelle

كانت إليزابت شتفارتسهاوبت أول سيدة تشغل منصب وزيرة في الحكومة الاتحادية الألمانية، بعد أن عينها المستشار الاتحادي السابق كونراد أديناور في هذا المنصب رغم أنفه. وبالرغم من تجاوزها سن الستين كان أديناور يصر على منادتها بلقب "آنسة" لأنها كانت غير متزوجة في ذلك الحين. أما ماري رينغير فكانت أول سيدة ترأس البرلمان الألماني (بونسدتاغ) منذ عام 1972 حتى عام 1976. وقالت رينغير بعد انتهاء فترة ولايتها: "لقد تمكنت في ذلك الحين من تحقيق هدفي الرئيسي والذي تمثل في إثبات جدارة المرأة بتولي مناصب سياسية هامة."

أهمية المظهر الخارجي

Gerhard Schröder und Doris Schröder-Köpf an der Wahlurne
الصورة النمطية للمرأة هي أن تبقى في ظل زوجهاصورة من: AP

غالبا ما يلعب المظهر الخارجي للمرأة العاملة في الحقل السياسي دوراً كبيرا في مدى تأثيرها في الشارع السياسي الألماني ومدى قدرتها على الصمود أمام منافسيها الرجال. كانت هايدي سيمونيس التي شغلت للمرة الأولى والوحيدة منصب رئيسة وزراء إحدى الولايات الألمانية وهي ولاية شليزفيغ هولشتاين تعاني الأمرين بسبب ولعها الشديد بالحلي والموضة. ومن الغريب كون ذلك من الأمور المثيرة للجدل كما هو الحال حالياً بالنسبة لتسريحة أنجيلا ميركل التي لا تتماشى مع الموضة. أما إذا خالفت سياسية ما المظهر النسائي المعتاد أو كانت غير متزوجة أو بدون أولاد فإن عليها مواجهة تهم منافسيها السياسيين من الرجال. حتى أن آنيته شافان نائبة برلمان ولاية بادن فيرتمببيرغ قد اضطرت علانيةً إلى نفي الشائعات التي انتشرت حول كونها مثلية جنسية بسبب حملات التشهير الضارية التي تعرضت لها من رجال السياسة المنافسين.

الحل السحري شبه مستحيل

تستطيع المرأة الوصول إلى منصب سياسي رفيع "إذا كانت تمتلك، بجانب المؤهلات والخبرة، حنكة نادرة تمكنها من التوفيق بين الصورة النمطية للأنوثة والذكورة، وهذا مستحيل تقريباً" على حد قول أولا بوك مديرة مركز تنمية الدراسات النسائية بجامعة برلين. أما عن ترجيح فرصة فوز ميركل في الانتخابات النيابية المقبلة فلا يرجع إلى كونها أنثى وإنما يرجع بالدرجة الأولى إلى رغبة الشعب الألماني في تغيير القائمين على حكومته الاتحادية.

قضايا المرأة مفتاح النصر لميركل

Alice Schwarzer
الصحفية المدافعة عن حقوق المرأة أليسا شفارتسصورة من: dpa

من الممكن أن تحظي ميركل رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي بشعبية أكبر بين أوساط النساء الألمانيات، ومن الممكن أن تعزز فرصها في الفوز إذا بذلت جهداً أكبر في الدفاع عن قضايا المرأة، وهذا ما قصرت فيه في السنوات الماضية على حد تعبير الصحفية الألمانية اليس شفراتس. وستتابع شفراتش باهتمام بالغ المعركة الانتخابية بين سيدة الحزب المسيحي الديمقراطي أنجيلا ميركل ورجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر. على عكس شرودر تتمتع ميركل بفرصة جيدة في الفوز بمنصب المستشار "لأن الشعب الألماني يرغب في تغيير سياسة الحكومة" على حد قول عالمة الاجتماع الألمانية أولا بوك. ولكن بوك تتحدث في الوقت نفسه عن تناقض كبير في الشارع السياسي الألماني. فالبرغم من أن غالبية الألمان تود أن يطرأ تغيير على السلطة السياسية في البلاد، إلا أن غيرهارد شرود مازال يتمتع بشعبية لا بأس بها. "لذلك سيتوقف نجاح ميركل في الانتخابات على مدى مساندة حزبها لها في المعركة الانتخابية".

علاء الدين سرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد