القذافي يدعو للتظاهر "بالملايين" والثوار يطبقون على آخر معاقله

دعا العقيد الليبي الهارب معمر القذافي الليبيين مساء أمس الخميس إلى الاحتجاج ضد قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وفي رسالة صوتية، بثتها قناة الرأي التلفزيونية التي تبث من سوريا، حث القذافي الليبيين على التحلي بالشجاعة والخروج "بالملايين" إلى الشوارع احتجاجا على الأوضاع في ليبيا التي وصفها بأنها "لا تحتمل". القذافي، الذي لم يكن يعترف بالانتخابات أصلا ولم تجرى في عهده أي انتخابات ديمقراطية، شدد على أن قادة المجلس الانتقالي "ليسوا شرعيين لأن الشعب لم ينتخبهم"، محذرا قادة العالم النامي، الذين اعترفوا بهذا المجلس، أنهم سيواجهون نفس المصير الذي واجهه هو.

ولم يتضح التوقيت الذي سجلت فيه الرسالة الصوتية التي اتسمت بنوعية التسجيل الرديئة، كما من الصعوبة التأكد ما إذا كان الصوت يعود للعقيد الليبي شخصيا. وكانت آخر رسالة صوتية وجهها العقيد الهارب إلى الشعب الليبي في أيلول/سبتمبر الماضي.

ولا يزال القذافي هاربا منذ استيلاء مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي على طرابلس في أغسطس/ آب وتعذر القبض عليه رغم العديد من المعلومات التي تقود إلى مكانه. لكن رئيس المكتب التنفيذي في ليبيا محمود جبريل قال أمس الخميس إن القذافي ما زال مختبئا في جنوب ليبيا تحت حماية القبائل ويعبر الحدود من وقت لآخر إلى النيجر، معربا عن أمله أن تحدد قوات المجلس الوطني في الأيام القليلة القادمة مكانه قريبا.

بدء الهجوم على سرت واستعداد لاقتحام بني وليد

وجاءت رسالة القذافي في الوقت الذي تأجج فيه القتال في مدينة سرت الليبية، مسقط رأس العقيد الهارب، واستعدادات لاقتحام بني وليد. ففي سرت يتوقع الثوار الليبيون أن يستكملوا السيطرة على المدينة خلال نهاية هذا الأسبوع. وتعهدوا بأن القوات المحيطة بسرت من أطرافها ستدخل المدينة اليوم الجمعة في هجوم منظم. ويجري القتال من شارع إلى شارع في الجانب الجنوبي الشرقي لسرت، بينما أوقف زحف قوات المجلس الوطني، التي تحاول التقدم من ناحية الغرب، بسبب النيران الكثيفة التي يطلقها قناصة القوات الموالية للقذافي. وقالت قناة الجزيرة الفضائية إن الثوار شرعوا صباح اليوم الجمعة في شن هجوم شامل على المدينة من جميع الجهات.

كما تطوق قوات المجلس الانتقالي بني وليد منذ قرابة شهر، وسط استعدادات لاقتحام البلدة حال فشلت المفاوضات للتسليم سلمياً. وقال موسى علي يونس، قائد لواء جادو، الذي توجه أمس الخميس نحو بني وليد على رأس نحو ألف مقاتل وحوالي مئة آلية عسكرية، لفرانس برس، "سنقوم أولا بالتفاوض كي يستسلم مؤيدو القذافي سلميا ولمحاولة إخراج ال10 بالمائة من المدنيين، الذين لا يزالون في المدينة قبل شن الهجوم"، الذي قد "يبدأ خلال يومين" مشيرا إلى أن "الأمور متوقفة" على الوضع الميداني.

(ع.ج.م/ أ ب ب/ رويترز/ دب أ)

مراجعة: شمس العياري