1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهمة "الأفعى" في سوريا تثير قلق المنظمات الحقوقية

٣٠ ديسمبر ٢٠١١

أثار تعيين الجنرال السوداني الدابي على رأس وفد المراقبين من الجامعة العربية حفيظة المنظمات الحقوقية. وتعود أسباب ذلك إلى الماضي العسكري للدابي وتورطه في أحداث دارفور .

https://p.dw.com/p/S4JB
محمد أحمد مصطفى الضابيصورة من: picture-alliance/dpa


يرتبط اسم الدابي دو 63 سنة بالاقليم السوداني المضطرب دارفور. وقد كان الدابي، خلال تحمله أربع مسؤوليات على الأقل، مسؤولا في دارفور التي قتل فيها ما يقارب 300.000 شخص حسب الأمم المتحدة. منظمات حقوق الإنسان كمنظمة "هيومن رايتس ووتش" اعتبرت الدابي وجود على رأس وفد المراقبين من الجامعة العربية المبعوثين إلى سوريا اختيارا سيئا، لأن الدابي غير مؤهل لذلك .

الدابي والولاء للبشير

يدين الدابي بالكثير للرئيس السوداني عمر البشير الذي بفضله تقلد الضابي عدة مناصب. ومعلوم أن عمر البشير مطلوب لمحكمة العدل الدولية بلاهاي بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بدارفور. بعد الإنقلاب الذي قاده البشير سنة 1989 قام بتعيين الدابي على رأس المخابرات العسكرية، كما تحمل بعده مسؤولية إدارة المخابرات الخارجية ثم مسؤولية نائب رئيس الأركان للعمليات العسكرية ابتداء من سنة 1996 إلى سنة 1999.

بالرغم أن الجنرال الدابي، الذي يحمل لقب"الأفعى"، لم توجه له من طرف محكمة العدل الدولية تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إلا أن مراقبي الشأن السوداني يتهمونه بغض الطرف عن الانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان في كل من جنوب السودان وكذا في الإقليم الغربي للبلد وأيضا في الوقت الذي كان فيه مفوضا بين دارفور وبين الغرب بخصوص الاتفاق الأمني في دارفور. ولسخرية القدر فالدابي شغل بين سنة 1999 وسنة 2004 منصب سفير السودان بإمارة قطر التي أصبحت اليوم تلعب دورا رياديا في الحركات الديمقراطية بالعالم العربي.

Flash-Galerie Türkei muss mit Tausenden Flüchtlingen aus Syrien rechnen
النظام السوري متهم بارتكاب جرائم ضد المواطنين العزل وشكوك في مصداقية تقرير مبعوثي الجامعة العربية إلى سورياصورة من: dapd

المصالح المشتركة فوق كل اعتبار

يمكن إعتبار الوجه الإيجابي لتعيين الجنرال الدابي على رأس وفد المراقبين من الجامعة العربية المبعوثين إلى سوريا هو محاولة لكسب بشار الأسد بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. على كل حال فالبلدين تجمعهما علاقات متميزة تنبي على الشعار: غض الطرف والتضامن من أجل المصالح المشتركة. فإبان ازمة دارفور فقد ساندت دمشق الخرطوم على الدوام.

النقاد يعتبرون مهمة يوجد على رأسها جنرال عسكري سوداني مهمة فاشلة من البداية. "عوض جعله على رأس وفد المحققين في انتهاكات حقوق الإنسان بسوريا، كان من الأجدر أن يخضع الجنرال الدابي للتحقيق من طرف محكمة العدل الدولية، إن كانت له يد في مثل تلك الإنتهاكات في السودان" يقول عمر إسماعيل باحث في المشروع الأمريكي حول " مكافحة الإبادة الجماعية" الذي اطلق عليه اسم "كفى".

في نفس الوقت تدافع الجامعة العربية عن اختيار الجنرال الدابي بسبب ما أسمته "خبرته العسكرية الطويلة". هده الخبرة العسكرية هي في حد ذاتها مشكل يجعل الحركات االديمقراطية في سوريا لن تنظر إليه بعين الرضا. فتصريحات الذابي بخصوص الوضع في حمص الدي قال عنه انه وضع "نوعا ما طبيعي"، يزيد الشكوك من تعينه.

لودغر شدومسكي/ عبد الرحمان عمار

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد