ميركل تصف التهديدات الإرهابية لبلادها بالحقيقية

قالت المستشارة أنغيلا ميركل في جلسة المناقشة العامة في البرلمان الألماني، المحاط حاليا بحراسة مشددة بعد تفشي شائعات بأنه سيهاجم، "للأسف التهديدات حقيقية" مضيفة أن "هناك داع للحذر لكن ليس للخوف"، وأضافت "لن نحيد عن عملنا رغم التهديد الإرهابي". وحثت المستشارة على تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب قائلة إن التعاون العالمي مهم أيضا في مجال الأمن.

وواصلت سلطات الأمن الألمانية تشديد إجراءاتها حول مبنى الرايخستاغ، مقر البرلمان الألماني في برلين بعد ورود معلومات من "مصادر صديقة وموثوقة" تتضمن تحذيرات من نية إسلاميين متطرفين في السفر إلى ألمانيا لتنفيذ عمليات إرهابية فيه. وطوقت الشرطة مبنى البرلمان بحواجز أمنية على نطاق واسع قبيل بدء جلسة المناقشة حول الموازنة العامة للحكومة للعام المقبل. وتتحقق الشرطة من هوية الأشخاص قبل دخولهم البرلمان، خاصة وأن قبّته الشهيرة أغلقت أمام الزوار.

قلق من وقوع أسلحة الدمار الشامل في يد الإرهابيين

إلى ذلك حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلّه من تمكن مجموعات إرهابية دولية من امتلاك أسلحة نووية. وقال فيسترفيله لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية: "إذا افترضنا أن إيران تسلح نفسها نوويا، فما هي المدة المحتملة حتى تحصل دول أخرى على تلك القوة؟ وما مدى تنامي خطر حصول هياكل إرهابية على أسلحة نووية أو قنابل قذرة؟". ولفت الوزير إلى أن امتلاك 20 رجلا قنابل نووية يحولهم عمليا إلى جيش".

وذكر الوزير أنه يعتزم استغلال المقعد الذي حصلت عليه بلاده في مجلس الأمن لمكافحة أسباب الإرهاب. وقال: "عندما يتعين إغلاق مبنى الرايخستاغ أمام الزوار، فإنه يكون من الواضح للجميع أن السياسة الخارجية والسلمية والتعاون التنموي والوقاية من الأزمات لا تدور حول أمور أكاديمية، بل حول أمننا".

قلق على وضع المسيحيين في الشرق

وعن أمن المسيحيين في العراق وفي الشرق الأوسط المهدد من جانب الإسلاميين المتطرفين دعا رئيس الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي فولكر كاودر إلى وضع قضيتهم على جدول أعمال الحكومة والاتحاد الأوروبي لمواجهة أعمال الاضطهاد والتهجير الذي يتعرضون إليه أكثر فأكثر في الفترة الماضية. وقال إن الأمر لا يتعلق بجلب المزيد من العراقيين المضطهدين إلى ألمانيا، بل بلجوء السياسة الخارجية الألمانية إلى العمل مع الدول المعنية لتحسين أوضاعهم المعيشية والأمنية في العراق وغيرها. وانتقد في هذا المجال بشدة حكم الموت الصادر في حق المسيحية الباكستانية آسيا بيبي في باكستان بتهمة التجديف.

برلين غير مرتاحة لجمود عملية السلام

وعن جمود عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه عن عدم ارتياح حكومته لذلك. وردا على إقرار الكنيست الإسرائيلي قانونا يفرض على الحكومة إجراء استفتاء في البلاد قبل الانسحاب من القدس الشرقية والجولان المحتلتين رفض بيشكه التعليق عليه قائلا ل "دويتشه فيلّه" إن القرار اتخذه برلمان مستقل لدولة مستقلة بصورة سيادية. لكنه اضاف: "نحن لا ننظر إلى المستوى الراهن من عملية السلام في الشرق الأوسط حيث تبدو المفاوضات متوقفة، ونأمل بأن تتمكن الأطراف المعنية المدعومة من المجتمع الدولي، خصوصا من الولايات المتحدة من تجاوز هذا الجمود والعودة إلى آلية للتفاوض".

اسكندر الديك

مراجعة: حسن زنيند