1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تداعيات المواجهة بين المالكي وخصومه

٣٠ ديسمبر ٢٠١١

الأزمة السياسية التي عصفت بالعراق الأسبوع الماضي دخلت أسبوعها الثاني وسط حديث عن وساطات محلية وإقليمية وأمريكية، ورغم إن الأزمة اتخذت طابعا أكثر هدوءا واحتجبت قليلا عن واجهة وسائل الإعلام، فإن تداعياتها ما زالت مستمرة.

https://p.dw.com/p/13bxU

الوساطات بمجملها تتم في إقليم كردستان العراق وهو ما لا يرضي المالكي. بل إن الوفد الإيراني الموجود في كردستان دعا هو أيضا إلى عقد اجتماع في اربيل أو السليمانية لحل الأزمة، الأمر الذي رفضه المالكي بشدة. الأكراد بدورهم أطلقوا مبادرة لنزع فتيل الأزمة في وقت يشير فيه وجود نائب الرئيس طارق الهاشمي في كردستان العراق بضيافة الرئيس طالباني إلى تقارب محتمل بين التحالف الكردستاني والكتلة العراقية.

أكثر الحلول قربا للواقعية هو الدعوة لانتخابات مبكرة. الصدريون تقدموا بهذا الاقتراح، ووافقت عليه كتلة العراقية، ويبدو أن الأكراد أيضا مستعدون لقبوله، ولكن ما مدى واقعية هذا الحل؟

هناك حديث عن زيارة لجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لبغداد، لكن الزيارة لم تتم حتى هذه اللحظة.

الأمر الملفت للنظر هو أن جهود تسوية القضية المطروحة حتى الآن سياسية، في حين أعلن المالكي ومنذ البداية وبإصرار أنها قضية قضائية تخص جرائم إرهابية.

وفي إطار التحركات الدولية، نشر قادة الكتلة العراقية في صحيفة نيويورك تايمز رسالة جاء فيها "نلتمس من قادة أميريكا أن يتفهموا أن الدعم غير المشروط للمالكي يدفع بالعراق نحو الحرب الأهلية". مؤكدين انه "ما لم تتحرك أميريكا بسرعة للمساعدة في تشكيل حكومة وفاق ناجحة، سينتهي العراق".

هذا المقال يطرح سؤالا جديا مفاده، هل تطلب الكتلة العراقية تدخل الولايات المتحدة التي تخلت عن الملف العراقي؟

"الرسالة جاءت متأخرة"

في الرد على ذلك، تحدث د. رياض الأمير رئيس تحرير صفحة الجديدة إلى مايكروفون برنامج العراق اليوم من دويتشه فيله مشيرا إلى "أن الرسالة جاءت متأخرة، لأن الكتلة العراقية والكتل الأخرى إن كانت قد وجدت أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تساهم في حل الأزمة فقد كان من المفروض ان تطلب مساعدتها قبل الانسحاب الأمريكي وحتى قبل توقيع العراق على اتفاقيات معها، كان من المفروض في تلك المرحلة أن يعطى مفهوم جديد للشراكة العراقية الأمريكية، شراكة متكافئة من الطرفين".

Irak droht der Konfessionskrieg
الشارع العراقي بين مطرقة الازمة وسندان العنفصورة من: DW/Munaf Al-saidy

رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أكد في بيان صدر عن مكتبه ونشرته وكالة أنباء فرانس بريس عدم علمه بالمقال الذي نشر في صحيفة نيويورك تايمز مشيرا إلى أن "اسمه حشر فيه".

ويمكن للمراقب بسهولة أن يقرأ رسالة الكتلة العراقية باعتبارها طلبا لدعم كتلة سياسية في مواجهة كتلة أخرى، أكثر مما يمكن أن ينظر إليها على أنها طلب لحل أزمة سياسية خانقة يمر بها العراق. لكن الإعلامي د. الأمير يشير إلى "أن القائمة العراقية هي نفسها التي طالما طالبت بإنهاء الوجود الأمريكي في العراق، لكن الشعور العام في قاعدة القائمة العراقية صار يعتبر الانسحاب الأمريكي خطأ كبيرا ترك الساحة العراقية لسلطة من جانب واحد، وجاء هذا في مناسبات عدة على لسان واجهاتهم الإعلامية".

"ماذا لو تراجع القضاء عن الاتهامات؟"

إذا رجعنا إلى تفاصيل القضية- الأزمة فإن الاعترافات التي ظهرت متلفزة وتضمنت اتهامات وجهها القضاء العراقي للهاشمي قطعت خط الرجعة على الجانبين، فإذا آلت التوافقات السياسية إلى حمل القضاء على التراجع عن اتهاماته، هل يمكن أن يعود الهاشمي إلى السلطة؟

الكاتب والمحلل السياسي د. مؤيد عبد الستار في حديث لبرنامج العراق اليوم من دويتشه فيله أشار إلى "أن القضاء هو الذي اتهم الهاشمي وليس المالكي، وإذا عدنا إلى الرسالة التي نشرت في صحيفة نيويورك تايمز سنجد فيها نصا مضمونه" اتهم المالكي نائب الرئيس طارق الهاشمي بالإرهاب" وهذا خطأ، وكلامي ليس دفاعا عن المالكي، ولقاء المالكي بالقضاة قبل صدور مذكرة إلقاء القبض، لا يعني أن المالكي هو الذي أصدر هذه المذكرة، وعلى الهاشمي والقائمة العراقية التي تدعمه أن يتعامل مع القضاء في هذه القضية".

Kombo Ayad Allawi und Nuri al-Maliki ***No Flash***
الزعيمان المتنافسان المالكي وعلاويصورة من: AP/Fotomontage:DW

ولفت د. مؤيد إلى أن "عودة الهاشمي في ظل الظروف الحالية صارت صعبة جدا، وبالنسبة للقضاء، فهو جزء من العراق ككل، وإذا رأى القضاء أن هذه الفتنة أكبر من الجريمة، فربما سيحاول أن يجد منفذا لعدم اتساع الفتنة وإن كانت الجريمة كبيرة وتستحق العقاب".

وعاد د. مؤيد ليؤكد مسألة تغير مواقف العراقية التي كانت تنادي بعدم التدخل الأجنبي في الشأن العراقي، فصارت اليوم تنادي بضرورة التدخل الأمريكي لحل الخلافات، وبيّن أن مطالب العراقية في الرسالة المذكورة بالركون إلى اتفاقية اربيل لحل الخلاف السياسي القائم غير صحيحة مشيرا إلى"أن اتفاقية اربيل ليست هي محور العمل السياسي في العراق، فهي بند من اتفاقية اكبر متعددة البنود".

"القضاء لم يكن نزيها في العراق وتاريخه غير مشرف"

من جانبه، اعترض رياض البغدادي رئيس اللجنة الشعبية لاجتثاث البعث،وقد شارك في الحوار، مبينا أنه يرى "أن القضاء لم يكن نزيها في العراق، كما أن تاريخه لم يكن مشرفا قط ابتداء من العهد الملكي وحتى الجمهوريات التي تعاقبت بعده، لقد كان القضاء مسيّسا ويصدر أحكاما بالجملة على كثير من الناس، وعدد كبير من الموجودين في السلطة القضائية اليوم كانوا قضاة أصدروا ووقعوا أحكاما قضائية بالإعدام في قضايا تفتقر إلى وجود دليل جرمي".

ومضى البغدادي إلى القول" القضاء في هذه المرحلة تارة يُعطل، وتارة أخرى يضغط عليه، ولا ننسى قضية صالح المطلك، حيث حكم عليه قضاة في هيئة المساءلة والعدالة بالاجتثاث، وجرى اجتثاثه ولم يدخل في الانتخابات، ولم يحصل قانونيا على صوت واحد. لكنه أصبح نائبا لرئيس الوزراء، في حين أن مرشحين حصلوا على 40 أو 50 ألف صوت ومنهم احمد الجلبي الذي حصل على 100 ألف صوت؛ لم ينل أي منصب حكومي، فأين عدالة القضاء من كل ذلك؟".

الانتخابات: حل صعب غير مضمون

Dr. Riyadh Alamir
الاعلامي د. رياض الاميرصورة من: DW

ضمن الحلول المقترحة دعوات لإعادة الانتخابات أطلقها الصدريون، وقد لاقت رضا الكرد والكتلة العراقية، لكن د رياض الأمير اعتبر "أن قصر الفترة الزمنية التي ستمنح لإجراء الانتخابات لن تسمح بتشكل رأي عام ناضج، وأن توجهات الناخبين ستقوم مرة أخرى على أسس طائفية خصوصا في ظل الأزمة السياسية المتفاقمة اليوم، وستعاد نفس الصورة بـتأثير الأحزاب الدينية، وإن أعطيت فترة زمنية أطول ستخسر كل الأحزاب الدينية بشقيها السني والشيعي وستصل إلى السلطة أحزاب ديمقراطية تؤمن حقا بالعملية السياسية ".

لكن من الناحية العملية يبدو أن إجراء الانتخابات في وقت مبكر غير ممكن وصعب التحقيق، وهذا ما ذهب إليه د. مؤيد عبد الستار الذي ترأس في الانتخابات مركزا انتخابيا في السويد مشيرا إلى "أن التوتر الطائفي والقومي والسياسي سيؤثر بشكل مباشر على توجهات الناخبين، وواقع الحال ان الجميع ينتخبون مرشحين من مذهبهم أو من قوميتهم (بالنسبة للكرد والتركمان).

أما رياض البغدادي فاعتبر أن إعادة الانتخابات هي مسألة في صميم المسيرة الديمقراطية وينص عليها الدستور مشيرا إلى "أن إجراء الانتخابات في ظرف شهرين غير ممكن عمليا، لكن يمكن انجازها خلال ستة أشهر مثلا ، والصعوبات الإدارية بشكل عام يمكن حسمها بقرار تنفيذي، هذا إذا كانت القوى السياسية جادة في هذا التوجه، لكنها تهدد بإعادة الانتخابات وفق نهج الضرب تحت الحزام ".

Muayed Sattar Irak
الكاتب والمحلل السياسي مؤيد عبد الستارصورة من: Muayed Sattar

وعلق المستمع عبد الجبار في اتصال هاتفي من كربلاء على موضوع الانتخابات المبكرة بالقول "ان هذا لن يغير شيئا في المشهد السياسي فستعود نفس الوجوه لتولي المناصب، ولدينا مثل في الانتخابات التي جرت في كربلاء، حيث انتخب الناس بالإجماع رجلا سبق ان عُرف بإخلاصه في العمل إبان عهد النظام السابق، لكن القوى السياسية اعترضت على فوزه وقالوا هذا رجل بعثي، ثم جاؤونا برجل آخر، فما فائدة الانتخابات إذا؟".

"رموز الأزمات سقطوا سياسيا"

خليل خباز وفي اتصال من الموصل اعترض على من يعتبر أن الكتلة العراقية مسؤولة عن الهاشمي، ثم عاد ليشير إلى أن "علاوي والهاشمي والنجيفي قد سقطوا سياسيا ولو جرت انتخابات جديدة لما حصل أي منهم على ألف صوت، لقد فقدوا قاعدتهم الشعبية وأهليتهم السياسية لقيادة المجتمع الذي انتخبهم، هؤلاء يمثلون رموز أزمات، وقد وصلوا إلى ما هم عليه عن طريق الأزمات، مستفيدين من الفراغ السياسي والقيادي الذي عاشته المناطق التي انتخبتهم فقفزوا إلى السلطة".

وفي اتصال من البصرة بيّن ماجد "أن الكتل السياسية فقدت توازنها بخروج القوات الأمريكية من العراق، لأن هذه أعضاء الكتل هم مثل التلاميذ في الصف، حينما يخرج المعلم، تبدأ الفوضى".

ملهم الملائكة

مراجعة: عارف جابو