1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الثورة السورية والنظام وصلا إلى حائط سد"

٢٨ سبتمبر ٢٠١١

يرى الخبير الألماني في الشؤون السورية هايكو فيمن أن الثورة السورية والسلطة الحاكمة قد وصلتا إلى حائط سد ويشدد في حديث لدويتشه فيله على ضرورة الحوار محذرا من الانزلاق إلى خطر الحرب الأهلية.

https://p.dw.com/p/12i2s
صورة من: picture-alliance/dpa

دويتشه فيله:ما هو تقييمك لمسار الثورة السورية حتى الآن؟

هايكو فيمن:حسب تقييمي للموقف وبعد مرور ستة أشهرأو أكثر من بداية الاضطرابات في سوريا وصلت الثورة السورية والنظام إلى حائط سد، فالنظام أمام المجتمع يعد نظاما سياسيا "مكسورا" إن صح التعبير والاقتصاد السوري كما يبدوا على شفا انهيار تام ، أما المعارضة السورية فهي في وضع لا تحسد عليه، لأنه لا توجد صيغة أو آلية واضحة للحصول على التغيير المطلوب أو حتى لإسقاط النظام. الإثنان لا يوجد أمامها حل سوى الجلوس على طاولة الحوار، وطبعا يفترض أن يتوقف استخدام العنف أولا.

يوميا تأتينا تقارير عن وفاة وجرح مواطنين سوريين على يد الأمن السوري بحسب مراكز حقوق الإنسان، هل طرق القمع هذه عنصر فعال في إخماد الثورة؟

على ما يبدو يمكن القول إن هذا الأسلوب لن ينجح على الإطلاق لأنه مع كل دورة عنف جديدة تزداد قوة المظاهرات والاحتجاجات وهناك غضب شديد في المناطق التي تجري فيها مثل هذه الأحداث. الحل الأمني فشل فشلا ذريعا ولا يوجد مخرج سوى الحوار بين الجانبين.

Heiko Wimmen
الخبير الألماني في الشؤون السورية هايكو فيمنصورة من: SWP

بعد أكثر من ستة أشهر على بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، يحذر خبراء من أن "عسكرة الانتفاضة أو الثورة " التي تدعو إليها أصوات من هنا وهناك تعني حتما انزلاق البلاد إلى حرب أهلية مدمرة. هل تصب هذه الفكرة في مصلحة النظام الحالي؟

لو قامت الثورة بعسكرة نفسها فهذا سيصب في مصلحة النظام لأنه متفوق في ذلك المجال. على ما يبدو وحسب ما أسمع حتى من المعارضين السوريين أن هناك من يقول إن ثورة سلمية لمدة أشهر تكفي، وأنه في ظل الاستمرار في قتل المتظاهرين فهم بحاجة إلى سلاح لحماية أنفسهم. هذا الحديث موجود، لكن الأغلبية لا توافق على الدخول في هذه المعادلة.

هناك سيناريو آخر ألا وهو التفكك التدريجي لنظام القمع (الجيش والنظام الأمني). فبحسب ما سمعنا هناك جنود وفرق عسكرية يهربون من الخدمة ومنهم من يأخذ جانب الثوار أو المعارضة وهنا يأتي احتمال الانزلاق إلى الحرب الأهلية إذا ما أخذ جزء من النظام الأمني موقفا مختلفا ونتج عنه اقتتال داخلي. لكن عدد الجنود الذين انشقوا حتى الآن -خاصة من رتب الضباط - لا يكفي لنقول أن هناك حركة انشقاق كبيرة على الطراز الليبي مثلا، وإن كانت هناك مظاهر تفكك بطيء وتدريجي. ونتيجة العقوبات الاقتصادية أصبح هناك نقص في العملة ومشاكل اقتصادية كبيرة وأتصور أنه بمرور الوقت سيصبح صعبا على النظام السوري أن يدفع تكاليف ماكينة القمع العسكرية.

البعض يرى أن موقف الغرب من الوضع الحالي في سوريا ليس بالقوة المطلوبة...ولكن السؤال هنا ما الذي يمكن أن يقدمه الغرب لمساندة الثورة السورية ودعم التحول الديمقراطي في البلاد أكثر من فرضه عقوبات اقتصادية وتجميده لحسابات بنكية لشخصيات في السلطة الحاكمة؟

المشكلة تكمن هنا كما يبدو في أن النظام السوري لا يأخذ بالنصائح حتى من الأصدقاء، فالرئيس الإيراني نفسه يقول إنه على النظام السوري أن يستمع للمطالب المحقة للشعب. إذا حتى الأصدقاء يقولون إنه يتوجب على النظام السوري الدخول في حوار حقيقي ولكنهم لا يستمعون حتى إلى كلام الأصدقاء.

أجرت الحوار: هبة الله إسماعيل

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد