1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بين الحادي عشر من سبتمبر والثورات العربية

١١ سبتمبر ٢٠١١

شدد وزير الخارجية الألماني على ضرورة دعم أوروبا للدول العربية سياسيا ًواقتصادياً حتى يتحول "الربيع العربي إلى صيف مزدهر"، مشيراً إلى أن نضال الشباب العربي من أجل قيَم الحرية والديمقراطية يؤكد على عدم وجود صراع حضارات.

https://p.dw.com/p/12Wxj
حلقة الحوار وتظهر في الصورة الزميلة ديما ترحيني على يمين وزير الخارجية الألماني غيد فيسترفيله وعلى يساره على التوالي الحقوقية التونسية سهام بن سدرين والزميلة سمر كرمصورة من: DW/Tobias Kleinod

في إطار انطلاق مجموعة البرامج الحوارية الجديدة لقناة دويتشه فيله عربية، DW-TV ARABIA ناقش وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله التطورات في المنطقة العربية مع مجموعة من الناشطين العرب بحضور حوالي مائة وخمسين من رجال السياسة والصحافة والإعلام.

وشدد فيسترفيله في البرنامج الحواري الذي أذيع الأحد في الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على أن هناك دروس كثيرة مستفادة من ذلك الحادث، مشيرا إلى التأثير الكبير لهذا العمل الإرهابي على العالم. ويعتقد الوزير الألماني أن نضال جيل الشباب العربي من أجل قيَم الحرية والديمقراطية، التي هي نفس قيَم الغرب كما يقول، يؤكد على أنه ليس هناك صراع حضارات.

انتقادات للسياسات الأمريكية بعد 11 سبتمبر

Westerwelle FDP-Klausur
وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلهصورة من: dapd

لكن الحقوقية التونسية سهام بن سدرين اعترضت على مقولة أن الحرية والديمقراطية هي قيَّم غربية، بل قيَم عالمية في رأيها. كما انتقدت ردود الفعل الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر معتبرة أنها "كانت ردود فعل غير سليمة، إذ أباحت التعذيب والسجون السرية خارقة بذلك مبادئ الديمقراطية التي بنيت عليها المنظومة الغربية ككل".

من جانبه اعتبر المدير السابق لمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية جمال عبد الجواد تلك السياسة الأمريكية "سبباً في زيادة الهوة بين المسلمين والعالم الغربي"، كما أن السنوات العشرة الماضية شهدت ـ في رأيه ـ مزيداً من الشكوك في العلاقة بين الشرق والغرب رغم محاولة محاصرة التطرف، ما يعتبر نجاحاً للجماعات المتطرفة.

الأدوات العسكرية ليست الحل"

الوزير الألماني دافع عن نشأة تحالف لمواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن حلف الأطلسي قام بدور هام في أفغانستان، ومشدداً على أنه الآن يجب تقييم ما تم خلال السنوات الماضية بما فيه من تصرفات صحيحة وخاطئة. ويضيف: "لكن على المدى البعيد لا يمكن استخدام الأدوات العسكرية والحرب، ويمكننا أن نقول إن هناك رؤية أفضل للوضع في أفغانستان والآفاق مركزة على الحلول السياسية وعدم استخدام السلاح أو الحرب على المدى البعيد".

وشددت بن سدرين على ضرورة الاهتمام بالحوار بين الشرق والغرب، مشيرة إلى أن الثورات العربية كانت "هدية للغرب"، إذ أوضحت له أهمية احترام هذه المبادئ الكونية. وتقول: "انتصار الثورات دلالة على أهمية احترام تلك القيم مهما كان المكان، لأن القبول بخرقها يرجع بالضرر على الجميع".

شكوك إزاء مسار الانتقال الديمقراطي

وتعليقاً على هذه النقطة، أشار عبد الجواد إلى أن أهمية حقوق الإنسان لا شك فيها لكنه أضاف: "نصبح حالمين أو مثاليين إذا تخيلنا أنها تحتل المرتبة رقم واحد في إطار الأولويات. لكن الغرب اهتم بالثورات ودعمها بعد أن خرجت الشعوب العربية وأظهرت استعدادها لتحقيق إنجاز وإسقاط النظم الاستبدادية". وأشار عبد الجواد إلى أن المسئولية في النهاية تقع على عاتق القوى السياسية الداخلية والحكومات التي اختارتها تلك القوى السياسية لتعزيز الديمقراطية، لكنه يبدي تخوفه من هذا الأمر قائلاً: "لدي شكوك أن تسير الأمور في الإطار السليم لأن هناك تباطؤ في تنفيذ خرائط طريق واضحة للانتقال الديمقراطي وعودة للمحاكمات العسكرية، بالإضافة إلى الوضع السياسي المعقد في مصر، لأن القوى الأكثر تنظيماً هي قوى إسلامية هناك شكوك حول إخلاصها للديمقراطية".

Tunesische Persönlichkeiten
الحقوقية التونسية سهام بن سدرينصورة من: DW

وعقب وزير الخارجية الألماني قائلاً إن على أوروبا أن تساعد البلاد العربية في بناء مجتمع مدني وفي بناء الديمقراطية والمشهد الإعلامي الجيد الدعم الأوروبي للعالم العربي، لكنه شدد على أن الدعم لا يجب أن يقتصر على الجانب السياسي، مشيراً إلى أن الثورات في العالم العربي طالبت بالحياة الكريمة والفرص الأفضل. وفي هذا السياق، يرى فيسترفيله أن على أوروبا أن تفتح أبوابها وأسواقها للمنتجات العربية، وكذلك في بناء أرضية اقتصادية يمكن أن تؤسس مجتمعاً ناجحاً حتى "يتحول الربيع العربي إلى صيف مزدهر".

سمر كرم

مراجعة: عبده جميل المخلافي