1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Gestatten: Uta von Naumburg - das deutsche Symbol für Schönheit

٣١ يوليو ٢٠١١

بعد مرور ما يقارب ألف سنة على موتها ما تزال السيدة الجميلة أوتا تحتل مكانا في أذهان الناس. ويعد تمثالها أشهر تماثيل كاتدرائية ناومبورغ. ويقام حاليا في المدينة معرض فني تحتل فيه أوتا ومبدعها المجهول مركز الصدارة.

https://p.dw.com/p/126Pz
صورة من: DW

ليتها تمكنت من الكلام لتقول لنا من أبدعها، وتحكي لنا عن حياتها. أوتا زوجة رئيس بلدية منطقة بالينشتيت تنظر منذ 700 سنة من عُلاها إلى المتأملين بها في كاتدرائية ناومبورغ، تنظر صامتة ومليئة بالألغاز وبكل عزة وكبرياء. وتبدو للرائي أنها تطل عليه من مكان قصي لا يمكن الوصول إليه، وتبدو في الوقت نفسه مرهفة الإحساس والمشاعر. وإلى جانبها ينتصب تمثال زوجها إيكارت الثاني، مؤسس مبنى الكاتدرائية، وتماثيل اثني عشر شخصا آخر من أفراد العائلة، شيدت بأسلوب البناء الغوطي الذي كان سائدا في أواخر العصر الرومانسي.

الفنان الذي صنعها لم ينحت في الحجر أشكال قديسين إنما أشكال أفراد عائلة نبيلة، لكل منهم تعبيره الشخصي، والروح التي زرعها المبدع فيه، وكان الفنان الذي بدأ عمله في عام 1249 قد عكف طيلة عشر سنوات على نحت هذه التماثيل من الأحجار الرملية. ويعتقد المؤرخون أن الأشخاص الممولين للمشروع، الذين قام بنحت تماثيل لهم، عاشوا قبل مائتي سنة من بدء عصر فن النحت الحجري، لكن يبدو أنه كان يعرفهم جيدا، فلم يحدث قبلا أن نحت فنان تماثيل أشخاص بهذه الدقة المتناهية وبمثل هذه القوة في التعبير.

من هو يا ترى مبدع ناومبورغ؟

ما يزال الشخص الذي قام بهذا الإنجاز الفني الكبير مجهولا حتى اليوم ومحاطا بالأسرار والألغاز، ولا يتوفر أي دليل أو وثيقة تحمل اسمه، لهذا سمي المعرض بـ "سيد ناومبورغ". وقد تثير هذه التسمية انطباعا خاطئا، لكن برنامج المعروضات الفنية في الكاتدرائية لا يهدف إلى عرض الأعمال الكاملة لفنان منفرد، فالمؤرخون ينطلقون من أن مجموعة تدربت أولا في شمال فرنسا على يد سيد في النحت، وتوجهت بعد ذلك إلى الغرب لتعمل هناك. فأسلوبه الذي كان في ذلك الوقت يبهر الأنظار ويتسم بالذوق الذاتي وإظهار التماثيل بالبعد الثلاثي، نجده في عدد من الكاتدرائيات الفرنسية، منها كاتدرائيات ريم وأميان ونويون وميتس. ويُعتقد أنه انتقل بعد ذلك إلى ماينز. فتماثيل كاتدرائية ماينز تعود أيضا كما يعتقد إلى سيد فن النحت في ناومبورغ. وفي تلك المدينة الساكسونية التي تحمل بصماته بشكل واضح تختفي آثاره نهائيا في عام 1250 .

Ausstellung Der Naumburger Meister Flash-Galerie
أحد أجنحة المعرض الفني في كاتدائية ناومبورغصورة من: Bildarchiv der Vereinigten Domstifter/M. Rutkowski

تفسير جديد للتدين

لدى السير نحو الجناح المسمى الكورس الغربي للكاتدرائية يمر الزائر عبر بوابة حجرية تسمى ليتنر. هنا ترك الفنان بصماته أيضا. وهنا نشاهد تمثال المسيح فوق الصليب، وقسمات وجهه تنطق بأقوى تعابير الألم، وإلى جانبه تذرف أمه مريم دموعا حارة. الناحية البارزة هنا هي أن الصليب وضع بشكل يستطيع زائر الكاتدرائية الوصول إليه. وحسب تفسير المؤرخين أراد النحات من خلال ذلك تشخيص المسيح في صورة إنسان بكل الأمة ومعاناته. وقد نُظم المعرض في خمسة أماكن في المدينة، ويحتوي على 500 معروضة، بينها قطع إعارة من كافة أنحاء أوروبا، وكلها ترسم مسيرة سيد ناومبورغ، وبينها تمثال الملك الفرنسي Childebert الأول، الذي يغادر لأول مرة متحف اللوفر في باريس.

أوتا الجميلة ألهمت الكثيرين

لكن لا يترك أي من التماثيل تأثيرا على الرائي مثلما يفعل تمثال "السيدة الجميلة من العصور الوسطى" وكان الأديب الإيطالي أومبرتو إيكو قد اعترف ذات مرة بأنه ود لو تمكن من لقياها. كما أن والت ديزني، منتج أفلام الكرتون الأمريكية، استخدم شكل يوتا كنموذج في فيلم أسطورة "بياض الثلج"، لكن لشخصية الخالة الشريرة.

Naumburger Meister Stifterfigur Markgräfin "Uta"
أوتا الجميلة ملهمة الفنانينصورة من: DW

وفي متحف مدينة ناومبورغ "Hohe Lilie " خُصص معرض خاص للسيدة الجميلة أوتا، نشاهد فيه صورتها فوق أزرار أساور القمصان، وفوق ألعاب تتشكل من عدة أجزاء يتم تركيبها لتكتمل الصورة، إلى جانب وثائق تبين أن يوتا استخدمت من قبل النازيين في الحرب العالمية الثانية كقديسة حرب تمثل إرادة الصمود. ويستمر المعرض المنظم في عدة أنحاء من مدينة ناومبورغ حتى 2 نوفمبر/ تشرين ثاني القادم، وهو يقدم للزائر صورا مجسدة عن مفهوم التدين والنظرة إلى الطبيعة، وفنون العمارة والنحت في القرن الثالث عشر.

كارين ييغر/ منى صالح

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد