1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بيترسبيرغ .. تحفة معمارية تفوح بعبق التاريخ

٢٩ يوليو ٢٠١١

ربما لا يوجد بناء في العالم يشبه فندق بيترسبيرغ بروعته وتاريخه الطويل، حيث يمتزج الماضي العريق بثرائه وسحره مع بساطة الحاضر وتلقائيته. فهذا الفندق يقع على قمة جبل كأنه ملك قوي يجلس على عرشه الفخم المطل على نهر الراين.

https://p.dw.com/p/11yHW
فندق بيترسبرغ شاهد على التاريخصورة من: presse

في الماضي البعيد كان الحجاج يشدون الرحال إلى أعالي الجبل، الذي أصبح في العصر الحديث شاهداً على زواره من الزعماء السياسيين والمشاهير. فقد كان فندق بيترسبيرغ في الماضي مقر المفوضين الثلاثة من الحلفاء، الذين ساهموا في التحول الديمقراطي للجمهورية الألمانية حديثة الولادة بعد الحرب العالمية الثانية. في هذا المكان التاريخي، الذي كان يقع في الماضي تحت الحراسة الأمنية المشددة، حيث كان زعماء الدول وحاشيتهم، نزلاء قصر الضيافة الرسمي. أما اليوم ففندق بيترسبيرغ يفتح ذراعيه مرحباً بكل من لديه شغف بالتاريخ والطبيعة الخلابة والفخامة الغير متكلفة والحكايات الطريفة عن المشاهير.

لقد أصبحت منطقة الجبال السبع، التي تحتضن فندق بيترسبيرغ، قبلة لراكبي الدراجات السريعة والدراجات الجبلية ومحبي التجوال، فالأماكن مثل البشر قد تسلبك الفؤاد لتقع في غرامها من أول نظرة. فحجاج أعالي جبل بيترسبيرغ يتحملون مشقة الطريق في المحمية الطبيعية لمنطقة الجبال السبع من أجل الوصول إلى الفندق التاريخي والتمتع بالمنظر الخلاب واستنشاق الهواء النقي من أعالي جبل بيترسبيرغ.

صرح تاريخي يأسر القلوب

Drachenfels am Rhein Bonn Königswinter Flash-Galerie
أصبحت منطقة الجبال السبع قبلة لراكبي الدراجات السريعة وعشاق التنزه في احضان الطبيعة الخلابةصورة من: picture-alliance/dpa

ولا يأسر هذا المكان قلوب زائريه فقط، بل حتى العاملون فيه لا يخفون مدى شغفهم به، إذ يقول مدير الفندق سبيريدون سارانتوبولوس أنه يشعر بعبق التاريخ في أرجاء الفندق. فكل زاوية وكل قطعة أثاث أثرية وكل صورة وكل لوحة، تسرد حكاية من روح التاريخ الألماني. وقد حاولت الحكومة الالمانية مرارا وتكرارا بيع بيت الضيافة الرسمي. لكنها لم ولن تتمكن من فعل ذلك قبل عام 2019، فحتى هذا التاريخ يبقى المبنى في حوزة مجموعة فنادق شتاين برجر بموجب عقد إيجار. وتعود ملكية بيترسبيرغ إلى الدولة الألمانية، التي اشترته مقابل 18,5 مليون مارك ألماني عام 1978 من أسرة مولينس الغنية، صاحبة مصانع العطر المشهور كولونيا 4711.

ويقول سارانتوبولوس بأنه سيعمل في الفترة القادمة على إضفاء طابع جديد على المكان، الذي لا يجرؤ الكثيرون على دخوله : "لدى الكثيرين رهبة من دخول المكان، فحتى سكان مدينة بون يندهشون عندما أخبرهم بأن الفندق ليس حصراً على الدبلوماسيين، بل هو مفتوح للجميع".

يطل المطعم والحانة الصغيرة التابعة للفندق في أعالي جبل بيترسبيرغ، على منظر خلاب لنهر الراين يعانق تلال الايفل، حيث يستطيع الزائر التمتع بالمنظر الطبيعي الرائع وهو جالس على الشرفة. أما من لا تكفيه زيارة قصيرة للمطعم فيمكنه النزول في الفندق الفاخر، الذي سكنه في الماضي كبار الزعماء السياسيين، من بينهم ملكة بريطانية إليزابيث الثانية وميخائيل غورباتشوف وبيل كلينتون، الذين نزلوا في جناح خاص مساحته 250 مترا مربعا. ويتميز الفندق بالفخامة غير المبالغ فيها. ويوجد في كل زاوية وقاعة وصالة تحف وصور تاريخية مقدمة من زوار الفندق المهمين. وهناك لقطات صور لحفلات استقبال ومآدب تاريخية.

وعلى ما يبدو فان الرفاهية والفخامة لا تناسب أذواق كل زعماء العالم، إذ تقول جيسيكا فلوروس، إحدى الموظفات بالفندق: " افترش نيلسون مانديلا الأرض لينام عليها".

شاهد على التاريخ

Bundespräsident Heinrich Lübke Flash-Galerie
الرئيس الالماني الأسبق هانريش لوبكي يستقبل شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي وزوجته في في فندق بترسبيرغصورة من: REGIERUNGonline/Wegmann

إن كنت من عشاق التاريخ وحكاياته، فهناك العديد من المفاجآت السارة في انتظارك ببيترسبيرغ. ففي أعلى هضبة بيترسبيرغ توجد كنيسة وصليب تذكاري، يمتد تاريخهما إلى القرن الثاني عشر. وإن كنت من سعداء الحظ فربما تلتقي بالدكتور المار هاينين، الرجل الشاهد على التاريخ وهو يتنزه برفقة كلبه. عايش هاينين العديد من الشخصيات العالمية ولديه الكثير من الحكايات الشيقة عن هذه الشخصيات وقصصها في بيترسبيرغ. فهاينين يقول انه لوح بيديه للملكة اليزابيث في عام 1965 وهو يعرف حكاية رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ليونيد بريجينيف في أعالي جبل بيترسبيرغ بكل تفاصيلها. إذ يروي هاينين: "لم يكد الرئيس بريجينيف يحصل على السيارة المرسيدس حتى أعرب عن رغبته في أن يقودها في الحال". لكن الأمر انتهي بحادث مؤلم على الطريق المتلوي، بعد أن سقطت السيارة في حفرة.

حكايات هاينين لا تنتهي، فهو يعرف تاريخ الجبل من أوله لآخره، بداية من تاريخ أول المستوطنين من شعوب الكلت في القرون الأولى قبل الميلاد وحتى تفاصيل قصة زفاف بطل سباق الفورمولا وان مايكل شوماخر، وتتذكر إحدى العاملات في الفندق هذا الحدث قائلة: "تم وضع الجبل تحت حراسة أمنية مشددة، كما خضع العاملون لإجراءات تفتيش للتأكد من عدم وجود كاميرات تصوير". وأثناء انعقاد مؤتمر أفغانستان تم وضع الفندق أيضا تحت إجراءات أمنية مشددة.

لكن هذا لا يحب أن يقف عائقاً أمام زوار المحمية الطبيعية، كما يقول سارانتوبولوس، فهو يريد أن يصبح هذا الفندق قبلة للجميع، ملوكاً وسياحاًً.


كارين هنتر/ مي المهدي
مراجعة : عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد