حملة أوروبية - فلسطينية جديدة لدعم التظاهر السلمي من أجل الحرية
٧ يونيو ٢٠١١انتهى عصر خطف الطائرات والاعتداءات الدموية الانتحارية بالنسبة للكثير من الفلسطينيين، لينبثق عصر الكفاح السلمي ضد الاحتلال الإسرائيلي. ويلقى هؤلاء الفلسطينيون دعماً معنوياً من ناشطين كنديين وأوروبيين وحتى إسرائيليين. ويبدو أن أجواء الثورات العربية عموماً وفي مصر خصوصاً قد ألهمت الفلسطينيين في السير في هذا الاتجاه. وتقوم حالياً ثلاث منظمات فلسطينية بحملة في برلين للترويج لكفاحهم السلمي ويدعون إلى التضامن معهم. ومن المنتظر أن يتوجه قرابة 1000 ناشط في مجال حقوق الإنسان من شتى أنحاء أوروبا إلى فلسطين في الـ8 من تموز/ يوليو عبر مطار بن غوريون الإسرائيلي.
"مرحبا في فلسطين"
"مرحبا في فلسطين" هو اسم حملة نظمتها ثلاثون منظمة للمجتمع المدني فلسطينية وأوربية. لبنى مصاروة تنتمي إلى واحدة من هذه المنظمات وجاءت إلى برلين للقاء الداعمين لهذه الحملة في ألمانيا. وعن مشاركتها تقول مصاروة: "من المهم بالنسبة إلينا أن يرفع المجتمع الدولي صوته للاحتجاج على الاحتلال الإسرائيلي وتدمير بيوتنا وطردنا". وتضيف الناشطة الفلسطينية: "ننتظر الكثير من المجتمع الدولي، إلا أن الحكومات لا تتخذ موقفاً واضحاً والوضع يزداد سوءا. ولذلك حان الوقت لتولي المجتمعات المدنية دوراً أكثر نشاطاً. وأتوقع من أوروبا بشكل خاص تأييدا واسعا".
مقاومة سلمية
من جانبه يعلق مازن قمصية، المحاضر في جامعة بيت لحم و أحد منظمي حملة الـ8 من يوليو بالقول: "وسائل الإعلام الغربية تتداول الحديث عن المقاومة الفلسطينية المسلحة إلا أن المقاومة المسلحة في فلسطين مثلها مثل تلك في جنوب إفريقيا والهند خلال الاستعمار، هي لا تشكل سوى جزءا صغيراً من المقاومة، في حين ان 99 بالمائة من المقاومة غير مسلحة، كما كان الحال في جنوب إفريقيا". قمصية أحد ممثلي المقاومة السلمية في فلسطين وألف عنها كتابين. وقد أتى هو الآخر إلى برلين للدعاية للترويج لهذه الحملة السلمية الجديدة.
ومركز هذه المقاومة السلمية يكمن قرية بلعين في الضفة الغربية، إذ أن سكان هذه القرية فقدوا نتيجة لبناء الجدار الإسرائيلي نسبة ستين بالمائة من أراضيهم، كما يقول منسق اللجنة الشعبية في بلعين عبد الله أبو رحمه. ويضيف أبو رحمة بالقول: "منذ عام 2009 نقوي نشاطاتنا ضد الاحتلال والجدار. وليس فقط في بلعين بل في مناطق كثيرة في الضفة الغربية". وقد دفع أبو رحمة ثمناً غالياً لنشاطاته السياسية، حيث أُعتقل عدة مرات آخرها عام 2009، حيث قضى 16 شهراً في السجون وقامت عائلته بزيارته مرة واحدة فقط. وحين تم الإفراج عنه في شهر آذار/ مارس الماضي قام بزيارة التشيك وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لنشر فكرة المقاومة السلمية. وحسب قوله يريد أبو رحمه "يريد نشر هذه الفكرة في شتى أنحاء فلسطين، حيث وصلت أعداد القرى والمدن الفلسطينية حتى الآن إلى 20، ويقوم سكان هذه القرى والمدن بالتظاهر بصفة دورية وأسبوعية ضد الاحتلال".
ويتمنى قمصية أن يأتي أكبر عدد ممكن من الداعمين من أوروبا في يوم 8 تموز/ يوليو القادم إلى فلسطين، وهذا يعد أيضاً جزءا من المقاومة السلمية. ومن المنتظر أن يقوم الفلسطينيون سوياً مع الأوروبيين لمدة أسبوع بالتظاهر ضد الاحتلال، سلمياً دون اللجوء إلى العنف.
بتينا ماركس/ هبة الله إسماعيل
مراجعة: عماد غانم