صالح يضع شروطا جديدة للتوقيع وموالون له يحاصرون الوسطاء

أفاد مصدر دبلوماسي أن مئات المسلحين الموالين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح يحاصرون اليوم (الأحد 22 مايو/ أيار) سفارة الإمارات في صنعاء، حيث يتواجد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي، الذين يجرون وساطة في البلاد لإنهاء الأزمة السياسية بين صالح والمعارضة المطالبة بتنحيه.

ويتزامن هذا مع خروج عشرات الآلاف من اليمنيين إلى شوارع العاصمة صنعاء اليوم للاحتفال بالعيد الوطني الحادي والعشرين لقيام الوحدة بين شمال وجنوب اليمن. وتوافد ممثلون عن المتظاهرين والقبائل اليمنية من مختلف المحافظات على شارع الستين غربي صنعاء للاحتفال بالعيد الوطني، حاملين الأعلام، كما شارك في الاحتفالات عدد من أفراد الجيش الذين انشقوا عن النظام وأعلنوا ولاءهم للثوار.

مظاهرات ضد صالح داخل وخارج اليمن

وأكد المتظاهرون أنهم ماضون في المطالبة بالحرية، إذ قال عدد من المشاركين إن هذه هي المرة الأولى التي يشاركون فيها في احتفالات بلادهم بالعيد الوطني. وفي الوقت نفسه، قام أنصار الرئيس صالح بمحاولات لإغلاق الشوارع المؤدية إلى شارع الستين لمنع تدفق المزيد من المناهضين للرئيس من الوصول إليه.

وفي ذات السياق تظاهر العشرات من الطلاب اليمنيين اليوم في مدينة بون الألمانية، وذلك تضامناً مع المطالبين بتنحي الرئيس في اليمن. ورفع الطلاب الأعلام اليمنية ويافطات تطالب برحيله باللغتين العربية والألمانية. وأكد ناصر، أحد الطلاب المشاركين في المظاهرة، في حديث مع دويتشه فيله، أنها نظمت بشكل عفوي من قبل مجموعة من الطلاب اليمنيين الدارسين في مدينة بون. وأشار ناصر إلى أن مدناً ألمانية أخرى تشهد مظاهرات مماثلة حالياً.

يشار إلى أنه من المفترض أن يوقع صالح اليوم على المبادرة التي رفض توقيعها مرتين قبل ذلك، رغم الجهود الخليجية الحثيثة لإنهاء الجمود السياسي الذي يشل اليمن منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إلا أن المسؤول في الحزب اليمني الحاكم سلطان البركاني قال لوكالة فرانس برس إن الرئيس صالح ما زال يرفض التوقيع على المبادرة الخليجية ويشترط الاتفاق على "آليات التنفيذ" قبل التوقيع. وأضاف البركاني، الذي يشغل منصب الأمين المساعد لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، أنه "يجب الاتفاق على آليات التنفيذ قبل التوقيع".

اشتراطات وقلق من عدم وجود نية للتنحي

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اشترط التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة على المبادرة الخليجية، مؤكداً عدم الاعتراف بالتوقيع "في الغرف المغلقة"، وذلك بعد توقيع المعارضة منفردة على المبادرة التي يفترض أن تؤدي إلى انتقال السلطة في اليمن. من جهتها شككت مصادر في المعارضة في نية صالح التوقيع على المبادرة، وفق ما كان مقررا اليوم.

وأكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في إعقاب اجتماع برئاسة صالح على "ضرورة أن تجرى مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة (الخليجية) في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع"، بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة)، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية ليل السبت الأحد.

وقال محمد القحطان، الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك اليوم إن الثورة ستقتلع الرئيس صالح من السلطة إذا لم يوقع على المبادرة الخليجية. وأضاف قحطان لوكالة فرانس برس أنه "إذا لم يوقع صالح (على المبادرة) فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة وسيخرج منها مذموماً مذلولاً". واعتبر قحطان أن "الرئيس يريد أن يتنصل من التوقيع وهو متهالك على السلطة".

(ي.أ/ دويتشه فيله، د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: أحمد حسو