الخميسية في أفريقيا وعود بالصحة و الجاه و طهارة الروح.

لم تعد لاغوس، عاصمة نيجيريا، أكبر مركز اقتصادي في إفريقيا فقط، بل أضحت أيضا معقلا للتبشير المسيحي. يمتد نجاح هذه الحركة المثيرة للجدل أيضا ليكتسح الكنائس المسيحية التقليدية في إفريقيا، فبالموسيقى والخطب الرنانة والصراع مع الأشباح الشريرة تجذب " مريديها " . فحسب مؤسسة وورلد كريستيا طاباز في بوسطن الأمريكية، تحتل نيجيريا المرتبة الثالثة عالميا بحوالي 3.9 مليون مريد، بعد البرازيل( أكثر من 24 مليون ) و الولايات المتحدة الأمريكية( 6 ملايين ) من الأتباع.

ويتعلم "هؤلاء المؤمنون" أن الروح المقدسة بإمكانها إسعادهم وتحويل أقدارهم إلى ما هو إيجابي. وأن الأمراض والإخفاقات، تمس فقط أولئك الذين لا يقاومون هذه الأرواح الشريرة. وفي خضم هذا الصراع مع "الشر" يكمن أساس الحركة الخميسية، يوضح إيرهارد كامبهاوزن، رئيس الأكاديمية التبشيرية في جامعة هامبورغ بألمانيا.

الداعية الألماني

القديس الألماني راينهارت بونك من مدينة فرانكفورت الألمانية انغمس في هذه "التجارة الدينية" في أفريقيا وعلى الخصوص في نيجيريا. فحسب بعض المصادر، يقود بونك، و منذ 30 سنة حملة كبيرة للتبشير في القارة السمراء. واحدة من أكبر التظاهرات الإنجيلية التي أقامها في لاغوس، اجتذبت أزيد من 1.6 مليون شخص. و في فبراير من السنة الجارية أذاع من قناة " تلفزيون الرب" خطبه و رسائله لفائدة 200 دولة. كما يستعمل موقعه الإلكتروني في بيع كتبه وأفلامه على الدي في دي تصل حتى 249 أورو، عارضا كذلك، إمكانية الدراسة عبر الإنترنيت حول "الإنجيلية" تحت شعار (المسيح لكل الأوطان). صحيفة الزمن الألمانية صنفته كأكثر المبشرين نجاحا في العصر الحالي.

التجارة مع الرب

لم تتأثر العادات والتقاليد الإفريقية القديمة بالتبشير المسيحي، فالشعوذة والسحر هي حقيقة قائمة. وللتخلص من هذه الأفعال يستعين مريدي الحركة الخميسية هذه بالصلاة و العبادة. ومن داخل هذا المكون الثقافي العقائدي، تنتعش هذه التجارة لتصبح تأدية المساهمات المالية للتقرب من الله، والتخلص من الفقر والأمراض والكثير من المتمنيات، تجارة عادية لأصحاب هذه الحركة. فلا غرابة إذن، إذا كان رجال الدين و مؤسسي هذه الكنائس من أكثر الناس جاها ومالا.

لا يوما دون معجزة

الصحة و الاستشفاء "ثروة" أخرى يقدمها أصحاب هذه الحركة. يكون العلاج " بالمعجزات" في قلب العروض، حيث تلعب المعجزة دورا كبيرا، يؤكد إرهارد كامبهاوزن، الباحث في علوم التبشير. وعلى الرغم من ذلك يحذر كامبهوزن من الطرق التبشيرية العنيفة في أفريقيا وعلى الخصوص التي تتخذ الإسلام عدوا.

وتشير بعض المعطيات الرسمية أن 50 في المائة من الشعب النيجيري مسلمون و 40 في المائة يتبعون الديانة المسيحية فيما يتوزع الباقون على بعض الأديان الطبيعية.