الاتحاد الأوروبي ينشئ مجلسا خاصاً للأبحاث بهدف جذب العقول المفكرة
٢٧ فبراير ٢٠٠٧أنشأ الاتحاد الأوروبي مجلساً خاصاً للأبحاث يهدف إلى جذب الباحثين المتميزين من كل أنحاء العالم بتمويل مخصص لدعم الأبحاث المستقبلية. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في المؤتمر الافتتاحي للمجلس الجديد إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى نحو 700 ألف من الباحثين، كما أكدت على أن ألمانيا تحتاج إلى مهندسين ومتخصصين في العلوم الطبيعية بشكل خاص.
وشددت المستشارة في كلمتها الافتتاحية، التي درست الفيزياء وأجرت شخصيا أبحاثا علمية في هذا المجال، على أن المستقبل سيكون بحاجة إلى متخصصين في قطاعات الطاقة والبيئة. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يجتمع 300 من العلماء من أكثر من 30 دولة في برلين حتى يوم الأربعاء القادم لمناقشة أهداف المجلس واستراتيجيته.
الكفاءة هي المقياس
وأكدت المستشارة ميركل أن تأسيس مجلس أوروبي للأبحاث من شأنه أن يساهم في إزالة الحدود بين الأبحاث التي تتم على المستويات المحلية. وسيتولى مجلس الأبحاث الأوروبي الذي يتخذ من بروكسل مقرا أساسيا له في المستقبل مهمة تمويل وتقسيم الأموال على الأبحاث الأساسية على مستوى أوروبا وذلك وقفا لمعايير الكفاءة فقط دون النظر إلى المقاييس المحلية. وتبلغ الميزانية الموضوعة للمجلس في الفترة بين 2007-2013 نحو 7.5 مليار يورو.
"كأس العالم للباحثين"
وأما مفوض الأبحاث بالاتحاد الأوروبي يانيز بوتوكنيك، فقد عبّر عن دور هذا المجلس قائلاً: "يجب أن يصبح المجلس بمثابة كأس العالم للباحثين"، متوقعاً أن يعطي هذا المجلس دفعة لعملية البحث العلمي في الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأن يظهر أثره على الدول كلها. ويتكون مجلس الأبحاث من 22 عالما أوروبيا، من بينهم الألمانية الحاصلة على جائزة نوبل للطب وعلم وظائف الأعضاء، كريستيان نوسلاين فولهارد والفيزيائي الألماني هانز يواخيم فرويند.
وأما رئيس المجلس فوتيس كافاتوس، العالم اليوناني المتخصص في علم الوراثة، فقد عبّر عن ثقته بنجاح هذا المشروع قائلاً: "السؤال ليس هل يحقق النجاح أم لا، لكن السؤال هو متى يتحقق هذا النجاح". وعبّر السكرتير العام للمجلس إرنست لودفج فيناكر، وهو الرئيس السابق لجمعية الأبحاث الألمانية، عن أهمية مراعاة الشفافية في عمل المجلس سواء على المستوى العلمي أو فيما يخص التقرير الدوري الذي يجب أن يقدم أمام البرلمان الأوروبي.
دعم العلماء الشباب
ويبدأ المشروع بدورة أولى مخصصة للباحثين الناشئين، حيث يجب على العلماء الشباب تقديم مشاريعهم حتى نهاية شهر أبريل/نيسان ويتم اختيار العلماء المستقلين الذين سيحصلون على منح بناء على المشاريع المقدمة. ومن المقرر أن يتم دعم 200 فريق من الباحثين الناشئين لتنفيذ أفكارهم الجديدة خلال هذا العام، ثم تبدأ الدورة الثانية لدعم الباحثين الأكثر خبرة مع بداية عام 2008. وفي هذا الإطار تحدثت الوزيرة الألمانية للبحث العلمي أنيتا شافان عن اختيار الطريق المناسب والمقنع لدعم المواهب الشابة، حيث إن الاتحاد الأوروبي يريد جذب العلماء من كل أنحاء العالم. وأضافت شافان أن البحث العلمي والإبداع والاختراعات مفاتيح الوصول إلى الرفاهية والعدالة الاجتماعية.