1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عرض كتاب: حياتي مع القاعدة - قصة جاسوس

دويتشه فيله، كنوناكل، إعداد/ محمد السيد١٨ ديسمبر ٢٠٠٦

كتاب مثير صدر حديثا باللغة الألمانية يروي فيه أحد أتباع القاعدة كيفية انضمامه للتنظيم ثم تجنيده من طرف المخابرات الغربية ليصبح عينا لها في أوساط المتطرفين. العميل المزدوج ينتقد عجز أجهزة الأمن الغربية عن فهم منطق الجهاد.

https://p.dw.com/p/9Y3W
غلاف الكتاب

إن هجمات الحادي عشر من ديسمبر سنة 2001 قد جعلت موضوع ما يسمي بالإرهاب الإسلاموي من أهم المواضيع على الساحة العالمية. ويتخيل كثير من الناس أن تلك الهجمات قد نشأت من لا شيء. أما الواقع فيقول بأن لها تاريخ طويل سبقها. فمنفذوها ينتمون إلى تنظيم كبير، نشأ وتطور في غفلة من الغرب، ألا وهو تنظيم القاعدة.

ونحن اليوم بصدد كتاب عنوانه "حياتي مع القاعدة، قصة جاسوس"، وهو يروي قصة مغربي تحت اسم مستعار، كان قد دخل في صفوف جماعة جزائرية ذات نشاط إرهابي، ولم يستطع الخروج منها؛ وكانت بداية معرفته بتلك الجماعة في بلجيكا صدفة عن طريق شقيقه، إذ لم تكن للرجل أية أغراض دينية، بل كان شخصية ذات ميول إجرامية، استغلتها تلك الجماعة في تنفيذ عمليات تهريب للأسلحة.

عميل مزدوج

خاف الرجل على عائلته أن يلحقها شيء من تبعية ذلك، فسلم نفسه للمخابرات الفرنسية، التي جعلت منه هي بدورها عميلاً مزدوجاً، يتجسس لها في مسرح الاسلامويين. وهكذا جاء أسلوب الكتاب على غرار الروايات التي نقرأها عن مغامرات أي عميل مزدوج، يعمل بأسماء مستعارة، وله لقاءات سرية ومغامرات، ويعيش في خوف دائم من الانكشاف، وما إلى ذلك.

تدور ذروة أحداث الكتاب حول إقامة دامت عامين في معسكريي تدريب في أفغانستان. ويصور الكتاب هذين المعسكرين تصويراً رفيع المستوى، كيف أنهما كانا مسرحاً للمغامرات والأسلحة الخطيرة والإسلامويين من جميع أقطار العالم. وبعد أن غاص الرجل في أعماق ذلك العالم شهوراً نراه يبدأ في تغيير مفاهيمه حول تعامل الغرب مع المنظمات الإرهابية، حيث يقول: "لقد فهمت الدوافع التي تقف وراء هؤلاء الناس، إنهم لم يكونوا مجرمين بالفطرة، بل ولدوا مسلمين؛ ورأوا بلدهم كيف ينهب، فكان من واجبهم كمسلمين أن يدافعوا عنه".

الحقيقة في بطن الراوي

Bombenanschläge in Madrid Miniquiz März 2004
الكتاب بترك انطباعا مشوشا حول ادراك الكاتب لخطورة الاعمال التي قام بهاصورة من: AP

ثم يروي الرجل أنه بعد أفغانستان عاد إلى أوروبا، فيسرت له المخابرات طريق التسلل إلى جماعة إسلاموية في لندن. هناك تبين له أن من كلفوه بمهمة التخابر تنقصهم المؤهلات الأساسية في كيفية التعامل مع الإرهابيين، واصفاً ذلك بقوله: " بما أن الغرب كان رافضاً لمجرد أن يحاول فهم الفكر الإسلامي ومنطق الجهاد فإن تلك الهجمات كان صدها مستحيلاً. لا أحد أراد أن يسمع".

والكتاب يترك لدى القارئ انطباعاً مشوشاً عن صاحب الرواية، فهو من ناحية لا يدرك تماماً مدى خطورة الأعمال التي قام بها، حيث إنه يعلم تماماً أنه قد شارك في القتل والهجمات الإرهابية؛ ومن ناحية أخرى فهو يعلن أنه قد فعل ذلك من باب الضرورة القاسية، ألا وهي الوصول إلى الرؤوس المدبرة في تنظيم القاعدة.

ومع ذلك فإننا لا نستطيع أن نجزم بأن ما ورد في كتاب حجمه حوالي 500 صفحة كله صحيحاً، كما لا يمكننا أن نضع يدنا على موضع الحقيقة فيه من عدمها، فكل شيء جائز. والأحداث التي يرويها الكتاب تبقى حقيقتها في بطن صاحب الرواية، ولا نملك وسيلة كشفها.

بيانات الكتاب في لغته الألمانية:

Omar Nasiri: Mein Leben bei Al-Qaida. Die Geschichte eines Spions,

Deutsche Verlags-Anstalt, München.

ISBN3-421-04271-3

Euro 19,90

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد