1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"نريد منع ختان البنات إلى الأبد"

ايستير ساوب/ اعداد: ابراهيم محمد٢٤ نوفمبر ٢٠٠٦

ختان البنات عادةٌ تسبب الكثير من المآسي الصحية والكوارث العائلية، وتُنسب خطأً إلى الدين الإسلامي. مؤتمر في القاهرة بدعوة ألمانية يناقش سبل القضاء على هذا العادة المنتشرة في بلاد النيل وأجزاء من القارة الأفريقية.

https://p.dw.com/p/9Qnt
أدوات حادة يتم بها ختان البنات في أفريقياصورة من: africa-photo

تروي امرأة تعرضت لتشويه أعضائها التناسلية من خلال ما يسمى ختان البنات إنها تعرضت لنزيف أثناء عملية الولادة، ولكي لا تموت تم تقطيع طفلها قبل إخراجه من بطنها. وتروى سيدة سودانية بمرارة والدموع جارية من عينيها حكاية أختها التي نزفت حتى الموت تحت مشرط قابلة تقليدية كانت تختنها بطريقة وحشية. وتقول ضحية ثالثة إن كل الناس تفرح بالزواج وليلة الزفاف عدا أفراد قبائل العفار الذي يعد الزواج بالنسبة لهم بداية جهنم.

هذه الحالات ليست سوى غيض من فيض المآسي والكوارث الصحية والاجتماعية التي تنتج عن عادات وتقاليد ختان البنات التي يتم من خلالها تشويه أعضائهن التناسلية بطريقة بربرية تودي بحياة الكثير منهن. وتستمر هذه العادات في العديد من الدول العربية والأفريقية رغم هذه المآسي وتبعاتها. وعلى ضوء ذلك نظمت مؤسسة ريدجر نيهيبيرج لحقوق الإنسان/ تارجيت TARGET مؤتمرا في جامعة الأزهر القاهرية حول سبل مكافحة ختان البنات تحت رعاية مفتي الديار المصرية الشيخ على جمعة. وكان من أبرز الحاضرين إلى جانب المفتي شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي وعددا من علماء الدين وصناع القرار في مصر والصومال وتشاد ومالي ودول أخرى.

المراجع الدينية لا تشرّع ختان البنات

"أطلعت على المراجع الدينية ولم أجد سوى مصادر ضعيفة المصداقية توافق على ختان البنات"، ويضيف المفتي جمعه في كلمته أمام الحاضرين بأن لا يوجد في مصادر السنّة ما ينص على هذا الختان، إذ يتم الحديث فيها فقط عن ختان الرجال. ويدعم كلام المفتي حقيقة أن عادة ختان البنات ليست معروفة أو منتشرة في الدول الإسلامية خارج القارة الأفريقية.

نجاح ملموس في مصر

Demonstration in Somalia gegen Genitalverstümmelung
مظاهرة في الصومال ضد ختان البناتصورة من: dpa

أثبتت تجارب السنوات الماضية إنه يمكن تحقيق نجاح ملموس في مجال مكافحة ختان البنات عن طريق وسائل عديدة أهمها التوعية والقوانين التي تحرمه. وهذا ما تدل عليه تجربة مصر التي تراجعت فيها نسبة النساء المختونات من 97 بالمئة قبل عشر سنوات إلى 75 بالمئة في الوقت الحاضر. ولا تزيد هذه النسبة حاليا بين الفتيات دون 18 سنة على النصف سوى بقليل.

ويعود الفضل الكبير في هذا النجاح إلى الجهود التي بذلها المجلس القومي للمرأة في مصر خلال السنوات العشر الماضية. وعلى ضوء ذلك يريد المجلس تحقيق المزيد وخاصة في الأرياف حيث يسود الاعتقاد بأن الختان يساعد النساء على سلوك طريق الصواب والسيطرة على شهوتها الجنسية. وفي هذا السياق تقول مشيرة خطاب الأمينة العامة للمجلس: "نريد أن نقنع الناس بأن استقامة المرأة لا علاقة لها بالختان الذي تتعرض له. كما نريد أن نوضح لهم تأثيراته السلبية على العائلة كونه يجعلها عدوانية وباردة مما يدفع الرجل للنفور والابتعاد". ويوافق على هذا الرأي هيربيرت كينتينيش، مدير مستشفى النساء التابعة للصليب الأحمر في برلين. فوفقا لكينتينيش هناك دراسات تفيد بأن 30 بالمئة من النساء يتعرضن لصدمة نفسية بعد الختان ولا يتقبلن العلاج الطبي بعده، لأنهن يجدن في هذا العلاج نوعا من الإهانة لجسدهن.

عدم وضوح موقف الأزهر إزاء ختان البنات

ويقوم بعمليات الختان الأطباء بالدرجة الأولى. ويمكنهم القيام بذلك دون أية عقبات وعواقب قانونية. غير أن المجلس الوطني للمرأة يعمل على تغيير هذا الوضع: "نريد من وزير الصحة تحريم ختان البنات بشكل مطلق ومعاقبة من يمارسه". وفي هذا السياق نأمل بدعم المؤسسات الدينية"، تقول مشيرة خطاب. غير أن المشكلة تكمن في عدم اتخاذ الكثير من هذه المؤسسات موقفا واضحا من القضية. وهذا ما عكسته كلمة شيخ الأزهر الشيخ طنطاوي التي جاء فيها: "ربما يكون هناك حالات لدى بعض الفتيات ينبغي على ضوئها إزالة بعض أجزاء أعضائهن التناسلية، وفي هذا الحالة يبقى القرار النهائي للطبيب".

وتنتشر عادة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بشكل رئيسي في بلدان وسط أفريقيا، من السنغال غربا وحتى الصومال شرقا إضافة إلى بلاد النيل. وهناك معطيات تشير إلى ممارستها في اليمن وشمال العراق وبعض الدول العربية المشرقية ولكن على نطاق ضيق. وقد حددت منظمة الصحة العالمية أربعة أساليب من التشويه المذكور، يتمثل الأسلوب الأول باستئصال الجلدة الأمامية للبظر، بينما يتمثل الجزء الثاني في استئصال الأخير أو جزء منه. ومن خلال الأسلوب الثالث الذي يطلق عليه اسم التبزيم فيتم من خلاله استئصال جزء أو سائر الأعضاء التناسلية الخارجية إضافة إلى خياطة فتحة الفرج. أما الأسلوب الرابع والأسوأ فيشمل إضافة إلى الاستئصال تخريب الأنسجة حول فتحة الفرج ووضع مركبات حارقة فيه لتضييقه مما يتسبب بنزيف قد يؤدي إلى الموت.