1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حل النزاعات في مدينة الملاهي

سمر كرم ودالين صلاحية

في معسكر نظمه مجلس الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع إدارة مدينة ملاهي أوروبا بارك في كولونيا، التقى شباب يعيشون في مناطق الأزمات ليناقشوا مشاكلهم، ويحاولون أن يسمع بعضهم بعضا

https://p.dw.com/p/7Jsb
الألعاب الصعبة قربت بين الشبابصورة من: AP

في الوقت الذي تختلف فيه الحكومات وتتعارك، يسعى البعض إلى محاولة التعايش خلال الأزمة، ويسعون إلى الوصول إلى نقاط نقاش، هؤلاء هم الشباب الذين التقوا في مدينة الملاهي الكبرى المسماة أوروبا بارك بألمانيا. هناك التقى 32 شاباً وشابة، فلسطينيون وإسرائيليون، مع صرب وألبان ليتناقشوا ويتعرفوا كيف يمكن التعايش في مثل هذه الظروف. وقد عمل ميشيل رافاييل الناشط في جمعيات السلام على تنظيم هذا المعسكر. وعن هدفه من هذا المعسكر يقول: "أنا أعمل في مشاريع إقامة السلام منذ نحو عشرين عاماً وكوني شخصياً من إسرائيل يجعلني على دراية جيدة بالصراع، وفي رأيي هناك جوانب عديدة متشابهة بين المشكلة الفلسطينية-الإسرائيلية والمشكلة الصربية-الألبانية". وقد رأى رافاييل أن هذا التشابه قد يساعد الشباب في التعلم من بعضهم البعض، ورؤية صراعهم من وجهة نظر جديدة، كما رأى في هذا الملتقى تحدياً لتغيير الأفكار المسبقة عن الآخر ومحاولة قبوله. وبالفعل، أثر هذا الجمع بين الصراعين في محمد الفلسطيني (17 سنة)، والذي وجد أن مجرد سماع قضية مشابهة من أطراف آخرين، يجعله يرى صراعه الشخصي من الخارج، ويعطيه نظرة جديدة لصراعه الداخلي وشاركته زيجل الإسرائيلية (17سنة) الرأي، والذي اعتبرت نفسها محظوظة لأن هذه الفرصة الفريدة من نوعها قد أتيحت لها.

تغيير النظرة أول طريق السلام

Jugend in Palästina
"لقد حان الوقت لإيجاد حلول لأزماتنا"صورة من: AP

وقد تم اختيار ثمانية مشاركين من كل جهة من جهات الصراع. يلزم بالطبع أن يجيد المشارك اللغة الإنجليزية والتي تعتبر لغة الحوار المشتركة بين الجميع، كما يلزم أن يكون لديهم استعداد لقبول الآخر، وهذا ليس بالأمر السهل، فكثيراً ما تؤثر الأفكار المسبقة على هذا الأمر. وبالطبع هناك دوافع شخصية لحضور مثل هذا الحدث، فبالنسبة لديفيد الإسرائيلي (17 سنة) يعد هذا اللقاء فرصة للتعرف على مشاعر الفلسطينيين وما يحركهم إذ يقول: "لا أعتقد أن معظم اليهود يفهم مدى عمق مشاعر الفلسطينيين تجاه ما يحدث، والعكس صحيح. وأنا أؤمن أنه علينا أن نتحدث أولاً ونفهم وجهة النظر الأخرى حتى يمكننا إيجاد حلول لمشاكلنا." أما نجوان الفلسطينية (17 سنة) فقد جاءت لتتعلم كيف يمكن أن تتعامل بشكل أفضل مع الصراع، وهذه هي في رأيها أهم المهارات التي تعلمتها في أيام المعسكر ويضيف ديفيد أن أحد هذه المهارات الهامة هو إدراك إن حقيقة التاريخ شيء ونظرتنا ومعرفتنا عنه شيء آخر، وهو ما ظهر في حلقات المناقشة حول أسباب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث كان كل من الطرفين يؤمن بحقائق تاريخية مختلفة تماماً عن الآخر. ويصاحب الشباب مرشدين يساعدونهم على فتح النقاش والتعبير عن أنفسهم، وتعلم الأساليب المختلفة للتمكن من قبول الآخر، والمهارات التي يتطلبها الحوار, وتؤكد أماني المرشدة الفلسطينية أن الأسبوع قد أفاد الشباب بشكل كبير، ولكنها تجد أنها هي أيضاً قد استفادت الكثير: "لقد كنت أعلم أن الصراع أساساً بين الحكومات أكثر من كونه بين الأفراد، ولكني أبداً لم أكن أعطي هذه العلاقات الشخصية بين الشباب حقها، فهي أهم كثيراً مما ندرك. لقد صاروا أصدقاء، ويسود بينهم جو جميل."

مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة

Händedruck
الشباب هم أمل المستقبلصورة من: AP

وقد ساعد المكان في خلق هذا الجو المريح والأخوي بين الأفراد، فالحديث عن الصراع أمر صعب ومتعب، يثقل القلب، لذلك فقد كان للمكان دوره كما تؤكد زيجل:"لم أكن أفهم سبب اختيار مدينة ملاهي لإقامة مثل هذا المشروع، لكن بعد النقاشات القوية والمتعبة كنا نحتاج لأن نلعب معاً ونمرح، لقد أضفى هذا جواً جميلاً بيننا، كما أن هذه الأوقات كانت تسمح لنا بتبادل الأحاديث الشخصية" ويشاركها محمد الرأي وكذلك نانسي الفلسطينية (16سنة) والتي تضيف:"كثيراً من الألعاب مخيفة جداً، وعندما نخاف معاً فهذا يقرب بيننا، ويجعلنا نشعر أننا جميعاً في النهاية بشر، لدينا نفس المشاعر وما يقربنا أكثر مما يبعدنا" وقد كان هذا شعور الشباب المشاركين، فهم وإن كانوا مازالوا متمسكين بمبادئهم وقضيتهم، إلا أنهم أدركوا بشكل أكبر أن الصراعات إنما تخص الحكومات أكثر مما تخص الأفراد، ووجدوا في هذا الجو الذي يسود بينهم خطوة أولى في طريق طويل جداً لإقامة السلام بين الطرفين، وخرجوا من المعسكر سعداء، فقد كانت الإفادة أكثر كثيراً مما توقعوا. وهم على رغم صغر سنهم يرون الأمر بواقعية، ويعلمون أن الأمر لن يتغير كثيراً ولكنهم يؤمنون أن مجرد وجودهم في هذا المكان معاً ومبادرتهم بالحديث معاً والاستماع لبعضهم البعض، كل هذا يعد أكبر دليل على رغبتهم الحقيقية في إقامة السلام، وعلى أنه حان الوقت للتحرك في هذا الاتجاه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد