مظاهرات في القاهرة ترافق اجراء الانتخابات الرئاسية المصرية
٧ سبتمبر ٢٠٠٥
أكدت مراسلتنا في العاصمة المصرية أن مظاهرات نظمها ناشطو الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" في القاهرة رافقت الانتخابات الرئاسية المصرية. وقالت سمر أبو الفتوح إن المظاهرات نظمت في ميدان التحرير بقلب القاهرة. وأضافت أبو الفتوح أن المتظاهرين رددوا هتافات مثل "يسقط مبارك" أو "لا تنتخبوا مبارك."
وكانت الانتخابات قد بدأت صباح اليوم الاربعاء (7.8.2005) ويقترع فيها الناخبون على منصب رئيس البلاد بالانتخاب السري المباشر. ودعي نحو 32 مليون ناخب موزعين على 9865 مكتب اقتراع في 26 محافظة إلى الاقتراع لاختيار على رئيس من بين عشرة مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي حسني مبارك. وكانت بعض التقارير الإعلامية الواردة قد تحدثت عن إقبال ضعيف مع بدء اليوم الانتخابي. غير انه ومع مرور الوقت بدأ الناخبون بالتدفق على مراكز الاقتراع. وقد لاحظت مراسلتنا في القاهرة سمر أبو الفتوح بأن نسبة الإقبال في الاحياء الشعبية بالذات تبدو مرتفعة بينما هي منخفضة في الاحياء الراقية! المشكلة التي واجهها الكثير من الناخبين تتمثل في سوء تنظيم كشوف الانتخاب، حيث لم يجدوا أسماءهم مسجلة فيها بالرغم من امتلاكهم لبطاقة انتخابية، وهو الأمر الذي منعهم من الإدلاء بأصواتهم.
يذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات السابقة لم تزد عن نصف المسجلين في قوائم الناخبين.
وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي وتستمر في استقبال الناخبين حتى متصف ليلة هذا اليوم تقريبا ليبدأ فرز الأصوات. ورسميا يفترض اعلان النتيجة في غضون ثلاثة أيام من انتهاء الاقتراع لكن مسؤلي الحملة الانتخابية لمبارك يتوقعون اعلانها غدا الخميس.
المنافسة الانتخابية
ويشارك في المنافسة في هذه الانتخابات التي شهدت جدلا كبيرا عشرة مرشحين من أحزاب مختلفة سمح لها بتقديم مرشحيها أبرزها حزب الوفد الذي رشح رئيسه نعمان جمعة وحزب الغد ومرشحه ايمن نور وينظر الى هذين المرشحين على أنهما الأقوى في المنافسة على كرسي الرئاسة. هناك شكوك في مصر حول فوز مبارك (77 عاما) في هذه الانتخابات وتوليه الحكم لست سنوات جديدة تضاف إلى السنوات ال24 التي أمضاها حتى الآن في السلطة. ولكن الرهانات تدور أساسا حول النسبة التي سيحصل عليها في مواجهة منافسيه الرئيسيين رئيس حزب الوفد نعمان جمعة ورئيس حزب الغد ايمن نور وحول نسبة المشاركة في الاقتراع. أما المرشحون الآخرون فان القليلين كانوا سمعوا بأسمائهم قبل الحملة الانتخابية. وفي تصريح لمراسلتنا عبر جمعة في اقتناعه بنزاهة الانتخابات "حتى الآن"، و بأن عدد التجاوزات محدود جداً. وأعلن عن "رضائه التام" عن جو الانتخابات حتى الآن رافعاً يده ليظهر الختم الذي يمنع الناخب من الإدلاء بصوته أكثر من مرة.
مبارك يدلي بصوته باكراً
وقد أدلى الرئيس المصري حسني مبارك وأسرته صباح اليوم بأصواتهم فور فتح صناديق الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحا حيث أدلوا بأصواتهم هناك. وقد احتشد ماءت من أعضاء الحزب الوطني أمام المركز عند خروج مبارك منه وهتفوا بحياته.
مراقبة الانتخابات
في تطور مفاجئ تراجعت لجنة الانتخابات الرئاسية قبل ظهر اليوم عن موقفها الرافض بشدة حتى ألان السماح لممثلي منظمات المجتمع المدني بالدخول إلى مكاتب الاقتراع وقررت السماح لهم "بشروط" بزيارة هذه المكاتب. وقالت اللجنة في بيان تلقته وكالة فرانس برس انها قررت في اجتماع مساء الثلاثاء السماح بزيارة اللجان الانتخابية "بشرط عدم التدخل" في عمل اللجنة أوعرقلة عملها أو تعطيلها "وبعد الحصول على تصريح" بذلك من لجنة الانتخابات الرئاسية.
انتهاكات وتجاوزات
سجلت بعض منظمات المجتمع المدني خلال الساعات الاولى للاقتراع منع العديد من مراقبيها من دخول مكاتب الاقتراع. وقال رئيس المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة ناصر أمين لوكالة فرانس برس إن مراقبي منظمته "منعوا" صباح اليوم من دخول مكاتب الاقتراع في عدة لجان ولكن مراقبا من المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أخرى أكد لمراسل وكالة فرانس برس انه لم يواجه مشاكل عند دخوله أحدى اللجان.
وبعد نحو ثلاث ساعات من بدء الاقتراع قال نجاد البرعي رئيس جماعة تنمية الديمقراطية في تصريحات تلفزيونية إن هناك حتى الآن بعض المخالفات لكنه لايستطيع أن يقول إلى أي حد تشكك هذه المخالفات في نزاهة العملية، مشيرا إلى أن هناك من صوت ببطاقة تعريف الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم دون أن يطلب منهم لا غمس أصابعهم في الحبر ولا بطاقة شخصية رسمية ولا بطاقة الانتخاب الوردية أيضا.
وفي وقت لاحق من هذا اليوم أعلنت منظمتان أهليتان مصريتان تقولان أنهما تنشران 3400 مراقب لمراقبة الانتخابات أنهما رصدتا تجاوزات في العملية الانتخابية تصب في مصلحة الرئيس مبارك. وقالت منظمة "سواسية" في بيان أن الحبر الفسفوري لم يكن موجودا في محافظتي كفر الشيخ والغربية إضافة إلى القاهرة والإسكندرية. وأشارت هذه المنظمة إلى منع بعض الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في محافظة سوهاج جنوب القاهرة لأنه لم تكن لديهم بطاقات انتساب إلى الحزب الوطني الديموقراطي الذي يتزعمه مبارك. وقالت "سواسية" انه تم استخدام حافلات النقل العام لنقل الناخبين الموالين لمبارك إلى مراكز الاقتراع وأكدت وجود عمليات اقتراع جماعية لمصلحة الرئيس المصري الحال.
من جهتها أكدت "اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات" التي تنشر 220 مراقبا في البلاد انه في معظم الحالات منع المراقبون من الدخول إلى مراكز الاقتراع بالرغم من قرار اللجنة الانتخابية في الصباح السماح لهم بمراقبة عمليات الاقتراع. وأضافت المنظمة في بيان إن المراقبين "تعرضوا للضرب والاحتجاز والاستجواب" من قبل القوى الأمنية خصوصا في الصعيد.
مظاهرات معارضة واخرى مؤيدة لمبارك
وتظاهر بضع مئات من ناشطي حركة "كفاية" اليوم في قلب القاهرة للدعوة إلى عدم التصويت للرئيس المصري حسني مبارك. وتجمع أنصار الحركة في الشارع الرئيسي وهم يحملون لافتات كتب عبارات تدعو الى عدم التصويت لمبارك وهتفوا "يسقط يسقط حسني مبارك" و "لا تنتخبوا مبارك". على الجانب الاخر قامت مظاهرة مضادة من بعض أعضاء الحزب الوطني، الذين هتفوا "بالروح بالدم نفديك يا مبارك".
وقد أكدت مراسلتنا أبو الفتوح أن المظاهرة جرت في بداية الامر بسلام، وبلا أي تعرض من رجال الأمن بالرغم من أنه لم يصرح لهم بالقيام بها. وفي تصريح خص به مراسلتنا يرى جورج اسحق، منسق حركة كفاية، أن المظاهرة كانت ناجحة، كما أرجع تعاون رجال الأمن إلى التواجد المكثف للصحافة الأجنبية.
غير أن الأخبار المتواردة من القاهرة أشارت إلى تعرض محتجون معارضون للرئيس المصري حسني مبارك للضرب بأيدي رجال يرتدون ثيابا مدنية اليوم الأربعاء. وفي ميدان العتبة المكتظ بالمتاجر والباعة الجائلين فوجيء المحتجون بمئات من الرجال الذين راحوا يختلطون بهم وهم يهتفون لمبارك. وفي شارع 26 يوليو القريب طارد مؤيدون لمبارك كانوا يتلقون توجيهات ممن بدا أنه ضابط يرتدي ثيابا مدنية محتجين وكلما لحقوا بأحدهم أوسعوه ضربا. وكشف عضو حركة "كفاية" محمد الشرقاي عن ظهره لمراسل رويترز فظهرت فيه ثلاثة جروح حديثة بدت أثرا لضرب بعصا وقالت محتجات أنهن تعرضن للضرب واللكم بالأيدي.
.
تقرير: عبده جميل المخلافي و سمر كرم