1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الملايين يسهرون في انتظار هاري بوتر

١٨ يوليو ٢٠٠٥

رحلات عالم السحر والخيال والهروب من الواقع تجتذب الكبار مثلما تجتذب الصغار، هذا ما يظهره التهافت على الجزء الجديد لكتاب هاري بوتر، والذي بيع بالملايين منذ يوم صدوره الأول

https://p.dw.com/p/6vme
عالم السحر والخيال يجذب الصغار والكبارصورة من: AP
Harry Potter Band Harry Potter and the Half-Blood Prince erschienen
صورة من: AP

تجمع الملايين من الأطفال والكبار من هواة هاري بوتر في انتظار صدور الجزء السادس من سلسلة قصص التلميذ الساحر، وفتحت آلاف المكتبات في بريطانيا أبوابها في سهرات خاصة لبيع الطبعة الأولى من الجزء السادس بعد دقيقة واحدة من منتصف ليلة السبت 16 يوليو/تموز بتوقيت لندن. وامتدت هذه السهرات مع هاري بوتر في العديد من الدول الأخرى، إذ تجمع العديد من الأطفال بملابس بطلهم المفضل. وفي مدينة أدنبرة باسكتلندا، سعد سبعون طفل بفوزهم بفرصة اللقاء بكاتبة الرواية التي سحرتهم، في سهرة خاصة قرأت فيها الكاتبة للأطفال أجزاء من القصة.

Harry Potter in China
هاري بوتر للصغار والكبارصورة من: AP

وقد كانت هناك إجراءات مشددة لمنع تسرب أسرار القصة، ففي كندا، حيث تم بيع بضعة نسخ بطريق الخطأ قبل الموعد المحدد، صدرت أوامر مشددة للمشترين بعد إفشاء محتوياتها. في الوقت نفسه، تم إغلاق موقع على الإنترنت يزعم بأنه يعرض نسخة إلكترونية من الكتاب، كما تم توجيه اتهامات لبريطانيين بالاستيلاء على نسخة من الجزء الأخير من الرواية لصالح صحيفة شعبية. فالغموض الذي يحيط بتفاصيل القصة والشخصيات والتكتم الشديد يعد جانباً أساسياً من طرق الدعاية والتشويق لقراءته.

Harry Potter Lesung in Deutschland
مبيعات هائلة منذ اليوم الأولصورة من: DW

وبالرغم من كون هاري بوتر كتاب وجه بالدرجة الأولى للأطفال، إلا أن معظم هواة هذه السلسلة طلبة جامعيين وموظفين. وأكبر دليل على ذلك كان العدد الكبير من الهواة الذين وقفوا أمام المكتبات في انتظار ظهور الجزء الجديد من روايتهم المفضلة.

الأمير غير الشقيق يحقق أرقاماً قياسية جديدة

وظاهرة هاري بوتر انتشرت في نحو مائتي دولة مختلفة، حيث احتلت سلسلة روايات هاري بوتر المركز الأول في المبيعات. وقد ترجمت هذه الرواية إلى 62 لغة وبيع من الأجزاء الخمس السابقة نحو 270 مليون نسخة. وقد انتشرت هذه السلسلة بسرعة غير مسبوقة فأصبح يوم صدور الجزء الجديد احتفالاً للملايين، ينتظرونه بفارغ الصبر. وساهمت سلسلة الأفلام المأخوذة عن الرواية في الدعاية لهذه الرواية الخيالية.

J. K. Rowling mit Harry Potter
كاتبة هاري بوتر "جوان كاتلين راولينج"صورة من: AP

ولم يتوقف الأمر على الأجزاء السابقة، فقد انتصر الجزء السادس من سلسلة هاري بوتر بعنوان "هاري بوتر الأمير غير الشقيق" على سابقيه، محققاً بذلك أرقاماً قياسية جديدة. ففي الأربعة والعشرين ساعة الأولى لظهوره حقق مبيعات تصل إلى نحو عشرة ملايين نسخة و في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بيعت 6.9 مليون نسخة في هذه الليلة.

والأغرب من ذلك هو عدد الكتب التي بيعت في ألمانيا، فالهواة الألمان لم يمكنهم انتظار الترجمة الألمانية المقرر ظهورها في شهر أكتوبر المقبل، فتهافتوا على الرواية الإنجليزية ذات الستمائة صفحة.

نجاح غير متوقع

Harry Potter für alle
من عشاق هاري بوترصورة من: AP

وفكرة هاري بوتر ولدت لدى كاتبته "جوان كاتلين راولينج" منذ نحو خمسة عشر عاماً، ولم يكن طريق النشر مفتوحاً أمامها. فالكاتبة الصاعدة لم تجد من يقبل قصتها ويغامر بنشرها. ولكنها صممت على كتابة قصتها الأولى وقررت أن تقدمها في سلسلة من سبع أجزاء، وكتبت بالفعل أخر فصل في جزأها الأخير. و استمرت الكاتبة الشابة في البحث حتى وجدت مرادها وقبلت دار نشر أن تقدم عملها الأول "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" "Harry Potter and the Philosopher's Stone ". وقد تأثرت كاتبة المغامرات السحرية بالأدب الإنجليزي القديم ، كما تأثرت بكتب الخيال العلمي وتأثرت بشكل خاص بـ"جي. أر.أر. تولكيان" كاتب الثلاثية الشهيرة "سيد الخواتم"، والتي تصفها بالرواية العبقرية.

ولاقى أول جزء من مغامرات هاري بوتر النور في عام 1997، وجاء بنجاح كبير وغير متوقع، حتى تحولت حياة الشابة البسيطة، التي ولدت في "تشيبنج سودبري" بجنوب "جلوسيسترشير" في 31 يناير 1965 . فأصبحت أغنى امرأة في المملكة المتحدة؛ حيث قُدّرت ثروتها بنحو مليار دولار عام 2004، كما أصبحت نجمة الكتابة للأطفال. وجذبت مغامرات هاري بوتر وأصدقائه في مدرسة هوجوارتس لتعليم السحر عدداً كبيراً من القراء الصغار، والذين اتهموا طويلاً بالابتعاد عن القراءة. فأفلام هاري بوتر والتي لاقت أيضاً إقبالاً جماهيرياً واسعاً لم تقلل من الإقبال على الروايات المكتوبة والتهافت عليها فور صدورها.
وصدرت خمسة أجزاء من سلسلة "هاري بوتر"؛ فقد صدر عام 1997 الجزء الأول بعنوان "هاري بوتر وحجر الساحر"، ثم صدر في العام التالي الجزء الثاني، وحمل عنوان "هاري بوتر وحجر الأسرار، ثم تبعها "هاري بوتر وسجين أزكبان" الذي صدر عام 1999، ثم "هاري بوتر وكأس النار" عام 2000، وقبل عامين صدر "هاري بوتر وأمر العنقاء".


انتقادات لهاري بوتر

Harry-Potter-Fans am Kieler Hauptbahnhof vor einer historischen Dampflok
هاري بوتر تعيد هواية القراءة للأطفالصورة من: AP

ويتساءل العديد من النقاد عن هذه الظاهرة الغريبة، ويرى بعضهم أن الأمر مجرد دعاية إعلانية ناجحة. فبعض الهواة يتحمسون فقط للحصول على الطبعة الأولى كنوع من أنواع الإنجاز، ولكنهم لا يقرأ وها. ويعترض البعض على الصورة غير الواقعية التي تعرضها الرواية، وعلى تأثيرها السلبي المتوقع، خاصة على الأطفال، فهي في رأيهم سوداوية وتشجع الأطفال على العنف وتصديق الخرافات. وقد أقيمت شبكة اتصالات لكل من يريد التعبير عن كراهيته لشخصية هاري بوتر.

ولكن انجذاب الكبار أكثر من الصغار لهذه الرواية يؤكد على أنها تجيب على احتياج في داخل الصغار والكبار للهروب من الواقع إلى عالم سحري مختلف عن عاملهم اليومي.