1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البنات والأولاد يتبادلون المواقع ليوم واحد

يوم الفتيات هو تقليد أمريكي انتقل إلى ألمانيا ويقام للمرة الخامسة هذا العام. ويهدف التقليد إلى كسر احتكار الرجال للأعمال التقنية، فتفتح العديد من المؤسسات والمصانع أبوابها لاستقبال التلميذات والتعرف على طبيعة العمل فيها.

https://p.dw.com/p/6ZpF
الفتيات يتعرفن على الأعمال التقنيةصورة من: Girls' Day

هل تعودت أن تذهب إلى ورشة الميكانيكي، لتجد فتاة أو شابة تحت السيارة تصلح ما بها من أعطال؟ أو كم فتاة تراها تحمل الكاميرا التلفزيونية ثقيلة الوزن لتتابع الأحداث؟ لا يقتصر الأمر على العالم العربي، ولكن في العالم كله تقتصر بعض الأعمال على الرجال، خاصة في مجال الأعمال التقنية. بل وقد تتعجب إذا عرفت أنه في بعض البلاد العربية تزيد نسبة المهندسات مثلاً عن أي دولة أوروبية. لعصور طويلة انتشرت الآراء القائلة أن الرجل أكثر قدرة على العمل بالمجالات العلمية وأكثر كفاءة في كل ما هو تقني، وطالما انتشر الرأي القائل :"امرأة وجهاز لا يجتمعان، فأحدهما سيصيبه عطل". لذلك يفتح يوم الفتاة المجال لتغيير الأفكار المسبقة عن مجالات العمل المتاحة للنساء. و يتيح هذا اليوم الفرصة لتلميذات المدارس (من سن العاشرة للخامسة عشر) لزيارة أماكن العمل المختلفة، من الورش إلى مراكز الأبحاث والمكاتب الهندسية والوزارات للتعرف على طبيعة هذه الأعمال، ولتشجيعهن للعمل بها فيما بعد.

يوم الفتاة، لماذا؟

Girls Day 2001
الفتيات يجربن العمل التقنيصورة من: Girls' Day

بالرغم من المستوى الدراسي المرتفع الذي تتمتع به الفتيات في ألمانيا، تتجه الغالبية منهن إلى الأعمال التي اكتسبت صفة الأعمال"المؤنثة". فيكثر عدد العاملات كبائعات أو مصففات للشعر كما تقتصر تقريباً الأعمال المكتبية على النساء وكذلك العمل في عيادات طبية أو التدريس. وهي مجالات تدر دخلاً قليلاً كما أنها لا تمنح فرصة كبيرة في التطور. وفي الوقت الذي ترتفع فيه نسبة البطالة بشكل كبير، تضطر الدولة للبحث عن كفاءات خارج البلاد، نتيجة نقص العاملين في المجالات التقني. وقد ازدادت الرغبة في تشجيع الفتيات للدخول في العالم التقني، خاصة بعد أن أثبتن مستوى أفضل من زملائهن من الأولاد دراسياً. والفائدة من تخصيص يوم للفتيات هو ألا تحرجن من تجربة أنفسهن في المجال التقني، وأن تجدن حرية في الحديث دون التعرض لانتقادات.

وأرادت ألمانيا تبني الفكرة التي ولدت في أمريكا في 1993 تحت شعار "خذوا بناتنا إلى يوم العمل". وتفتح في أمريكا الشركات أبوابها لبنات العاملين فيها لاكتشاف أجواء العمل،و كذلك الشركات الأمريكية في ألمانيا.وعلى مثال تلك الشركات ولدت فكرة أول يوم للفتيات في ألمانيا عام 2001، باشتراك 39 شركة وهيئة فقط ليصل اليوم في دورته الخامسة إلى 6941 شركة وهيئة ومركز أبحاث يفتحوا أبوابهم للفتيات للتعرف على مجالات العمل المختلفة. وقد وصل عدد المشاركات هذا العام إلى 126615 فتاة، مما يعكس النجاح الباهر الذي حققه هذا اليوم.

تغيير الأفكار المسبقة دور المجتمع كله

Bild der Woche: Girls Day, Mädchen bei der Bundeswehr
الفتيات في الورشصورة من: AP

"إن ما نحتاجه ليس فقط مهندسات، ولكننا نحتاج إلى عاملات في مجال الميكانيكا والكهرباء " كان هذا ما صرحت به ريناتا شميت وزيرة شئون الأسرة ونسبة الفتيات في هذا المجال لا تتعدى 3.4% كما أعلن أخيم ديركس نائب مدير غرفة الصناعة والتجارة الألمانية "كثير من الفتيات يخشين الدخول في هذه المجالات بالرغم من أن أعمال الحاسب الآلي والتكنولوجيا الحديثة تحتاج عقل ولا تحتاج قوة بدنية" وأضافت أوتا ميز فيبر مسئولة حقوق العاملين في دويتشه فيله "إن دور العائلة ضروري، فقد تعودت الفتيات حتى في المنزل أن أعمال التصليح والكهرباء هي من اختصاص الأب، ويساعده فيها الأولاد فقط، مما يزيد من ثبات الأفكار المسبقة لديها"

فتيات في استديوهات دويتشه فيله

Girls Day Renate Schmidt mit Schülerinnen vor dem Computer.jpg
صورة من: AP

وبمناسبة هذا اليوم استقبلت استوديوهات دويتشه فيله مجموعة من الفتيات لتعريفهن بطبيعة العمل الإعلامي، وأتيحت لهن الفرصة للقيام ببعض البرامج القصيرة. وقام موقعنا بالتعرف على بعض التلميذات المشاركات: فترى أومران (14 عاماً) والتي تبغي دراسة العلوم الطبيعية أن هذا اليوم فرصة رائعة لاكتشاف مجالات العمل التقنية:"لا أتوقع أن أعمل في ورشة ميكانيكية أو معمل كيميائي، فهي بالنسبة لي أعمال قاصرة على الرجال، أما العمل في مجال الحاسب الآلي فأنا أجده ممكناً جداً. وبشكل عام أعتقد أنه في ألمانيا أسهل على الفتاة أن تعمل في مثل هذا المجال عن أي دولة أخرى" أما فيرا (10 أعوام) فهي تتوقع أن تعمل في مكتب "ولكن اليوم كان خبرة جميلة بالنسبة لي لمعرفة شئ جديد" وتضيف ليزا (12عاماً) والتي لا تعرف بعد ما تريد عمله في المستقبل "لم أكن أعرف أن كل هذه الأعمال موجودة ومتاحة.كما أنني كنت أعتقد أن العمل في المجال التقني معقد، ولكني اليوم وجدته بسيطاً وممتعاً، ويمكنني الآن تخيل أن أدخل في هذا المجال بسهولة" وترى أولريكا(15 عاماً) أن هذا اليوم مفيد جداً "أعتقد أن فكرة هذا اليوم رائعة، فهي تفتح آفاقنا على ما يمكن عمله في المستقبل" وتضيف سوزان (15 عاماً) والتي تتمنى العمل في مهنة التدريس" تستطيع الفتاة العمل في أي مجال، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في منافسة العمالة الأرخص القادمة من أوروبا الشرقية بالأخص"

يوم الفتيات فرصة للصبية

شهد يوم الفتيات هذا العام تقليداً جديداً يدعى "طرق جديدة للصبية". وفيه تقام المعارض للأولاد الذين بقوا في المدارس، وتعرض فيها أنواع العمل المختلفة التي اشتهرت بها النساء، كالأعمال المكتبية وتربية الأطفال والتمريض. ويتيح غياب الفتيات حرية أكبر للأولاد للمناقشة حول هذه المجالات دون حرج. ومن الأهداف التي يطمح إليها هذا التقليد الجديد تنمية المرونة عند الشباب للاستجابة للظروف الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة بسرعة، والإقبال على العمل حتى في المجالات غير التقليدية.

سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد