1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البابا الجديد بين الترحيب والتشكيك

قوبل اختيار البابا الجديد بينيدكت السادس عشر بترحيب عالمي واسع تشوبه انتقادات لاذعة قدم معظمها من مسقط رأسه ألمانيا في ظل توقع غالبية المراقبين بأن يسير على نهج سلفه.

https://p.dw.com/p/6XVo
البابا الجديد وسط مهنئيه في روما أمسصورة من: AP

بينما تجمع مئات الآلاف في ساحة القديس بطرس للاحتفال باختيار البابا الجديد بينيدكت السادس عشر، تعددت ردود الفعل العالمية والتساؤلات حول النهج المستقبلي للكنيسة الكاثوليكية، وكيف ستؤثر آراء الحبر الأعظم على القضايا العالمية. وفي الوقت الذي اشتدت فيه المخاوف من تشدد البابا الجديد، إلا أن كونه ألمانياً أنسى البعض أحلامهم ببابا أكثر انفتاحاً يحدث تغييراً في الكنيسة يتوافق مع متطلبات الحياة العصرية، كما أنه نشر شعوراً عاماً بالسعادة والفخر في البلاد، وهو ما عبر عنه المستشار الألماني جرهارد شرودر بقوله إن انتخاب الكاردينال رايتسنجر الألماني يعد "شرفاً كبيراً لألمانيا كلها" وأضاف أن البابا الجديد خبير في علم اللاهوت ويعرف "آليات عمل الكنيسة عالمياً حق المعرفة". كما أنه خير خلف للبابا يوحنا بولس الثاني.

أصوات ناقدة

Galerie: Papst Benedikt Bild 11
البابا الجديد الملقب ب"حامي الإيمان"صورة من: dpa

وعلى النقيض من ذلك ارتفعت الأصوات المنتقدة في ألمانيا أكثر منها في أي بلد آخر، إذ بدأت برد فعل أخيه الذي رأى أن رايتسينجر متقدم في السن ومريض مما يمكن أن يشكل عائقاً أمام تأديته لمهامه الصعبة.وتجدر الإشارة إلى أن الكنيسة الإنجيلية (البروتستانتية) كانت تتمنى أن ينصب بابا جديداً ينحدر من أمريكا اللاتينية. أما عالم اللاهوت جوتهولد هازنهوتل، فقد كان الأكثر قسوة في التعبير عن رأيه، إذ وصف اختيار رايتسينجر بـ "الكارثة"، لأنه سيسير على نهج البابا يوحنا بولس الثاني ويمنع أي تغيير جذري في هيكلية الكنيسة.

قيم مشتركة

Nadeem Elyas, Vorsitzender des Zentralrats der Muslime in Deutschland Porträtfoto
نديم الياس رئيس مجاس المسلمين الأعلى في ألمانياصورة من: dpa

وفي حين يرى دعاة الإصلاح الكنسي والعاملون على دعم الحوار المسكوني بين الطوائف في إتباع البابا الجديد طريق البابا يوحنا بولس الثاني أمراً سلبياً، يجدها البعض نقطة إيجابية. فعلى سبيل المثال أكد رئيس مجلس تمثيل اليهود في ألمانيا باول شبيجل أنه يرى في اختيار البابا بينيدكت السادس عشر ضماناً لتكملة مسيرة بناء جسور التلاقي بين المسيحيين واليهود، كما يشاركه نديم الياس، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، الرأي مؤكداً أن الكاردينال جوزيف رايتسنجر كان مشاركاً فاعلاً في صناعة القرار في الفاتيكان. وفي لقاءٍ أجراه معه موقعنا "دويتشه فيله" باللغة العربية اليوم، أشار السيد الياس إلى "أن دفاع البابا الجديد عن القيم الأخلاقية المحافظة مكسباً حضارياً لكل الأديان". وأشار في معرض حديثه إلى اعتقاده بأن كون البابا ألمانياً سيؤثر إيجابياً على العلاقة بين الألمان والأقلية المسلمة. وبالرغم من خيبة أمله من إخفاق البابا السابق في التعامل بصورة نقدية مع دور الكنيسة الإشكالي فيما يتعلق بالحملات الصليبية، إلا أنه عبر عن أمله في بقاء الحوار بين الأديان في بؤرة اهتمام البابا الألماني الجديد.

Hans Küng
عالم اللاهوت هانس كونج أحد أشد منتقدي البابا الجديدصورة من: AP

وقد أصاب اختيار الكاردينال الملقب بـ"حامي الإيمان" العديد من المنظمات التي تأمل في إصلاح الكنيسة بالإحباط، ومن بينها المنظمات النسائية التي هاجمته لتوقعها أنه لن يراجع مواقفه المتشددة وهو ما يظهر جلياً في موقفه بالنسبة لعمل هذه المنظمات في مجال مشورة الحوامل الراغبات في الإجهاض. ويرى الكثيرون من المنتمين للكنائس الشرقية في معظم مواقفه الكنسية مواقف نابعة من الإنجيل ويجدون في مطالب دعاة الإصلاح تحرراً لا صلة له بروح الإيمان المسيحي. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من المسلمين يتبنون وجهة النظر هذه، ويؤكدون على أن آراءه هي آراء أخلاقية ذات نزعة إنسانية أكثر منها دينية. وربما تكون نقطة الخلاف الوحيدة هي رفض استخدام وسائل منع الحمل خاصة في دول أفريقيا التي تعاني من الانفجار السكاني ومرض المناعة المكتسبة، الإيدز.

ترحيب عربي بالبابا الجديد

König Mohammed VI von Marokko
العاهل المغربي محمد السادس يرحب بالبابا الجديدصورة من: AP

قوبل اختيار البابا الجديد بترحيب عام في العالم العربي. فعلى سبيل المثال عبر العاهل المغربي محمد السادس عن خالص تمنياته للحبر الأعظم معرباً عن رغبته في العمل معه من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط. ويأمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستمرار العلاقات الوطيدة والتاريخية بين فلسطين والفاتيكان، متمنياً دعم الفاتيكان للسلام العادل في الأراضي المقدسة. ويأمل البعض الآخر أن تظل مواقف البابا داعية للسلام ومدافعة عن المظلومين، ولكن بعض الأصوات في الشرق الأوسط تعلو متسائلة عما تعنيه تلك الآراء طالما أن البابا لا يملك سلطة فعلية لتنفيذها على أرض الواقع، ويعطي موقف الرئيس الأمريكي بوش الذي قام بالحرب على العراق بالرغم من معارضة الفاتيكان لها دليلاً على ذلك.

لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات