1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تصبح شبكة الإنترنت هدفاً لتنظيم القاعدة؟

تكتسب تكنولوجيا المعلومات أهمية متزايدة في تسيير الحياة المعاصرة، الأمر الذي يجعلها هدفاً مباشراً للإرهاب الدولي. فتخريب شبكات الحاسب الآلي أسهل من مهاجمة أهداف مدنية باستخدام العنف، وأضرارها لا يمكن التنبؤ بها.

https://p.dw.com/p/6TTH
ساحة الحرب القادمة؟صورة من: dpa

يلعب الحاسب الآلي اليوم دوراً كبيراً في تسيير الحياة المعاصرة نظراً لكفاءته العالية في معالجة البيانات، وأصبح القاعدة التي يرتكز عليها عمل العديد من المرافق الهامة مثل المستشفيات والمطارات والبنوك وغيرها. غير أن النتيجة الجانبية لزيادة الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات هي ظهور خطر الانزلاق إلى الفوضى في حالة حدوث خلل في الحواسب الآلية. وهو الأمر الذي يجعل من شبكات الحاسب الآلي هدفاً جذاباً لجماعات الإرهاب الدولية، فإلحاق الخسائر بمدينة من المدن لا يحتاج إلى عمليات معقدة كإطلاق صواريخ أو تفجير سيارات مفخخة، ولكن يكفي تعطيل شبكة الحاسب الآلي الخاصة بمطار المدينة أو ببورصتها حتى تدب الفوضى في أرجاءها. لذلك يطلق الخبراء اسم "الهدف السهل Soft Target" على مثل تلك الأهداف.

حرب الكترونية

ويبدو أن خطر الإضرار بشبكات المعلومات هو خطر واقعي فقد أبدت المخابرات العامة الألمانية تخوفها من قيام جماعة القاعدة باعتداءات إرهابية على شبكات الحاسبات الغربية عن طريق الانترنت. أضاف أحد خبراءهم أن عواقب مثل هذه الاعتداءات لا يمكن التنبؤ بها. يأتي ذلك بعد تصريح رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات البريطانية MI5 دافيد أوماند بوجود مخاوف حقيقية من اعتداءات القاعدة على الانترنت.

Hacker Startseite von El Dschasira
صفحة موقع الجزيرة بعد الهجوم الإلكتروني عليها عام 2003صورة من: AP

تعتمد تلك التقارير الاستخباراتية على القدرات التقنية الكبيرة التي أظهرها المعتقلون مؤخراً من الجماعات الإرهابية الإسلامية، وتمكنهم من استخدام الانترنت بكفاءة عالية، بالإضافة إلى معلوماتهم الغزيرة في مجال القرصنة الالكترونية، مما يؤكد أنهم في طريقهم لتكوين كوادر جديدة على أعلى مستوى من المعرفة والتحكم في الكومبيوتر. ويعتبر أعضاء القاعدة أن استخدام التكنولوجيا الحديثة وسيلة عصرية للجهاد في عالم اليوم. من ناحية أخرى نشأت جماعات أمريكية تهاجم شبكات الحاسبات والانترنت في الشرق الأوسط وأفغانستان فيما يعتبرونه دفاعاً عن بلادهم ضد الاعتداءات الإرهابية. فصار الأمر أشبه بالحرب الالكترونية.

ما هو الإرهاب الالكتروني؟

يُعرف الإرهاب بأنه اعتداء على شخص ما وإصابته بأذى فعلي أو ذعر أو تهديد. واليوم بدخول الحاسب الآلي والانترنت في كل مجالات حياتنا، اندثرت الحدود بين الإرهاب بمفهومه القديم والإرهاب الالكتروني، الذي أضحى تهديداً كبيراً في كل مكان. فمن الممكن مثلاً اقتحام صفحة لمستشفى ما وتهديد حياة المرضى عن طريق تغيير برنامج العلاج، ومن الممكن تهديد الاقتصاد باقتحام مواقع البورصة العالمية كما يمكن أيضاً التدخل في نظام الاتصالات، الكهرباء أو المياه بل والسيطرة على نظام المواصلات والطيارات وبذلك تهديد بلد بأكملها. وإن وصل الأمر للتحكم في الشبكات الحكومية وشبكات الأمن وإغلاقها فستتم السيطرة التامة من جانب الإرهابيين.

Chaos Computer Club
حاسب آلي واتصال بشكبة الإنترنت هو كل ما يحتاجه المرءصورة من: dpa Zentralbild

يحظى هذا النوع من الإرهاب بجاذبية خاصة عند جماعات مثل القاعدة، وذلك لأن الانترنت مجال مفتوح وواسع، ليس له حدود، يتوسع في كل يوم ويمكنك من موقعك في أي بلد الوصول لأي مكان تبغي دون أوراق أو تفتيش أو قيود. كل ما تحتاجه هو بعض المعلومات لتستطيع اقتحام الحوائط الالكترونية. كما أن تكاليف القيام بمثل هذه الهجمات الإلكترونية لا يتجاوز أكثر من حاسب آلي واتصال بشبكة الانترنت.

ألمانيا في مأمن من الاعتداءات

يرى وزير الداخلية أوتو شيلي أن ألمانيا تتمتع بحماية جيدة ضد الاعتداءات عن طريق الانترنت بشكل عام. فقد اهتمت وزارته بتأمين أنظمة الكومبيوتر الحكومية بشكل كبير منذ الاعتداءات الإرهابية على أمريكا. وقد ركز المكتب الاتحادي للأمن وتكنولوجيا المعلومات BSI بشكل خاص على كل ما يتعلق بتأمين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات. ولكن شيلي ينتقد من ناحية أخرى الشركات التي تبخل في الصرف على حماية أجهزتها مما يجعلها فريسة سهلة للإرهاب.

The Matrix
فضاء المعلومات

وفي هذا السياق انتبهت وزارة الأمن القومي الأمريكية لأهمية الوقاية من الإرهاب الإلكتروني، فبدأت بتقديم خدمة مجانية بالتنويه عن الفيروسات الجديدة. من يسجل نفسه لدى موقع الوزارة يحصل على هذه المعلومات بالبريد الالكتروني، كما يمكن أن يحصل أيضاً على نصائح مفيدة للوقاية منها. فالخبراء الأمريكيون يؤكدون أنه لو استطاع الإرهاب التحكم في أجهزة الكمبيوتر العامة لصارت العواقب أسوأ من اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.