1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اردوغان : رجل دين أم رجل دولة ؟

١٢ يناير ٢٠١٢

يرى حسن الخفاجي أن تصريحات وأعمال وتقلبات اردوغان تجعلنا نحسب أنه سياسي بارع يجيد ، ومن يراقب تحركاته كزعيم إسلامي يناصر المظلومين يحسب انه "ملا" مضبوط لكنه لا هذا ولا ذلك.

https://p.dw.com/p/S6CD
رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغانصورة من: AP

اردوغان ليس بالزعيم الديني ، الذي يتوجب عليه أن ينتصر للمظلوم وفق تعاليم الدين ، دليلنا على ذلك مواقفه المتشددة من منح الشعب الكردي حقوقه والتحاور معهم بدل لغة المدافع وقصف الطائرات ، الذي أوقع مؤخرا عشرات القتلى من المدنيين ، موقفه البائس من ثورة الشعبين البحريني واليمن مواقف تشبه مواقف أهل القبور ، في حين ظل موقفه مترددا من الثورة الليبية إلى ان حسمت الجامعة العربية والمجتمع الدولي الأمر ، بعدها تصدى اوردغان للمهمة بعدما أيقن ان أغلبية الليبيين ومعهم الغرب لا يرغبون ببقاء القذافي .

ولا نرى في اوردغان ملامح السياسي البارع ، الذي يجيد تحريك خيوط الدمى لتصل إليه دون عناء . موقفه المتشدد من سوريا أول أشهر أزمتها نلاحظ عليه الفتور الآن ، لقد خارت قواه بعدما استجدت بعض الوقائع على الأرض وتبدلت مواقفه من سوريا ومال إلى الانكفاء بعدما فشل في قلب الأمور بسرعة، لقد بانت خيبته بعد مصرع جنوده بالجملة على أيدي مقاتلي حزب العمال الكردستاني مؤخرا .كانت تلك لدغة سورية أشعرت اوردغان بالوجع ، ودق في أذنه جرس إنذار سوري قوي إذا تمادى أكثر يكون العقاب اشد .

" إسلامي على باب الله"

من هذا يتضح أن اوردغان إسلامي على باب الله ، يتبع مصالحه أكثر مما يتبع مبادئه . على ساسة العراق ان يلدغوا اوردغان من المكان الذي يؤلمه ، لا مكان يؤلم اوردغان أكثر من مقاطعة الشركات التركية وإيقاف التعامل معها ، طالما ظل اوردغان يلعب بذيله ويتدخل هو ووزير خارجيته بكل شاردة وواردة في الشأن العراقي.

حينها سيصبح أمام وردغان خياران ، أما مصالح بلده في العراق وقد تعدت 18 مليار دولار ، أو تدخلات لا تجلب له غير وجع الرأس.

لقد سمع اوردغان قبل أيام من رئيس وزراء الجزائر ما يجب ان يسمعه كل سياسي فضولي يتدخل بشؤون الدول الأخرى .كان اويحيى صارما حينما خاطب اوردغان في مؤتمر صحفي قائلا: "على أصدقائنا الأتراك ان لا يتاجروا بدمائنا وأكمل "تركيا هي التي سلّمت الجزائر للفرنسيين بعد ثلاثة أيام من بداية الغزو (سنة 1830)، وتركيا صوتت في الأمم المتحدة ضد كل القرارات التي كانت في مصلحة الجزائر قبل استقلالها (في 1962)".

وأكد أن تركيا "ساهمت في شكل ما في كل الجرائم التي قامت بها فرنسا في الجزائر". وأضاف: "تركيا عضو في الحلف الأطلسي، وفرنسا كانت تحارب الجزائريين بسلاح الحلف الأطلسي، لذلك فلا بد أن رصاصة ما قتلت الجزائريين مصدرها تركيا ".

كان ذلك الرد لان "الملا " اوردغان حاول ان يربك العلاقة بين فرنسا والجزائر حين صرح قائلا: "أن فرنسا ارتكبت إبادة في الجزائر". جاء ذلك بعد ان أقرت فرنسا قانون تجرم من ينكر إبادة الأرمن في تركيا .

اوردغان يعاني من فشله في أقناع الاتحاد الأوربي في دخول تركيا كعضو فيه ، لذلك تحركت عنده جينات أجداده السلاطين العثمانيين ليتوج نفسه كسلطان عثماني ، لم يجد غير العرب ليصبح سلطانا عليهم.

على ساسة العراق أن يلوحوا له بعصا المقاطعة ، بعد أن نجحت سياسة التعامل في المثل ، التي مارسها قبل فترة السيد هادي العامري، الذي منع هبوط الطائرات التركية في المطارات العراقية ،بعدما منعت تركيا دخول الطائرات العراقية إليها بعد أمر قضائي .

من يحاول من الساسة العراقيين أن يحاور اوردغان وجماعته وينصحهم بعدم التدخل في الشأن العراقي كمن ينصح عقرب.

هل سمعتم بعقرب سمعت نصيحة وكفت عن لسع الآخرين ؟

ليت ساستنا يدركون أن

( الأفعال ابلغ من الأقوال)

حسن الخفاجي

مراجعة ملهم الملائكة