1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أول دراسة لتحديد معيار الثقة بين رجال الأعمال الألمان والعرب

٢١ نوفمبر ٢٠٠٩

أظهرت دراسة أجراها معد هايلبورن العالي الألماني حول أسس الثقة بين رجال الأعمال الألمان والعرب أن الجانبين يتلاقون إلى حد كبير على حصر علاقتهم بمعيار الجودة عكس الأفكار السائدة في بعض الكتب.

https://p.dw.com/p/Kc0S
عدة معايير لقياس الثقة بين رجال الأعمال العرب والغربيينصورة من: dpa/pa/AP/Montage DW

انعقد في معهد هايلبورن العالي الألماني مؤخراً مؤتمر دولي للبحث في أسس الثقة التي تنشأ بين رجال الأعمال الألمان والأجانب ومعاييرها، وكيفية تطورها عبر التعامل الاقتصادي القائم في ما بينهم، ومدى القدرة على تحسينه وتعزيزه. وشكَّلت دراسة وضعها فريق عمل من المعهد العالي برئاسة الدكتور إلياس جمال، ونفذت في أربع دول عربية هي ليبيا ومصر وقطر والإمارات على مدى ثلاث سنوات، محور أعمال المؤتمر الذي شارك فيه أكاديميون من دول أوروبية وعربية عدة هي ألمانيا وبريطانيا وروسيا وفنلندا والنمسا وسوريا ومصر ولبنان.

وتحت شعار "الثقة والثقافة والرجل والمرأة"، بحث المؤتمرون على مدى يوم كامل موضوع الثقة بين رجال الأعمال الألمان والعرب في المجال الاقتصادي والتجاري، على قاعدة الدراسة المطروحة. وفي الوقت الذي تتوافر فيه دراسات حول الثقة بين رجال الأعمال الألمان ونظرائهم في عدد كبير من الدول الأخرى، فإن هذا الأمر غير متوافر بعد من الجهة العربية مع رجال الأعمال العرب. من هنا كانت الدراسة الألمانية المطروحة للنقاش، الوحيدة التي قدَّمها فريق المعهد العالي الألماني في المؤتمر على أمل تجاوز هذا النقص في المستقبل. وشارك في الدراسة أربعون رجل أعمال ألماني وأربعون آخرون من العرب في الدول العربية الأربع المذكورة أعلاه.

جمال: ثلاثة معايير لقياس التعاون

Prof. Dr. Reinhard bachmann
البروفسور الدكتور راينارد باخمانصورة من: Heilbronn University

وفي حديث مع دويتشه فيله، قال رئيس فريق البحث في المعهد البروفسور إلياس جمال، وهو ألماني من أب فلسطيني وأم ألمانية، إن الثقة بالمنتج الألماني في الدول العربية موجودة وأنها كبيرة، ومع ذلك لم يجد أحد من الباحثين العرب دافعا لوضع دراسة عنها، "ربما لأنهم لم يكتشفوا مشكلة ما لمناقشتها، علما أننا نلاحظ وجود تدهور في هذه الثقة لأسباب عدة إلى جانب تزايد وتيرة منافسة المنتجات الأخرى للمنتجات الألمانية".

وأضاف أن السيارات الألمانية على سبيل المثال لها سمعة ممتازة في الدول العربية، ومع ذلك نرى أنواعا من السيارات اليابانية الرخيصة قادرة على المنافسة بسبب جودتها أيضا، وإن لم تكن بجودة المنتج الألماني. وواضح أن هذه المشكلة أصبحت مسألة عامة في العالم وليس فقط في الدول العربية. وتابع أن ما يهم الباحثين بحث التأثير على العلاقة التي تقوم بين رجال الأعمال الألمان والعرب خلال اتصالاتهم الثنائية للبحث في المنتج وفي إمكانية عقد صفقة حوله. وحدد فريق البحث بعد فرز نتائج الدراسة ثلاثة معايير لقياس التعاون: الأول، تطوير الثقة على أساس الجودة. والثاني، تطوير الثقة عن طريق تنمية الصداقة. والثالث، تطوير الثقة على أساس الانتماء إلى شبكة عمل واحدة.

الألمان ينتقدون عدم التزام العرب بالمواعيد والعرب ينتقدون غرور الألمان

Prof. Dr. Elias Jammal Heilbronn University
الدكتور إلياس جمالصورة من: Heilbronn University

وذكر البروفسور جمال أن الدراسة أظهرت أن رجال الأعمال العرب يركزون على المعيار الأول، أي الجودة، بصورة كبيرة جدا وأن الألمان ينتقدون تعاطيهم معهم مضيفا أن رجال الأعمال العرب يقرّون بأنفسهم بأنهم لا يتخذون قرارات في المواعيد المتفق عليه، بل يرددون دائما عندما يُسألون بتعبيرات مثل: "إن شاء الله" أو "معلش" أو "تقريباً" ولا يلتزمون بالأوقات والتواريخ المتفق عليها. وفي المقابل ينتقد رجال الأعمال العرب الغرور والتعالي من الجانب الألماني.

وبالنسبة إلى تنمية الصداقة بين رجال الأعمال الألمان والعرب، أفادت الدراسة بأن الأمر هذا يتطلب وقتاً ليس بالقصير، وهو يفتح الباب أمام اللقاءات المشتركة حول مآدب الطعام والتعارف المشترك وصولا إلى التعرف المتبادل على عائلاتهم، لكن هذا الأمر قليل الحدوث. وتبيَّن أن شبكة العمل الواحدة تعزِّز بالطبع الثقة بين الطرفين "لأن الانتماء إلى منظمة واحدة يقوّي الشعور بأن المرء ضمن عائلة واحدة كبيرة"، على حد قول الدكتور جمال. لكن من الواضح حسب الدراسة أن رجال الأعمال العرب والألمان يتلاقون إلى حد كبير على حصر علاقتهم بمعيار الجودة. وقال البروفسور جمال إن الاستنتاج هذا كان هاما لأنه يتنافى مع ما هو موجود في بعض الكتب المتواجدة في الأسواق التي تدعي بأن العرب يبغون عقد صداقات مع الأجانب لتنمية الثقة بهدف الاستفادة الشخصية.

الاتفاق على وضع دراسة أخرى عن سيدات الأعمال

Prof. Dr. Jutta von Berninghausen Intercultural Management Bremen University
الدكتورة ميلاني لايستيكوف تتحدث عن النساء في المراكز القياديةصورة من: Heilbronn University

وقال جمال إن المؤتمر بحث منهجية الدراسة المعالجة وخرج باقتراح تقدَّمت به النساء المشاركات فيه لإجراء دراسة جديدة مع سيدات الأعمال الألمان والعرب من أجل معرفة ما إذا كنا سنتوصل إلى نفس النتائج والمعايير الثلاثة، أو الوصول إلى معايير أخرى. وأضاف: "لكن السؤال الأول الذي أطرحه على نفسي كباحث هو: هل سنجد سيدات أعمال في الدول العربية يوافقن على إجراء مقابلات معنا عن نشاطهن وفي أية دول؟ لست متأكدا بعد، ولا بد من إجراء اختبارات أولية لنتأكد قبل رصد مبلغ غير قليل للدراسة المقبلة".

وأضاف أن الأمر قد يكون سهلا في دول مثل مصر ولبنان وسوريا لا في دول أخرى، "وربما علينا التركيز على بعض الدول دون الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثير ذلك على النتائج التي نريد أن تكون عامة وشاملة". وتابع أن الخطأ قد يكون في عدم وجود اتصالات بين فريق بحثه ومختلف الجامعات في الدول العربية بصورة كافية، مشدداً على ضرورة العمل على تحسين شبكة الاتصال بأكبر عدد ممكن.

´

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد