1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسيحيو العراق في ألمانيا- محاولات للتأقلم على تفاصيل الحياة اليومية في ألمانيا

٨ يوليو ٢٠٠٩

وصل إلى مخيم فريدلاند في ألمانيا حتى الآن 550 من المسيحيين العراقيين وبعض المسلمين معظمهم من الشباب الذين يبلغ متوسط أعمارهم 30 عاماً، وذلك منذ أن أصدرت الحكومة الألمانية قرارا بمنح 2500 عراقي حق اللجوء

https://p.dw.com/p/Ij5X
لاجيء عراقي فور وصوله إلى مخيم فريدلاند معه أول دفعة لهذا العام في مارس الماضيصورة من: AP

عند وصول الدفعة الخامسة من مسيحيي العراق في إطار مبادرة الاتحاد الأوروبي إلى مخيم فريدلاند الحدودي قرب مدينة غوتينغن غرب ألمانيا، فإن وسام البالغ من العمر أحد عشر ربيعاً يبدو مستعداً لتقديم المساعدة، فقد بات على دراية جيدة بالمنطقة لاسيما وأنه التحق لمدة ثلاثة أشهر بدورة لدعم الاندماج عقب وصوله إلى فريدلاند. وأشاد هاينريش هورنشيمير مدير مخيم فريدلاند بالاستعداد الذي يبديه اللاجئون للتأقلم مع حياتهم الجديدة في ألمانيا، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود تعاون مع اللاجئين اليهود. ويضيف المسؤول الألماني بالقول: "إنهم أشخاص لطفاء ونشطاء وورعون ولا توجد مشاكل على الإطلاق".

تجارب مريرة في العراق دافع اللجوء

Grenzdurchgangslager Friedland
صورة جوية لمخيم فريدلاند الحدودي في ولاية سكسونيا السفلىصورة من: picture-alliance /dpa

في مخيم فريدلاند في ولاية سكسونيا السفلى، يتم مساعدة العراقيين، الذين قدموا إلى ألمانيا عبر سوريا أو الأردن، على التأقلم على الحياة اليومية في ألمانيا. فوالد وسام وشقيقه الأكبر يوسف "14 عاماً" مرا بتجربة مريرة في العراق، إذ قامت بعض العناصر المتطرفة بخطفهما. وعن ذلك قال رب الأسرة عقب وصوله ألمانيا: ""كانوا يريدون المال لمجرد أننا مسيحيون".

ودفعت قريبة للأسرة تعيش في لبنان نحو 50 ألف دولار كفدية من أجل تحرير الأب وابنه. وعندما اجتمع شمل الأسرة من جديد تحولت منطقة سكنهم إلى منطقة قتال. ويقول الأب في هذا السياق قائلاً: "كانت مسألة حياة أو موت، وكنت أخشى على أطفالي، وفي صباح أول يوم في أعياد الميلاد عام 2006 قصفت قنابل المليشيات الشيعية والسنية المتناحرة منزلنا، ففررنا من المخرج الخلفي دون أن نتمكن من أخذ أي شيء معنا".

وسلك سائق سيارة أجرة طرقا سرية لتجنب المرور عبر الحواجز العسكرية بهدف نقل العائلة عبر الحدود المفتوحة إلى سوريا، حيث كان مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين. وقضى وسام وعائلته ثلاثة أشهر في مخيم فريدلاند. ويوضح خلال إحدى الجولات أنه تعلم خلال تلك الفترة جيداً، فهو يعلم ألوان الورود ويشير إلى الكنيسة قائلاً باللغة الألمانية: ""إنها بنية اللون وإننا نصلي في الكنيسة".

كما يقوم الشماس يعقوب شاهينيان، وهو مسيحي أرمني من سوريا، بترجمة الصلوات إلى العربية. وعندما يمر العديد من الأطفال يتحدث وسام معهم بالروسية. ويوضح هورنشيمير هذا الأمر قائلا:"في مدرسة المخيم يتعلم وسام الألمانية والأطفال الذين يلعب معهم في وقت الفراغ من الألمان الذين عاشوا في دول الاتحاد السوفيتي السابق ويتحدث القليل منهم الألمانية".

رغبات لا تتحقق

Deutschland Irak Flüchtlinge in Übergangswohnheim in München
لاجئة عراقية وصلت إلى ألمانيا في مارس الماضي في إطار المبادرة الأوربية لاستقبال نحو 10.000 لاجيء عراقي في الدول الأوربيةصورة من: AP

وفي الوقت الذي يعيش فيه وسام حالياً مع عائلته في مدينة أولدنبورغ شمال غرب ألمانيا ويتطلع هناك للالتحاق بالمدرسة وتكوين صداقات جديدة.

أما اللاجئ خصاف سعدون فيشعر بالحزن، حيث قررت السلطات نقله هو وزوجته وأطفاله الثلاثة إلى مدينة لايبزيج شرق ألمانيا كمقر لإقامتهم. وقال سعدون على لسان المترجم ومقرر شؤون الشرق الأوسط في جمعية حماية الشعوب المهددة في مدينة غوتينغن الألمانية كمال سيدو: "إننا مندائيون ولا يوجد في لايبزيج طائفة مندائية. نريد الذهاب إلى ميونيخ حيث توجد طائفة مندائية، كما أن لدينا أقارب هناك". وعلق سيدو على الأمر قائلاً: "هذا أمر مخجل، ومن المؤسف أن رغبات هؤلاء الأشخاص، الذين غالباً ما يعانون من اضطرابات نفسية، يضرب بها عرض الحائط من قبل موظفين غير متفهمين أو لوائح السلطات، لكننا سنعتني بالعائلة".

(د ج/ د ب أ)

مراجعة: عماد م. غانم