استمرار الجدل حول اليسو التركي و دول أوروبية تجمد مساعداتها
١٠ يونيو ٢٠٠٩يعتبر سد اليسو الذي قام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بوضع حجر الأساس له في شهر آب / أغسطس من عام 2006، من أهم وأكبر السدود التي تسعى تركيا لإقامتها على نهر دجلة، الذي ينبع من مرتفعات جنوب شرق هضبة الأناضول وتحديداً من بحيرة وان الواقعة في قرية اليسو التركية، ويصب في الخليج العربي بعد لقائه بنهر الفرات. ويتمركز سد اليسو المتوقع إكماله عام 2013 في منطقة دراغيجيتين الواقعة على بعد 45 كليومتر من الحدود السورية. ومن المخطط أن يكون سدا ضخما، إذ سيصل ارتفاعه إلى 135 متراً وبعرض 2 كليومتر تقريبا.
الهدف توليد الطاقة وتنمية المنطقة
وتهدف الحكومة التركية من بناء هذا السد، كما تقول، بشكل أساسي إلى توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الكهرمائية، إذ من شأنه أن يساعد على توليد طاقة تصل إلى 1200 ميغاواط، سوف تغطي احتياجات حوالي مليوني أسرة تركية من الطاقة. لكن المعارضون لفكرة إنشاء السد يفندون هذه الحجة بالقول إن "تركيا لا تعاني من أي أزمة في الطاقة. صحيح أن استهلاك الطاقة يزداد سنوياً بنسبة 5 إلى 6 بالمائة، لكن هناك إهمال كبير في استغلال كافة الإمكانيات، وتركيا لا تحتاج إلى مزيد من مصادر الطاقة قبل عشرة سنوات "، كما يقول ايكران أيغوبا أحد المعارضين لبناء هذا السد من كتلة تحالف المعارضة المحلية في المنطقة.
لكن الهدف من بناء السد لا يقتصر على توليد الطاقة، إذ تسعى الحكومة التركية أيضاً إلى تحقيق تنمية اقتصادية في المناطق التركية الواقعة جنوب شرق الأناضول والمتميزة بارتفاع عالي في نسبة البطالة والفقر، فمن شأن هذا المشروع أن يساعد على إيجاد فرص عمل لسكان هذه المنطقة والمساهمة أيضاً في تحسين نوعية الحياة ومستوى التعليم، كما أشار أحد العاملين في قطاع البناء، حيث قال" هنا في جنوب شرق تركيا ارتفاع حاد في معدلات البطالة والفقر، وسكان المنطقة بحاجة ماسة للعمل، ولا يوجد قطاع أخر قادر على خلق فرص عمل أكثر من قطاع صناعة البناء".
تركيا لم تلتزم بتعهداتها
وتساهم كلا من ألمانيا والنمسا وسويسرا في خطة تمويل إنشاء هذا السد مادياً من خلال تقديم ضمانات بمئات الملايين. وتشترط الدول الضامنة على تركيا ضرورة حماية السكان والبيئة والتراث الثقافي في المنطقة. لكن التزامات الجانب التركي ظل حبرا على ورق. إذ يرى علماء الآثار أن بحيرة السد تهدد مدينة "حسن كيف"، وهي واحدة من أهم المدن التاريخية التركية وإحدى أقدم المدن في العالم. كما سيتسبب هذا المشروع في تشريد أكثر من 55 ألف شخص عن منازلهم، وعلى الحكومة التركية إيجاد خطط خاصة لتوطين السكان المتضررين. هذا ناهيك عان السلطات التركية لم تضع خططا لمنع انتشار الأمراض والأوبئة التي قد تنشأ في منطقة السد. هذه الأمور حدت بالدول الأوروبية أنفة الذكر إلى تجميد مساعداتها لتركيا والخاصة ببناء السد لمدة ستة أشهر، اعتبارا من بداية هذا العام.
الكاتبة: سوزانة غوستن/ دالين صلاحية
تحرير: عبده المخلافي