1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حوار الثقافات من وجهة نظر العلماء:" العلم لايعرف السياسة وليس له وطن ولاهوية قومية"

١٢ مايو ٢٠٠٩

"العلم لتوطيد الجسور بين الثقافات" هو محور المؤتمر الألماني الشرق أوسطي الذي انعقد على مدى يومين في عمَّان. موقعنا حاور مسؤولي المؤسسات الألمانية التي نظمت هذه الفعالية حول كيف يمكن للعلم أن يشكل جسرا بين الثقافات.

https://p.dw.com/p/HoSd
"العلم هو نوع من الدبلوماسية القائمة على الثقة المتبادلة"صورة من: DW / Abdo Al-Mikhlafy

انتهت مساء أمس الاثنين 11 مايو/آيار أعمال المؤتمر الدولي الألماني- الشرق الأوسطي التي استمرت على مدى يومين في العاصمة الأردنية عمان تحت شعار "العلم لتوطيد الجسور بين الثقافات". وأكد القائمون والمشاركون في هذا المؤتمر على أهمية التواصل العلمي بين الدول والأمم وأن يصبح العلماء سفراء للسلام، إذ أن العلم لا يعرف الحدود الجغرافية أو السياسية، كما أنه ليس له وطن ولا هوية قومية. لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن كيف يمكن للعلم أن يوطد الجسور ويتجاوز عقبات السياسة وبالذات في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتحكم السياسة في كل نواحي الحياة.

"العلم يخلق الأرضية المناسبة لبناء الجسور بين الثقافات"

German-Middle East International Conference in Amman, Jordanien
رغم رغبة منظمي المؤتمر في أن يصبح مؤتمرهم ملتقى لجميع العلماءصورة من: DW / Abdo Al-Mikhlafy

بداية سألنا البروفسور كلاوس لوكاس، نائب رئيس أكاديمية برلين ـ براندنبورج ومقرها العاصمة الألمانية برلين، عن أهمية مثل هذا المؤتمر، الذي تشارك أكاديميته في تنظيمه، بالنسبة للعلاقات الألمانية ـ الشرق أوسطية، فقال إن التعاون العلمي بين الجانبين قائم منذ زمن بعيد، بشكل أو بآخر. وأضاف لوكاش بالقول: "نعتقد أن الوقت قد حان لتعميق التعاون العلمي بين ألمانيا وبلدان الشرق الأوسط"، مشيراً في هذا السياق إلى أن أكاديمية برلين ـ براندنبورج، التي أقيمت على أنقاض الأكاديمية البروسية للعلوم، كان لها على الدوام تواصل مع الثقافات والبلدان الأخرى. وأضاف: "نحن نعمل حالياً بصفة خاصة على التركيز على تعميق هذا التواصل مع دول منطقة الشرق الأوسط".

وعن مفهومه لربط العلم بحوار الثقافات، وفقا لما تضمنه شعار المؤتمر، قال لوكاس: "إن حوار الثقافات من وجهة نظرنا يعني بناء الجسور بين الثقافات، وهذا هو موضوع مؤتمرنا هذا. نحن نعتقد أن المشكلات السياسية القائمة يكمن حلها بطريقة أفضل من خلال بناء هذه الجسور بين مختلف الثقافات، ويعد العلم من وجهة نظرنا الأرضية المناسبة لبناء مثل هذه الجسور".

"العلم هو نوع من الدبلوماسية القائمة على الثقة المتبادلة"

Logo der Alexander von Humboldt Stiftung
مؤسسة ألكسندر فون هومبولدت تقدم منحاً لعدد كبير من العلماء من كل أنحاء العالم

أما رئيس مؤسسة ألكسندر فون هومبولد، المنظم الرئيس للمؤتمر، البروفسور هيلموت شفارتس، فيقول، إجابة على سؤال عن كيفية الربط بين العلم وحوار الثقافات، إن العلماء لا يعملون مع بعضهم البعض إلا إذا توفر بينهم الاحترام المتبادل والتقدير والثقة. لذلك فإن "العلم هو بمثابة نوع من الدبلوماسية القائمة على الثقة المتبادلة"، إذ يمكن للعلماء في الظروف الصعبة البدء بالخطوة الأولى قبل السياسيين، ومن ثم تمهيد الطريق للتفاهم في حالة نشوء خلافات أو سوء فهم.

ويضيف شفارتس أن المؤتمر يأتي في هذا السياق، حيث يهدف إلى أن يكون ملتقى لجميع العلماء والباحثين من مختلف دول المنطقة بعيداً عن تدخل السياسة: "فالعلم لا يعرف السياسة وليس له حدود". لكن رئيس مؤسسة هومبولد يعترف بأسف واضح بتدخل السياسة والتأثير على هدف المؤتمر بأن يكون ملتقى للعلماء بعيدا عن السياسة، حيث لم يشارك فيه على سبيل المثال ممثلون من كل من إيران وإسرائيل، رغم الجهود التي بذلت لتجاوز تلك الإشكالية.

"العلم ليس له وطن ولا هوية قومية"

German-Middle East International Conference in Amman, Jordanien
"العلماء سفراء للسلام"صورة من: DW / Abdo Al-Mikhlafy

وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد بأن العلم أكثر حيادية من السياسة، قال شفارتس إنه لا يعرف ما إذا كان العلم "حقيقة محايداً"، لكنه بدا متأكداً من أن العلم يستطيع "تجاوز العقبات التي تعجز السياسة عن تجاوزها"، فالعلم في نظره عالمي وليس له هوية قومية ولا يعرف شيئا اسمه "الوطن الأم"، ولا يتحقق الهدف منه إلا في حالة وجود ثقة متبادلة بين البشر.

وعن دور مؤسسة ألكسندر فون هومبولد في تشجيع التواصل بين العلماء من العالم العربي وألمانيا وبالتالي بناء الجسور بين الثقافات، يقول رئيس المؤسسة إنها تعطي الفرصة للباحثين للالتحاق بالجامعات والمعاهد الألمانية من خلال منح دراسية لمدة تصل إلى سنتين، يقومون خلالها بإجراء بحوثهم ودراساتهم في هذه الجامعات والمعاهد. ويصنف مؤسسته بأنها "مؤسسة صفوة في حقيقة الأمر، لأنها في الأصل تشجع المتفوقين". وبلغ عدد الذين حصلوا على هذا الدعم من مؤسسة هومبولد حتى الآن نحو 25 ألف باحث، منهم أكثر من أربعين حصلوا على جائزة نوبل ومنهم من أصبحوا رؤساء دول وكبار القضاة؛ أي أنهم أشخاص يعودون إلى بلدانهم ويتبوأون مواقع مهمة. وهؤلاء يصبحون سفراء لألمانيا في العالم، لأنهم تعرفوا على ألمانيا عن كثب وبطريقتهم الخاصة بحرية ومن دون تعبئة سياسية معينة.

الكاتب: عبده جميل المخلافي - عمان

تحرير: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد