1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

يوم "ملوك الشرق الثلاثة": طقوس دينية وعادات وثنية بين الماضي والحاضر

ديتر دافيد شولتس / إعداد منى صالح (ش.ع)٨ يناير ٢٠٠٩

يحتفل الكاثوليك في ألمانيا يوم السادس من يناير بيوم "ملوك الشرق الثلاثة". عيد مسيحي يعود إلى القرن الرابع ميلادي امتزجت فيه الطقوس الدينية بالعادات الوثنية القديمة، ولكنه أصبح جزءا من العادات التي ورّثت جيلا عن جيل.

https://p.dw.com/p/GTrt
الاحتفال بعيد "ملوك الشرق الثلاثة" بين الأسطورة والواقعصورة من: picture-alliance / united-archiv

انتهى بالنسبة للكثيرين في ألمانيا فترة أعياد الميلاد في السادس من يناير/كانون الثاني، يوم "ملوك الشرق الثلاثة". في هذا اليوم يتمّ إزالة شجرة عيد الميلاد وكل ما يتعلّق باحتفالات الأعياد. ولكن العديد من الكاثوليكيين يحرصون على إحياء ذكرى "ملوك الشرق الثلاثة"، بحيث يعدّ هذا اليوم يوم عطلة رسمية في ثلاثة ولايات ألمانية: بافاريا وبادن فورتينبيرغ وزاكسين أنهالت. وبهذه المناسبة يُقيم البعض احتفالات لاستقبال "ملوك الشرق الثلاثة"، كُلّ حسب طريقته وعاداته، التي تمتزج فيها الطقوس المسيحية بالتقاليد الوثنية القديمة.

جذور قديمة لعيد "ملوك الشرق الثلاثة"

Die Heiligen drei Könige
يرتدي البعض يوم السادس من يناير ملابس تذكر بملوك الشرق الثلاثةصورة من: AP

تحتفل الكنائس الغربية بأعياد ميلاد المسيح يوم الخامس والعشرين من ديسمبر، الذي كانت اعتمدته الكنيسة في روما بداية من القرن الرابع. وكان الرومان أيام الوثنية يحتفلون في هذا اليوم بعيد الإله "الشمس". في حين تحتفل الكنائس الشرقية، وخصوصا القبطية المصرية والسّريانية والأرمنية، بهذا العيد في السادس من يناير/كانون الثاني. ويُقال إن اعتماد هذا التاريخ يُعدّ امتداد لتقليد مصري قديم يعود إلى ما قبل ظهور المسيحية، إذ كان يتم ليل الخامس من يناير/كانون الثاني الاحتفال بعيد ميلاد الإله آيون، إله الحياة الآني والأزلي.

ومنذ القرن الرابع ميلادي، عندما تم تحديد تاريخ ميلاد المسيح في الخامس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول، تحتفل الكنيسة يوم السادس من يناير/كانون الثاني بعيد "التجلّي"، ذلك أن ذلك اليوم، واستنادا إلى الإنجيل، شهد قدوم ثلاثة ملوك من الشرق إلى بيت لحم من أجل تقديس الملود الجديد، ملك اليهود المُقبل. وكانوا أوّل من علم بميلاد المسيح. فمن هم ياترى هؤلاء الملوك الثلاثة الذين أتوا من الشرق؟


عيد ديني من نسج الخيال؟

BDT Heilige Drei Könige
يكتب الأطفال الأحرف اللاتينية الأولى بما معناه "يامسيح احمي هذا البيت"صورة من: picture-alliance/dpa

وُصف "ملوك الشرق الثلاثة" في إنجيل متى ً من العهد الجديد بالحكمة وبأنهم مُفسّرون للنجوم، فقد كانوا اهتدوا في بحثهم بأحد النجوم، الذي قادهم إلى بيت لحم حيث كان المسيح الطفل. وكانوا قد جلبوا معهم الذهب والمًر والبخور. وهذا ما جعل البابا ليو الأول في القرن الخامس يستنتج أنهم كانوا ثلاثة رجال، بيد أنه لم يتم البرهان على صحة ذلك. كما أن الاعتقاد الذي سرى منذ القرن السادس استناداً إلى الهدايا الثلاثة بأنهم كانوا ثلاثة ملوك، بقي أيضاً في طيّ التخمين. أما أسماء "ملوك الشرق الثلاثة" ملكيور وكاسبار وبالتازار، فتعتبر مجرد ابتكار لأحد رجال الدين اسمه بيدا فينيرابيليس. كما أن "ملوك الشرق الثلاثة" لم يطوبوا كقدّيسين في أي وقت كان.

لكن سواء كانوا مجرّد سحرة من الشرق أم ملوكاً، وسواء كانوا قد اقتدوا في بحثهم عن المسيح الطفل في المغارة بنور نجم مذنب، أم ما إذا كان هذا كلّه مجرد اختراع أدبي ظريف، فإن إحياء ذكرى "ملوك الشرق الثلاثة" أصبح يشكل منذ العصر الوسيط أحد الأعياد المسيحية الثابتة . ففي الماضي تم إحياء ذكراهم من خلال عدد من الطقوس والتقاليد، أما اليوم فلم تبق سوى طقوس الغناء. ففي المناطق ذات الأغلبية الكاثوليكية يجوب ثلاثة أطفال بلباس ملوك، ويطرقون الأبواب، وهم يغنون ويكتبون على الأبواب الحروف الأولى من أسماء الملوك كاسبار وملكيور وبالتازار (ك.م.ب/ C.M.B) وتشكّل هذه الحروف أيضاً مقدّمة ثلاث كلمات لاتينية (Christus mansionem benedictat) أي "يا مسيح احمي هذا البيت!".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد