Mubarak Verfahren

قبل عدة أسابيع سار آلاف المصريين إلى ساحة التحرير في القاهرة للتأكيد من جديد على مطلب محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ومعاقبته. وبعد ثلاثة أشهر من إسقاط مبارك رضخ قادة الجيش والقضاء لطلب المتظاهرين وتقوم النيابة العامة بالتحقيق معه ومع نجليه جمال وعلاء بتهم الفساد واستغلال السلطة.

وسبق ذلك مثول وزير الداخلية السابق حبيب العدلي أمام المحكمة بتهمة إصدار أوامر إطلاق الرصاص على المتظاهرين وقتل أكثر من 800 منهم. ووجه القضاء التهمة ذاتها إلى مبارك البالغ من العمر 82 سنة. صحيح أن النيابة العامة أمرت بإخضاع الرئيس السابق إلى التحقيق في السجن، إلا أنه وبسبب وضعه الصحي السيئ جرى نقله إلى مستشفى.

"حكم الإعدام غير مستبعد"

وفي حال جرت محاكمة مبارك فمن غير المستبعد صدور حكم بالإعدام عليه. وليس من السهل إجراء محاكمة مستقلة وعادلة في مرحلة ما بعد الثورة المصرية. فمن جهة يجد القضاء نفسه أمام ضغوط الرأي العام وغضب الناس ودعوتهم للثأر، ومن جهة أخرى يعتقد مراقبون بوجود قوى نافذة من النظام السابق تسعى من خلف الكواليس إلى منع الكشف عن تفاصيل عهد مبارك التي يمكن أن تطالهم أيضا.

إلى ذلك ستجري محاكمة مبارك استنادا إلى القوانين التي كانت سائدة خلال عهده الاستبدادي. وكما ذكرت الخبيرة في الشؤون المصرية صونيا حجازي من مركز الشرق الحديث في برلين فانه من الصعب إرساء دولة القانون في وقت قصير مشيرة إلى أن محاكمة عادلة ضد مبارك تتطلب تحضيرا جيدا جدا ووقتا طويلا لجمع الإثباتات المفصّلة. وأضافت: "هذا صعب جدا إذا أردنا لاحقا تقويم المحاكمة على أنها عادلة ومستقلة".

غضب إزاء امتلاك مليارات الدولارات

لكن أجواء المواطنين لا تسمح على ما يبدو بمحاكمة تتطلب إجراءاتها وقتا طويلا. ومبارك يبقى بالنسبة للكثير من المصريين حتى بعد سقوطه شخصا مثيرا. فإلى جانب أعمال القتل التي مارستها القوى الأمنية ضد المتظاهرين أثارت الناس تقارير تتحدث عن امتلاك عائلة مبارك ثروة طائلة تقدّر ب 70 مليار دولار في الخارج. وللمقارنة فان 40 في المائة من المصريين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم الواحد.

لكن مبارك نفى باستمرار امتلاكه أرصدة بنكية وعقارات وممتلكات أخرى في الخارج. ولتثبيت تهمة الثراء غير المشروع عليه يحتاج المرء إلى أدلة قوية حسب الخبيرة حجازي التي أضافت أن هذا يتطلب تعاون البنوك والشركات الأجنبية مع القضاء المصري.

إلى أي حدّ مبارك مريض فعلا؟

ويشكك بعض المراقبين في ما إذا كان مبارك سيحاكم فعلا. وفي رأي شتيفان رولّ، الخبير في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، يمكن أن يشكّل الوضع الصحي السيّئ لمبارك حجة لوقف قضية محاكمته. أما حجازي فتعتقد بأن المحاكمة قد تتم مع إعفاء مبارك من السجن بسبب وضعه الصحي. وحتى بين المصريين ظهرت أصوات تقول "مبارك رجل مريض، لنتركه بحاله".

ومعروف أن الشائعات حول قرب موته تتكرر منذ سنوات. وحسب تقارير إعلامية فإن الرئيس السابق يعاني من سرطان الغدد ومشاكل قوية في القلب. وقال الخبير رولّ إنه ينتظر محاكمة ابنيه وإصدار أحكام ضدهما، الأمرالذي سيأخذ طابعا رمزيا يرضي الناس. وتحدث هنا عن "وجود إشارات قوية بأن الاثنين(جمال وعلاء) متورطان فعليا في صفقات اقتصادية غير شرعية".

شمس العياري/اسكندر الديك

مراجعة: منصف السليمي