1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ردود الفعل العربية على تنحي مبارك عن السلطة

١٢ فبراير ٢٠١١

فيما عمت الفرحة والاحتفالات شوارع غالبية الدول العربية بإعلان تنحي الرئيس مبارك عن السلطة، علقت الأوساط السياسية والإعلامية العربية عن هذا الحدث الذي اعتبروه "خطوة في الاتجاه الصحيح" على طريق احترام إرادة الشعب.

https://p.dw.com/p/10GDP
صورة من: dapd

تواصلت ردود الفعل السياسية والإعلامية والشعبية في العالم العربي بعد الإعلان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك وتكليف الجيش بتولي السلطة، إثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوماً. وفيما خرجت مسيرات احتفالية في عدد من الدول العربي، تواردت ردود الفعل الرسمية المرحبة بالتغيير الذي فرضه الشارع المصري.

ففي رام الله أكد مسئول فلسطيني احترام القيادة الفلسطينية لإرادة الشعب المصري نحو الديمقراطية والحرية. وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) في تصريحات لصحيفة "الأيام" الفلسطينية في عددها الصادر اليوم السبت إن مصر أكثر ديمقراطية وأكثر وحدة وأكثر شباباً هي أكثر دعماً للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشدداً على أن "فلسطين" هي أحوج ما تكون إلى مصر قوية الآن. وفي غزة المجاورة، حيث خرج المواطنون في مسيرات ابتهاجاً برحيل مبارك، اعتبرت حركة حماس أن تنحيه هو بداية "انتصار" الثورة المصرية ودعت القيادة المصرية الجديدة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.

نأمل في عودة "الهدوء والاستقرار"

ومن عمان صرح طاهر العدوان، وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال، أن الأردن يأمل في عودة "الهدوء والاستقرار" إلى مصر، غداة تنحي الرئيس المصري حسني مبارك. وقال العدوان في حديث للتلفزيون الأردني "نتمنى في هذه المرحلة أن تستعيد مصر هدوءها واستقرارها وتتجاوز هذه المرحلة لبناء مصر الجديدة، التي تعبر عن شعبها وحرية شعبها وكرامته". وأضاف أن "الشعب المصري حقق أهدافه وحقق الشعارات التي رفعها من أجل التغيير"، مشيراً إلى أن "خروج الشعب المصري المطالب بالتغيير خلال الأسابيع الماضية هو مشهد تاريخي لا يمكن أن يتكرر".

من جانب آخر احتل موضوع تنحي الرئيس المصري عن منصبه مساحات واسعة في الصحف الأردنية الصادرة السبت. وعنونت صحيفة الرأي الحكومية على صدر صفحتها الأولى "مبارك يتنحى ويسلم السلطة للجيش" بينما اكتفت صحيفة الغد المستقلة بكلمة "تنحى" كبيرة مع صورة كبيرة للرئيس المصري. من جهتها، كتبت صحيفة الدستور "مبارك يتنحى عن حكم مصر" بينما عنونت صحيفة العرب اليوم "سقوط مبارك" و"مصر تحتفل بانتصار ثورتها".

البشير يرحب بـ"انتصار الثورة"

Dschuba al-Baschir
البشير: "رئاسة الجمهورية تهنئ الشعب المصري الذي حقق تطلعاته وعلى انتصار الثورة".صورة من: dapd

بدوره رحب الرئيس السوداني عمر البشير بـ"انتصار الثورة في مصر"، معلناً "دعمه غير المشروط للانتفاضة الشعبية" المصرية بعد تنحي مبارك. وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية أن "رئاسة الجمهورية تهنئ الشعب المصري الذي حقق تطلعاته وعلى انتصار الثورة". وأعرب البيان عن الأمل في أن "تأتي الحكومة المصرية القادمة ملبية لتطلعات الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية وفي عودة مصر لمكانتها الريادية وقيادتها للأمتين العربية والإسلامية".

وبعد الإعلان عن تنحي مبارك ذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان أن "السودان يرحب ويحترم خيار الشعب المصري وإرادته". والتزمت الحكومة السودانية التي قمعت تظاهرات متفرقة تدعو إلى التغيير في الأسابيع الأخيرة، الصمت حتى الآن حيال الأحداث لدى جارها المصري. وأكد كبار المسؤولين السودانيين أنهم لا يخشون انتفاضات شعبية على غرار تلك التي وقعت في تونس ومصر واعتبروا التظاهرات التي نظمت في السودان "غير شرعية".

ليبيا تؤكد "عمق العلاقات"

وفي طرابلس صرح مصدر ليبي رسمي لوكالة فرانس برس أن الزعيم الليبي معمر القذافي أوفد اليوم السبت مبعوثاً شخصياً إلى مصر لنقل رسالة تؤكد على "عمق العلاقات بين البلدين" بعد تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة. وأكد المصدر أن "العلاقات بين ليبيا ومصر كانت دائماً حسنة وقد تكون أحسن خاصة الآن"، مشدداً على "انحياز بلده لمطالب الشعب المصري في الشارع". وأضاف أن "النظام السياسي اقرب إلى ليبيا لو أتيحت فرصة للجماهير للحكم ولنظام أكثر ديمقراطية لأن مبادئ الثورة الليبية تنسجم تماماً مع مطالب الشعب المصري".

"بعد مبارك دور علي"

Ägypten Mubarak Rücktritt Reaktion Jemen
اليمنيون احتفلوا بتنحي مبارك عن السلطةصورة من: picture-alliance/dpa

في صنعاء أكد مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية في بيان، نشرته وكالة سبأ الرسمية للأنباء، أن اليمن يؤكد "ثقته في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على إدارة شؤون البلاد" وتأمين "كل المناخات التي يستطيع في ظلها الشعب المصري تجسيد تطلعاته وآماله في الحرية والديمقراطية والأمن".

ميدانياً يتظاهر آلاف الشبان اليمنيين في وسط صنعاء السبت داعين إلى رحيل الرئيس علي عبد الله صالح غداة تنحي نظيره المصري حسني مبارك تحت ضغط الشارع. وقالت وكالة فرانس برس إن حوالي أربعة آلاف متظاهر معظمهم من الطلاب الشباب هتفوا "بعد مبارك دور علي"، في إشارة إلى الرئيس اليميني علي عبد الله صالح.

وكان عشرات الآلاف من أنصار المعارضة قد تظاهروا في الثالث من شباط/ فبراير ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتولى الحكم منذ 32 عاماً، لكن التظاهرات توقفت بعد ذلك، وطلبت المعارضة البرلمانية من الرئيس تطبيق وعوده بإجراء إصلاحات.

"خطوة في الاتجاه الصحيح"

من جانبها اعتبرت الحكومة العراقية تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم خطوة في الاتجاه الصحيح مؤكدة ثقتها بأن مصر بما فيها من كفاءات ستفرز قيادة تلبي طموحاته. وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان نشره مكتبه إن "تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم يعد خطوة في الاتجاه الصحيح لأنها تأتي في إطار الاستجابة لرغبة وإرادة والشعب في التغيير".

Irak Ministerpräsident Nuri al Maliki Pressekonferenz in Bagdad
المالكي: "أتمنى تحقيق الديمقراطية والشراكة وأن لا يضطهد الشعب أو يحرم من حقه في التعبير حتى خلال هذه التحركات الأخيرة".صورة من: AP

وجاء في البيان: "إننا على ثقة أكيدة بأن مصر الشقيقة وشعبها العظيم بما لديه من خبرة وتاريخ عريق وكفاءات عالية سيفرز القيادة التي تلبي طموحاته وتحفظ لمصر أمنها واستقرارها ومكانتها اللائقة بين دول العالم". وكان المالكي قال لوكالة فرانس برس في أوج الاحتجاجات المصرية ضد مبارك إن "الشعب المصري هو صاحب الحق الوحيد ومن حقه أن يقرر ما يريد وينبغي أن يُعطى حريته في التعبير". وأضاف "أتمنى تحقيق الديمقراطية والشراكة وأن لا يضطهد الشعب أو يحرم من حقه في التعبير حتى خلال هذه التحركات الأخيرة".

موريتانيا تعبر عن سعادتها

وفي رد فعل الحكومة الموريتانية قال بيان لوزارة الخارجية إن نواكشوط إنها "سعيدة للنهاية المتحضرة التي آلت إليها الأمور في مصر وتشاطر شعبها فرحته بهذه المناسبة". وأوضح البيان أن "حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تابعت باهتمام الأحداث الأخيرة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، تعبر عن سعادتها للنهاية المتحضرة التي آلت إليها الأمور وتشاطر بهذه المناسبة، الشعب المصري الشقيق أفراحه وتعزيه في شهدائه الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل استقرار ورفاهية مصر وشعبها".

وعبرت الخارجية عن تهانيها بهذه المناسبة لـ"لمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية على استجابته لمطالب وتطلعات الشعب المصري الشقيق التي عبر عنها بأسلوب سلمي إبان ثورة 25 يناير، كما تعبر عن ثقتها في أن مصر ستستمر في لعب دورها المحوري والتاريخي على الأصعدة الإسلامية والعربية والإفريقية".

"احترام خيارات" الشعب المصري

ونقلت صحيفة الوطن البحرينية المؤيدة للحكومة عن بيان رسمي قوله اليوم السبت إن البحرين تحترم "خيارات الشعب المصري" بعد يوم من احتجاجات حاشدة في مصر أجبرت الرئيس حسني مبارك على التخلي عن السلطة. كما عبرت البحرين عن "ثقتها التامة بقدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في تثبيت الأمن والاستقرار وإدارة شؤون البلاد في هذه الفترة والحفاظ على المكتسبات الوطنية واستمرار دور مصر القيادي في العمل العربي المشترك والدفاع عن قضايا الأمة."

وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين قد أمر مساء أمس الجمعة بصرف مبلغ ألف دينار بحريني لكل أسرة بحرينية وذلك في مسعى من جانب حكام البلاد لاسترضاء الأغلبية الشيعية قبل احتجاجات مناهضة للحكومة من المقرر القيام بها هذا الأسبوع.

"الفوضى الخلاقة"

في السعودية وصفت صحيفة سعودية ثورة الشباب في مصر التي أدت إلى الإطاحة بمبارك بعد أن حكم البلاد 30 عاماً بأنها فوضى "خلاقة صنعت جيلاً قادراً على ردع السلطة ومواجهتها". وقالت صحيفة الرياض في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "ثورة الكوابيس.. والأحلام" "صحيح أن المظاهرات والاعتصامات المصرية، بدأت فوضوية بفعل انسحاب رجال الأمن وإطلاق السجناء، لكن المفاجأة أن الشباب هم من صان وحمى المصالح الوطنية والشخصية".

ورأت الصحيفة "أن الفوضى في مصر خلاقة بالفعل لأنها صنعت جيلاً مقتدراً على خلق فوضاه بأسلوب ردع السلطة ومواجهتها، وهي بادرة لم تحدث في التاريخ العربي في زمن الدول التعسفية أو الاستعمار.

ترحيب "بالعودة الميمونة"

من جانبها رحبت الصحف السورية الصادرة السبت "بعودة" مصر لاستعادة دورها "المصادر إقليمياً وعربياً" بعد تنحي مبارك، مؤكدة أن رحيله سيزيد من قلق إسرائيل. وكتبت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحية بعنوان "مصر تكتب تاريخها": "إن المصريين يسطرون الصفحات الأولى من تاريخهم الحديث بعد أن اختطفته سنوات القحط السياسي والإملاء الخارجي وعقود الإذعان لأكثر من ثلاثين عاما".

أما صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا، فكتبت في مقال بعنوان "العودة الميمونة" أنها "لحظة تاريخية لعلها من أعظم اللحظات في التاريخ الوطني المصري ومن انصع اللحظات في التاريخ القومي العربي الذي لم يستطع أبداً أن يعوض خسارته الفادحة بفقدان مصر منذ إجبارها على دخول سجن كامب ديفيد".

(ي. ب / أ ف ب/ د ب ا/ رويترز)

مراجعة: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد