1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وليد فارس: نخب البترودولار في الشرق والغرب تعيق دمقرطة الشرق الأوسط

١٨ يناير ٢٠١١

يتناول كتاب "الثورات القادمة - الصراع من أجل الحرية في الشرق الأوسط"، دور قوى ممانعة الديمقراطية وحلفائها في قمع قوى المجتمع المدني الشرق الأوسطية ومنع تحرر شعوبها. دويتشه فيله أجرت حوارا بهذا الخصوص مع المؤلف وليد فارس:

https://p.dw.com/p/zwe4
وليد فارس، الباحث والأكاديمي الأميركي، المستشار السياسي في الكونغرس الأميركي والأستاذ في جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة الأميركيةصورة من: DW

ما هي أبرز الأسباب التي دعتك لتأليف هذا الكتاب؟

وليد فارس: من أبرز الأسباب صعود ما أطلقت عليه تعاضد قوى ممانعة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط رغم تناقضاتها، وتعاطفي منذ بداية رحلتي الفكرية مع القوى الديمقراطية والمجتمعات المدنية والعاملين في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى رغبتي في إيصال ما يحدث من تغيرات ديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط للرأي العام الغربي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص.

من هي الفئات التي ستهتم بالكتاب بشكل خاص؟

أعتقد أن الفئات التي ستهتم بهذا الكتاب في الشرق الأوسط هي الفئات الديمقراطية بحكم الموضوع، وبعض الحكومات المتنورة التي تريد أن تصلح الأوضاع على النمط البريطاني، أعني نمط الملكيات الدستورية دون الدخول في صراعات دامية وانقسامات كبيرة.

أين هي أهم مواقع التغيرات التي تراها في كتابك؟

الكتاب يتطلع إلى منطقة الشرق الأوسط ككل، لكن المكان الأول وهو المكان الذي تركز عليه الولايات المتحدة أيضا هو إيران حيث "الثورة الخضراء"، لأن الحركة الاجتماعية المدنية هناك قد تغير المعطيات في المنطقة وفي العالم. ما حصل في عام 2009 ويحصل في إيران هو عظيم جدا، فهو ليس فقط بسبب الانتخابات، بل لارتباط الأمر برفض القطاعات الشعبية الواسعة للقمع وللنظام الإيراني، إذا الثورة الخضراء هي أهم شيء، يليها ما يسمى "ثورة الأرز" في لبنان. ففي هذه الثورة تظاهر للمرة الأولى في تاريخ لبنان مليون ونصف من مختلف الطوائف في دولة لا يزيد عدد سكانها على أربعة ملايين بشكل سلمي. وهذا يشجع القوى المدنية في كل العالم العربي، إذ أنه بدون عنف يمكن أن تحدث تغييرات كبيرة جدا.

المكان الثالث هو السودان ومحاولة تحقيق سلم في الجنوب وما يجري في دارفور وهناك بعض الشعوب في شرق السودان كشعب البيجة وشعوب النوكة بدأت تعي هويتها الحقيقية، وهناك التيار العربي الديمقراطي في الشمال الذي يتحالف مع تلك الأقليات. ومن الأمكنة الأخرى التي تناولها كتابي أيضا مناطق البربر في شمال أفريقيا. ففي هذه المناطق وخاصة في منطقة القبائل الجزائرية يناضل البربر منذ مئات السنين من أجل حقوقهم الثقافية والاجتماعية.

كيف يبدو مستقبل قوى المجتمع المدني أو المجتمعات المدنية في منطقة الشرق الأوسط؟

أعتقد أن المجتمعات المدنية في الشرق الأوسط ستمتلك المستقبل، لكن هذا الأمر يتعلق بمدى مساعدتها من قبل المجتمع الدولي، أعني أن المجتمع الدولي هو من سيحدد السرعة التي ستتمكن فيها المجتمعات المدنية الشرق أوسطية من الانتقال إلى تحقيق مجتمعات الديمقراطية والاستقرار. ومن ناحية أخرى أنا أرى أن بأن دور فئات المهاجرين الذي يزداد عددهم من دول الشرق الأوسط ، هناك الملايين منهم في أوروبا وفي أمريكا الشمالية والجنوبية وفي استراليا، حيث المجتمعات الديمقراطية. هذه الفئات يمكنها أن تلعب دورا مهما وحاسما عبر التواصل مع المجتمعات المدنية الشرق أوسطية بهدف مدى يد العون والاستشارة لها.

ولكن ألن تتمكن قوى الممانعة للديمقراطية من منع التغيرات وتثبيت نفوذها؟

يبدو أن قوى الممانعة في صعود خلال السنوات الأربع الماضية لأسباب عديدة منها الصراع العربي الإسرائيلي وتصاعد الصراع في لبنان وصعوبة الأوضاع في العراق وزيادة نفوذ القاعدة في اليمن. غير أن هذا التصاعد يشكل هروبا من الواقع، أو من جيل الشباب الذي يريد الحرية والمتواصل مع المجتمع الدولي عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك ويوتيوب. القوى الممانعة هي خائفة من هذا الجيل، فهي تحصن وضعها خوفا من المستقبل خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة. أما المجتمعات المدنية في المنطقة فهي تفرز جيلا من الشباب يريد الحرية، لا يريد الغرب ولا النفوذ الغربي بل يريد الحرية، لذلك قوى الممانعة تلعب ورقتها الأخيرة لتكسب عقد السنوات القادمة.

ولكن ألا ترى بأن القوى الممانعة تدعمها مصالح الغرب؟

أولا للغرب مصالح متعددة أولها المصالح النفطية التي تملي عليه سياسات معينة. وحينما يتوجه الغرب إلى مساعدة المجتمعات المدنية تبدأ التحركات الضابطة من القوى النفطية. وثانيا حتى على صعيد المعركة في الإعلام، يتم تصوير الغرب على أنه يتدخل في الشؤون الداخلية مع أن تدخله سابقا لدعم المنشقين في الاتحاد السوفيتي وضد العنصرية في جنوب إفريقيا كان ينظر إليه على أنه أمر طبيعي. وبالمقابل فإنه يتهم بالإمبريالية في حال تدخله لدعم القوى الديمقراطية الضعيفة في الشرق الأوسط. من جانب آخر هناك عدم وضوح في مشاريع المجتمعات المدنية الشرق أوسطية، إضافة إلى تشتتها.

دعنا في إطار السؤال لمعرفة وجهة نظرك في حدود تأثير المصالح على سير الأمور في المنطقة؟

المصالح النفطية في الغرب متداخلة مع المصالح النفطية في الشرق الأوسط، اعني أن هناك شراكة في نهاية المطاف للنخب والشركات التي تسيطر على البترو دولار. هذه النخب لا تريد تغييرا في الشرق الأوسط، لأن ذلك سيؤثر على مصالحها. لهذا المطلوب تحركان، الأول في الغرب لإعلام الرأي العام بضرورة مساعدة المجتمعات المدنية في الشرق الأوسط، أعتقد بأن أعضاء الكونغرس من الحزبين وأعضاء البرلمان الأوروبي بدؤوا يعون هذه النقطة. أما التحرك الآخر فينبغي أن يتم العمل من خلاله على توحيد مؤسسات وقوى المجتمع المدني في الشرق الأوسط على غراء تنسيق وتوحد القوى والأنظمة القمعية في إطار جامعة الدول العربية ومنظمة أوبك.

وليد فارس:

الدكتور وليد فارس، باحث وأكاديمي أمريكي من أصل لبناني، يعمل مستشارا لمكافحة الإرهاب في الكونغرس الأمريكي ومستشاراً لدى الإتحاد الأوربي، وهو كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، صدرت له مجموعة كتب منها "حرب الأفكار" و كتاب "مستقبل الجهاد: الاستراتيجيات الإرهابية ضد أميركا". تحظى كتبه باهتمام بارز في الأوساط الفكرية والسياسية الأمريكية.

أجرى الحوار الحسين أولباز- واشنطن

مراجعة: ابراهيم محمد

ملاحظة من المحرر: أجريت المقابلة قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية في تونس