1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وفاة رائد الرواية العربية الحديثة الأديب العالمي نجيب محفوظ

دويتشه فيله/ وكالات (ع.م.)٣٠ أغسطس ٢٠٠٦

توقف تدفق العطاء الأدبي للروائي العالمي نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل بعد ان أدركه الموت اليوم. لكن عزاءه انه ترك تراثا أدبيا عالميا ملتزما بقضايا الإنسانية يعكس هموم وتطلعات البسطاء ويعبر عن القيم الحضارية المشتركة.

https://p.dw.com/p/91Z8
محفوظ قامة أدبية حملت الأدب العربي إلى أفاق العالميةصورة من: picture-alliance/ dpa

توفى في القاهرة صباح اليوم الأربعاء الروائي المصري العالمي نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب للعام 1988 عن عمر ناهز الـ 95 عاما. وذكرت مصادر طبية في المستشفى، الذي كان يرقد فيه محفوظ في القاهرة، انه أصيب في أمس الثلاثاء بجلطة في القلب تمت السيطرة عليها، لكن الحالة أصابته مجددا عند الساعة الثامنة (6:00 تغ) من اليوم مما أدى الى وفاته. وكان محفوظ قد ادخل الى المستشفى لإصابته بمشاكل في الرئة والكليتين في العاشر من آب/أغسطس الجاري. وقبل ذلك ادخل في 16 تموز/يوليو المستشفى نفسه الواقع في العجوزة بعد أن سقط وأصيب في رأسه.

نبذه عن حياته

Denkmal von Nagib Mahfus in Kairo Ägypten
تمثال لنجيب محفوظ في القاهرة تكريما لهصورة من: AP

ولد محفوظ عام 1911 في القاهرة وتخرج من جامعة القاهرة عام 1932 من قسم الفلسفة. وتقلد منذ عام 1959حتى إحالته على المعاش عام 1971 عدة مناصب منها مديراً للرقابة على المصنفات الفنية، ثم مديراً لمؤسسة دعم السينما ورئيساً لمجلس إدارتها ثم رئيساً لمؤسسة السينما ثم مستشاراً لوزير الثقافة لشئون السينما. بدأ نجيب محفوظ كتابة القصة القصيرة عام 1936. وانصرف إلى العمل الأدبي بصورة شبه دائمة بعد التحاقه في الوظيفة العامة. وبين عامي 1952 و 1959 كتب عددا من السيناريوهات للسينما. ولم تكن هذه السيناريوهات تتصل بأعماله الروائية التي تحول عدد منها إلى الشاشة في فترة متأخرة. لكن محفوظ توقف عن الكتابة الروائية المطولة بعد أن هاجمه متطرف إسلامي وطعنه في رقبته عام 1994. إلا انه في السنوات الثلاث الأخيرة كان يكتب قصصا قصيرة أطلق عليها اسم "أحلام فترة النقاهة". وقد كتب ما يقارب السبعين من هذه "الأحلام" الصوفية والفلسفية. يذكر أن أعمال هذا الأديب المبدع حققت أعماله انتشارا كبيرا في العالم وكان أول عربي يمنح جائزة نوبل للآداب في 1988. كما أنه العربي الوحيد الذي منح هذه الجائزة حتى الآن. كما وحصل على عدد كبير من الجوائز والأوسمة.

أعماله الأدبية

Nobelpreisträger Nagib Mahfus gestorben
محفوظ يحتفل قبل عشر سنوات بعيد ميلاده الـ 85صورة من: AP

بتوقف نبض نجيب محفوظ صباح اليوم يكون قد توقف تدفق العطاء الأدبي الرائع لعلم من أعلام الأدب والفكر والثقافة، لكن عزاءه انه ترك للبشرية ثروة أدبية لا تقدر بثمن. فقد أثراء المكتبة العربية والعالمية بأكثر من 50 مؤلفا من الروايات والمجموعات القصصية حققت انتشارا كبيرا في العالم وكان له الفضل في المساهمة في نقل الأدب العربي إلى العالمية. وهو يعد أشهر روائي عربي بل أن الكثير من النقاد العرب يرى أن محفوظ هو رائد الرواية العربية الحديثة بعدما أعاد بناءها. هذا وكان محفوظ قد توج أعماله الأدبية بواحدة من أهم واشهر الثلاثيات في العالم العربي والتي حمل كل جزء من أجزائها إسم حارة في القاهرة الفاطمية: "بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية"، التي انتهى من كتابتها عام 1952 ولم يتسنى له نشرها قبل عام 1956 نظرا لضخامتها. هذا بالإضافة إلى رائعته الشهيرة "أولاد حارتنا" (1959) التي منع الأزهر نشرها. ومن روائع محفوظ أيضا "مصر القديمة" (1936)، "همس الجنون" (1938)، "عبث الأقدار" (1939)، "رادوبيس" (1943)، "خان الخليلي" (1945)، "القاهرة الجديدة" (1945)" زقاق المدق (1947)، "بداية و نهاية" (1950)، "اللص والكلاب" (1961)، "السمان و الخريف" (1962)، "الطريق" (1964)، "الشحاذ" (1965)، "ثرثرة على النيل" (1966)، "ميرامار" (1967) وغيرها من الأعمال الروائية العظيمة.

تراث أدبي يجسد القيم المشتركة للإنسانية

Literaturnobelpreisträger Naguib Mahfus gestorben
علامات المرض واضحة على وجه نجيب محفوظصورة من: AP

إتسم أدب محفوظ بأسلوب البساطة التي تعكس هموم الناس العاديين والالتزام بقضايا الإنسانية. فالفن والأدب في نظر محفوظ "يعايش السعداء ولا يتخلى عن التعساء". عكس نجيب محفوظ، الذي ولد وعاش في أحياء القاهرة القديمة والبسيطة ( الجمالية و العباسية والغورية) وهي الأحياء التي كانت ملهمته في أعماله الأدبية، عكس حياة الطبقة المتوسطة في تلك الأحياء فعبر عن همومها وأحلامها، كما انه صور حياة الأسرة المصرية الصغيرة بوجه خاص والمجتمع المصري بشكل عام. لقد كان محفوظ يتميز بالقدرة الكبيرة على التفاعل مع القضايا المعاشة في الواقع المحيط حيث يقوم بإعادة إنتاجها في شكل أدبي. وفي فترة لاحقة أنتقل محفوظ من الواقعية الحية في إعماله لتتخذ رواياته، التي هي وليدة الواقع المعاش ومرآته، طابعا رمزيا كما في رواية " أولاد حارتنا" و "الحرافيش" و "رحلة ابن فطومة".

وعندما مُنح محفوظ جائزة نوبل للأدب عام 1988 كأول أديب عربي يحصل على هذه الجائزة، أخذ البعض يتساءل من هو نجيب محفوظ. ومع اعترافه هو شخصيا بشرعية ذلك التساؤل، فقد عرًف بنفسه قائلا: "أنا ابن حضارتين تزوجتا فى عصر من عصور التاريخ زواجا موفقا"، أولاهما عمرها سبعة آلاف سنة وهى الحضارة الفرعونية، وثانيتهما عمرها ألف وأربعمائة سنة وهى الحضارة الإسلامية.

أخيرا لا يسع المرء إلا أن يردد عبارة محفوظ التي تقول: "إن حـــزنا ســاعـة المـــوت أضعاف سرور ساعة الميلاد".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد