1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يحول اتفاق بوشهر دون تدويل ملف إيران النووي؟

٢٧ فبراير ٢٠٠٦

توصلت روسيا وإيران الى اتفاق مبدئي لحل أزمة الملف النووي الإيراني. ورغم تمسكها بموقفها في عدم الكف عن أنشطتها النووية فان طهران بدت متفائلة،على نقيض روسيا التي قللت من أهمية الاتفاق باعتباره خطوة صغيرة الى الأمام.

https://p.dw.com/p/82qW
نائب الرئيس الايراني غلام رضا اغا زاده مع كبير المفاوضين الروس كيرينكوصورة من: AP

يبدو ان العد التنازلي لاتخاذ إجراءات ملموسة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني قد أوشك على النهاية. وأمام ضيق الوقت تحاول روسيا إيجاد مخرج يجنب إيران التعرض إلى عقوبات دولية تبدأ بالاقتصاد. ويتوقع فرض هذه العقوبات بعد إحالة الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن عند اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من آذار/ مارس القادم. وقبل ذلك أُعلن عن اتفاق روسي-إيراني مبدئي على إقامة مشروع مشترك لتخصيب اليورانيوم. ومن شأن ذلك التخفيف من القلق الدولي المتنامي بما يتعلق بطموحات إيران النووية. كما سيقلل من الضغوطات الدولية عليها وهي التي لا ترى سببا للتراجع عن حقها في تخصيب اليورانيوم كما صرح علي حسيني تاش عضو المجلس الأعلى للأمن القومي. وأوضح تاش ان بلاده درست تداعيات كل قرار قد يصدر عن مجلس الأمن الدولي. وأضاف بان أي قرار محتمل من مجلس الأمن ضد "النشاطات النووية السلمية الإيرانية لن يكون له أي أساس قانوني". وهو ما يشير الشكوك حول جدية طهران في المفاوضات التي عقدتها مع الترويكا الأوروبية سابقاً ومع الجانب الروسي حاليا.

اتفاق مبدئي

Iran Atomkraftwerk Bushehr
مفاعل بوشهر النوويصورة من: AP

بعد جولة المحادثات التي جرت بين روسيا وإيران حول البرنامج النووي للأخيرة، تحدث كبير المفاوضين الإيرانيين في مدينة بوشهر عن اتفاق مبدئي تم هناك لإقامة مشروع مشترك بين البلدين لتخصيب اليورانيوم وعن خطوات هامة تم التوصل اليها خلال المحادثات. ويقوم الاتفاق على اقتراح روسي لحفظ مخزونات اليورانيوم المخصب بالشكل الذي يحول دون استخدامه في إنتاج أسلحة نووية. وفيما يتعلق بالاتفاق المبدئي الذي أعلنت عنه إيران قال رئيس الوكالة الذرية الروسية سيرجي كيرينكو، الذي ترأس الوفد المفاوض الروسي، انه تلقى بارتياح تصريحات نائب الرئيس الإيراني غلام رضا اغا زاده عن استعداد إيران المبدئي لإنشاء المشروع المشترك. ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن احد أعضاء الوفد الروسي المفاوض ان الاجتماعات في طهران أتاحت "القيام بخطوات صغيرة الى الأمام".

كما كان بناء مفاعل بوشهر النووي الذي تقوم روسيا ببنائه في الجنوب الإيراني احد محاور اللقاء بين الجانبين، إذ أوضح كيرينكو ان إعادة الوقود المستخدم في المفاعل الى روسيا هو جزء من الاتفاق الموقع بين البلدين قبل سنة، وشدد على ان الوضع في بوشهر "آمن تماماً" فيما يتعلق بمنع انتشار الأسلحة النووية. وسيكون المفاعل جاهزاً للعمل اعتباراً من العام القادم· ووفقا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين في شباط/فبراير الماضي فإن روسيا تضمن نقل الوقود النووي الى إيران من اجل استخدامه في مفاعل بوشهر لمدة عشرة أعوام، مع مطالبتها بإعادة النفايات النووية مرة أخرى من اجل تخزينها. ورغم عدم تحديد موعد رسمي من قبل البلدين إلا انه يتوقع أن يتم نقل الدفعة الأولى من الوقود النووي خلال العام الحالي · وتعتزم إيران مبدئيا البدء في الوحدة الأولى من مفاعل بوشهر التي تصل طاقتها إلى 1000 ميجاوات بنهاية الشهر الجاري لكن روسيا تقول إنه يتعين اتخاذ كل إجراءات السلامة قبل البدء في مرحلة الاختبارات التي تستمر ثلاثة أشهر على الأقل·ونتيجة للمشاركة الروسية فإن مفاعل بوشهر الذي يفترض أن يزيد قدرته على إنتاج الطاقة النووية لتصل إلى 7000 ميجاوات خلال السنوات العشر القادمة سيعترف به كمفاعل سلمي حتى من قبل الولايات المتحدة·

مناورة أخيرة أم خطوة جادة ؟

Nuklearanlage im Iran
الغرب يتهم إيران بعدم الشفافية فيما يتعلق بنشاطاتها النوويةصورة من: AP

ومن المقرر ان تستمر المحادثات في الأيام القليلة القادمة. غير أن سيرغي كيرينكو يرى ان على إيران اتخاذ المزيد من الخطوات الجادة، رابطاً نجاح الاتفاق بموافقتها على تعليق نشاطاتها النووية في تخصيب اليورانيوم على أراضيها. اللافت ان تخصيب اليورانيوم يمر بمراحل عدة تنتهي بإنتاج السلاح النووي، الامر الذي ما زالت طهران تنفيه مدعية ان الغرض من نشاطاتها تلبية الاحتياج المتنامي للطاقة. ورغم التفاؤل الإيراني بنتائج المحادثات فأن روسيا تبدو أكثر تحفظاً على النتائج. إذ اعتبر كيرينكو، الذي قال اليوم الاثنين في موسكو ان المفاوضات كانت صعبة ومعقدة وان الوقت المتاح لإنجاز الاتفاقات اللاحقة ضيقاً في إشارة الى اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيناقش ملف إيران النووي في السادس من آذار/مارس القادم.

ولكن بعض المراقبين يرون في المحادثات مناورة إيرانية من اجل كسب الوقت، حيث تُتهم إيران بالمماطلة في المباحثات التي سبق وان فشلت مع الترويكا الأوروبية من دون إبداء موقف واضح. ولكن كيرينكو مضى في تفاؤله الحذر قائلاً بأنه مقتنع في "بأن الامر ممكن". ويرى الكثير من المراقبين ان الاقتراح الروسي يعد فرصة أخيرة لإيران من اجل التوصل الى تسوية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجنبها إحالة ملفها النووي الى مجلس الأمن. الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيدا إحالة الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن. كما يدعمان الاقتراح الروسي مادام يضمن السيطرة على نشاطات إيران النووية.

محادثات نووية في اليابان

يبدو ان إيران عازمة على إدخال اكبر عدد من الممكن من الشركاء في مباحثاتها النووية في خطوة قد تفسر جديتها في التوصل إلى حل لنزاعها النووي مع الدول الغربية والولايات المتحدة. فقد وصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الى طوكيو في زيارة تستمر لثلاثة ايام. ونقلت وكالة رويتر للأنباء عن وزير الخارجية الياباني تارو اسو استعداده لإجراء مباحثات مع متقي لمناقشة تفاصيل الاتفاق الروسي الإيراني. وسيحاول اسو إقناع نظيره الإيراني باتخاذ موقف واضح يقلل من الشكوك المحاطة بطموحات بلاده النووية. الجدير بالذكر ان إيران تعد احد اكبر موردي طوكيو بالنفط الخام، إذ تحصل منها على نحو 500 ألف برميل يومياً. ورغم الاعتراضات الأمريكية مضت طوكيو قفي تطوير حقل أذربيجان النفطي جنوب إيران والذي يقدر محتواه بثاني اكبر احتياطي منفرد من النفط في العالم. وتبلغ كلفة التطوير نحو 1.7 مليار دولار. ولكن التصريحات الأخيرة لمتقي في طوكيو عن عدم نية بلاده وقف أبحاثها النووية قد تثبت ما ذهب إليه البعض عن عدم جدية إيران في التوصل الى حل يجنبها عقوبات مجلس الأمن.

وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد