1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"نظام الرئيس صالح بدأ يتآكل من الداخل"

٤ يونيو ٢٠١١

بعد فشل الوساطة الخليجية وتعليقها أخذت الأزمة اليمنية منحنياً جديداً وخطيراً باندلاع معارك عنيفة بين قوات حكومية ومقاتلي قبائل حاشد قتل وجرح خلالها العشرات، ما أثار المخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

https://p.dw.com/p/11UTa
هل أصبحت أيام صالح في الرئاسة معدودة؟صورة من: picture-alliance/dpa

شهد اليمن مؤخراً تطورات دراماتيكية، حيث اشتدت حدة القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي القبائل ولاسيما قبائل حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق الأحمر، الذي أعلن انضمامه إلى المعارضة وشباب الثورة المعتصمين في الساحات وأصبح من أشد معارضي الرئيس علي عبد الله صالح المطالبين برحيله. هذه التطورات وازدياد حدة العنف، دفعت المراقبين إلى دق ناقوس خطر انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، قد تطيح بالاحتجاجات والاعتصامات السلمية التي تشهدها البلاد.

المعارضة بدورها تقر بتأثير وانعكاس المعارك على ثورة الشباب السلمية والتشويش عليها، كما يقول د. محمد أحمد المخلافي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني المعارض. لكن المخلافي يستدرك في حديثه مع دويتشه فيله بأن المعارك لم تستطع حتى الآن من أن تحرف "الثورة السلمية عن سلميتها، وهي مستمرة. ولم يستطع نظام صالح أن يحرفها عن سلميتها" وتحويل الأنظار إلى حرب ومعارك عسكرية.

الشباب سيحافظون على سلمية الثورة

الشباب اليمني مستمر في احتجاجاته واعتصاماته السلمية في ساحات المدن الرئيسية سواء في الجنوب أو الشمال، وهم صامدون منذ أكثر من أربعة أشهر؛ مما أثار إعجاب الشعب اليمني والشعوب العربية الأخرى. أما مع تطور الأحداث فهناك من يخشى أن يترك الشباب ساحات الاعتصام والانضمام إلى مقاتلي القبائل. لكن المخلافي، لا يشاطر هذا الرأي ولا يعتقد أن الشباب سيتركون الساحات ويلجؤون إلى السلاح لحسم الأمور، والسبب في ذلك يعود إلى فترة صمودهم الطويلة في الساحات رغم القمع و"إطلاق الرصاص الحي عليهم وهم صامدون في أماكنهم" هذا بالإضافة إلى أن القوى السياسية الأساسية في البلاد ممثلة بقوى اللقاء المشترك "ليست طرفاً في أي مواجهات عسكرية وليس لديها النية في أن تصبح طرفاً مهما لجأ ما تبقى من نظام صالح إلى العنف ضد اليمنيين بمن فيهم كوادر هذه الأحزاب".

NO FLASH Unruhen im Jemen
إلى متى سيصمد الشباب في الساحات محافظين على سلمية الثورة؟صورة من: AP

وإذا كان الشباب سيصمدون في الساحات محافظين على سلمية ثورتهم واعتصامهم، فإن موقف مقاتلي القبائل يثير التساؤل حول إمكانية انجرارهم إلى القتال واللجوء إلى السلاح والدخول في صراع مسلح مع القوات الحكومية. المخلافي مطمئن ولا يشارك المتخوفين رأيهم في احتمال لجوء القبائل ومقاتليها إلى حسم الأمور عن طريق السلاح، إذ أن الكثيرين من شباب القبائل قد انضموا إلى الاحتجاجات والاعتصامات ويشاركون فيها بفعالية، أما المعارك وتبادلهم إطلاق النار مع القوات الحكومية التي مازالت موالية لصالح، فهو "دفاع عن النفس ويقولون بأنهم جزء من الثورة ومؤيدين للساحات وليست لهم أي مطالب خاصة". ويؤكد المخلافي أن نظام صالح بدأ "يتداعى ولهذا يسفك الدماء".

وباتت الدائرة تضيق على صالح وينشق المزيد من القادة العسكريين الكبار والوحدات القتالية الأساسية عنه، إذ أعلن قائد الفرقة المدرعة الـ33 في الجيش اليمني الجنرال جبران يحيى الحاشدي أيضاًً انشقاقه وانضمامه إلى صفوف المعارضة.

مقربون من صالح يودون التخلص منه

وتعرض صالح لمحاولة اغتيال في عقر داره، لدى تعرض مسجد قصر الرئاسة للهجوم، ولكنه نجا وأصيب في رأسه ورقبته، كما أفدات تقارير إعلامية. كما أكدت مصادر في الحكومة اليمنية إصابة رؤساء الوزراء ومجلس الشورى والبرلمان.

Jemen Protest gegen Regierung
الشيخ صادق الأحمر ألد خصوم صالح، من يضحك أخيراً يضحك كثيراًصورة من: picture-alliance/dpa

واتهم صالح آل الأحمر الذين يخوضون منذ أيام معارك دامية مع قواته باستهدافه متوعداً بمحاربتهم وملاحقتهم، جاء ذلك في تسجيل صوتي له بثه التلفزيون اليمني بعد الهجوم. لكن مكتب الشيخ صادق الأخمر نفى أي تورط لقبيلته في الهجوم الذي استهدف صالح. وأكد ذلك المخلافي أيضاً في حواره مع دويتشه فيله، إذ نفى تورط المعارضة أو القبائل في الهجوم على قصر صالح واستهدافه، متهماً الدائرة الضيقة المقربة من صالح بذلك، والتي تريد "التخلص من هذا الوضع لأن النهاية قد اقتربت". ويرى المخلافي في ذلك دليلاً على "تآكل نظام صالح من الداخل".

وإذا كان نظام صالح قد أصبح ضعيفاً ويتآكل من داخله وبات آيلاً للسقوط، فعلى ماذا يراهن بعد ويستمر في موقفه الرافض للرحيل؟ على ذلك يجيب المخلافي بالقول أنه يعتمد على "ما تبقى من القوى والأجهزة الأمنية والعسكرية الموالية له، تلك التي يقودها أبناؤه وأبناء أخيه فقط".

أما عن مستقبل البلاد السياسي فإن المخلافي متفائل، حيث توجد قوى سياسية "حية مستعدة للتغيير ولديها رؤية واضحة لما يجب القيام به ولديها تصور كامل لبناء دولة ديمقراطية حديثة" ولها قاعدة واسعة ولديها برنامج موحد منذ سنوات. لكن المواطنين سيعانون خلال المرحلة الراهنة من نقص خدمات المياه والكهرباء وغيرها، وستستمر هذه المعاناة المؤقتة حتى يرحل صالح ويسقط نظامه.

عارف جابو

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات