1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشاركة المسلمين في انتخابات ولاية شمال الراين ـ وستفاليا

٩ مايو ٢٠١٠

شهدت الحملة الانتخابية في ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا الألمانية نشاطا مكثفا لحث المسلمين وذوي الأصول الأجنبية على المشاركة حتى يستطيع هؤلاء التأثير في القرارات والدفاع عن مصالحهم وتصحيح الصورة النمطية عنهم.

https://p.dw.com/p/NIyf
مشاركة المسلمين في العملية الانتخابية تضمن لهم الدفاع عن مصالحهم (صورة من الإرشيف)صورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

أكثر من نصف المسلمين المقيمين في ألمانيا، سواء كانوا من أصول مهاجرة أو مولودين فيها، يحملون على الجنسية الألمانية ويحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. إلا أنه، وبالرغم من ازدياد عدد الألمان المسلمين، فإن إقبالهم على المشاركة في الحياة السياسية لا يزال محدوداً، وهو ما دفع بعدد من المنظمات الإسلامية في ألمانيا لتنظيم مبادرات هدفها حث أكبر عدد ممكن من الناخبين المسلمين على الإدلاء بأصواتهم.

تأثير ملحوظ... لكن بشروط


وأثناء الحملة الانتخابية في ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا الألمانية، والتي يقطنها حوالي مليون ألماني مسلم، قام عدد من الجمعيات الإسلامية بحملات لتوعية الناخبين المسلمين في الولاية بالبرامج الانتخابية للأحزاب المتنافسة، إضافة إلى استعراض مواقف هذه الأحزاب تجاه القضايا التي تهم الألمان المسلمين. فعلى سبيل المثال أصدر المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا دليلاً للناخبين المسلمين على موقعه على شبكة الإنترنت، يتضمن أهم القضايا التي تهمهم وآراء المرشحين لمنصب رئاسة وزراء الولاية إضافة إلى ما تحويه البرامج الحزبية المختلفة في هذا الصدد. ويشتمل هذا الدليل، والمسمى "بوصلة الناخب المسلم" على عشرين سؤالاً تتطرق إلى عدة مواضيع كحرية الأديان أو الاندماج أو التمييز.

Tag der Offenen Moschee - Bekir Alboga
مسؤول حوار الأديان والثقافات في الجمعية الإسلامية التركيةصورة من: picture-alliance/ dpa

من ناحية أخرى يقول بكر إلبوغا، مسؤول حوار الأديان والثقافات في الجمعية الإسلامية التركية، وهي واحدة من كبريات الهيئات الإسلامية في ألمانيا، ، بأن إدلاء مسلمي ألمانيا بأصواتهم في الانتخابات مهم وذلك لأنهم "مواطنون في ألمانيا وعليهم المشاركة في صنع القرارات السياسية فيها"، مؤكداً أن أي مشاركة فاعلة للمسلمين في الانتخابات سيكون لها تأثير واضح على النتائج، بشرط أن يركز الناخبون المسلمون أصواتهم على حزب ما أو موضوع ما.

أما فيما يتعلق بالمواضيع التي تهم الناخب المسلم في شمال الراين ـ ويستفاليا، فيشير إلبوغا إلى أن "المسلمين يرغبون في أن يتقبلهم المجتمع الألماني وأن يكون أطفال المسلمين قادرين على تعلم شؤون دينهم بشكل رسمي في المدارس الحكومية بالولاية".

حزب يمثل المسلمين


وفي هذا السياق قام عدد من التجمعات الانتخابية في مدن كولونيا وبون وغلزينكيرشن في ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا بالاندماج وتشكيل حزب لخوض انتخابات الولاية. ويدعى الحزب الجديد تحالف الإبداع والعدالة أو BIG، وتتألف غالبية مرشحيه من ألمان مسلمين أو ذوي أصول مهاجرة.

Pressekonferenz BIG
الأعضاء المؤسسون لتحالف الإبداع والعدالة، وهو حزب يتألف في معظمه من ألمان مسلمين وذوي أصول مهاجرةصورة من: BIG

ويأمل أمين بونغارتز، أحد المرشحين، من خلال الحزب أن يكون قادراً على طرح المواضيع التي تهم الألمان من أصول مهاجرة بشكل عام، والمسلمين منهم بشكل خاص، على أعلى المستويات السياسية في البلاد، بدءاً بمستوى شمال الراين ـ وستفاليا، وانتهاء بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية على المستوى الاتحادي، مؤكداً أن الحملة الانتخابية لحزب BIG "تركز بشكل كبير على الناخبين المسلمين، عن طريق تنظيم زيارات للمساجد وللجمعيات الإسلامية من أجل توعيتهم بأفكارنا وإقناعهم بها".

إبراز الصورة الحقيقية للإسلام

ومن الملفت للنظر، بحسب بونغارتز، أن عدداً كبيراً من الناخبين المسلمين في الولاية لا يدلون بصوتهم، وذلك أن العديد منهم "يشعرون بأن السياسات التي تنتهجها الحكومة لا تخدم سوى الألمان فقط، وأن اهتماماتهم تبقى على الهامش".

وعادة ما يصوت الناخبون المسلمون الذين يشاركون في الانتخابات لصالح حزب الخضر أو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وذلك لانسجام بعض النقاط في البرامج الانتخابية لتلك الأحزاب مع مواضيع تهمهم.

ويلخص أمين بونغارتز اهتمامات الناخب المسلم في عدة موضوعات من أهمها كيفية تبديد الخوف من الإسلام لدى الألمان وتوضيح الفرق بين الإسلام الإرهاب. كذلك محاولة تصحيح الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام والتي"تعطي الجوانب السلبية للإسلام حيزاً أكبر في تغطيتها وتتجاهل جوانبه الإيجابية". ويأمل مسلمو ألمانيا ـ وفقا بونغارتز ـ في أن ينجحوا في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام من خلال المشاركة في العملية السياسية".

الكاتب: ياسر أبو معيلق

مراجعة: عبده المخلافي