1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مستقبل مشترك للطب وتكنولوجيا المعلومات

٣ ديسمبر ٢٠٠٥

تطبيق العمل بالبطاقة الإلكترونية الجديدة الخاصة بالتأمين الصحي سيسهل العلاقة بين الطبيب والمريض، غير أنه سيثير جدلا كبيرا في قطاع الصحة. ألمانيا تدرس إمكانية تطبيقه رغم التحفظات تجاهه.

https://p.dw.com/p/7QQt
مستقبل الطب والبرمجياتصورة من: AP

فرضت التقنيات الحديثة عدد من الاختراعات التي ترمي إلى تقديم خدمات جديدة، من بينها الإختراع الذي قدمه ستيف كازه مؤسس الشركة الأمريكية للإعلاميات AOL والمدير السابق لها، المتمثل في البطاقة الإلكترونية الخاصة بنظام الصحة، والذي يشكل بديلا عن نظام البطاقات المعمول به إلى حد الآن لدى مؤسسات التأمين الصحي. ويعتبر عدد من الخبراء الاختراع الجديد بمثابة ثورة في نظام الإعلاميات والصحة، والذي سيحول هذا الأخير من نظام إداري إلى نظام تجاري. غير أن تطبيقه يحتاج إلى تجهيزات عالية، خلفت جدلا كبيرا في ألمانيا التي تبدو أنها عازمة على تطبيقه.

نظام التتبع والمراقبة عن بعد

Steve Case
ستيف كيسصورة من: AP

يعتبر هذا النظام رابط مشترك بين الطب وتكنولوجيا المعلومات، ولتحقيق هذا الهدف وجب تطوير نموذج لبطاقات التأمين الصحي يوفر نقل المعلومات، وكذا توفير أنظمة وأجهزة الكترونية. إن هذا النظام لا يقوم فقط بتخزين المعلومات الإدارية الخاصة بالشخص بل أيضا الأعراض المرضية التي يعاني منها وكذا مراحل تطورها، بحيث يستطيع مثلا المتخصصون والأطباء تبادل المعلومات فيما بينهم، بغض النظر عن مكان تواجدهم. كما أن هذا النظام يوفر أيضا إمكانية الاتصال المباشر بين المريض وطبيبه حتى وإن كان ببيته، بحيث يستطيع الطبيب أن يعاين حالته ويقدم له النصائح الضرورية. ويعتقد خبراء الإعلاميات أن هذا النظام سيحسن من تدفق المعلومات والخدمات الطبية من جهة، وسيساهم في نقص المصاريف من جهة ثانية.

.

ألمانيا والنظام الجديد

Privatklinik
تواصل عن طريق الأنترنيت بين مريض وطبيبهصورة من: AP

يرى شتيفان هينغ وهو خبير ألماني في تكنولوجيا المعلومات أن هذا النظام ساري به العمل في كل مكان باستثناء ألمانيا. غير أن تطبيقه في ألمانيا خلف جدلا كبيرا بين الفاعلين الأساسيين في هذا المجال. فهيئة الأطباء مثلا تتردد في تطبيق هذا النظام نظرا لقانون حماية المعلومات وللسر المهني للطبيب، في حين تولي مؤسسات التأمين الصحي كامل اهتمامها بالتكاليف المادية التي تقدر بحوالي 1.5 مليار يورو، مما دفع بأحد المتخصصين في البرمجيات ووسائل الاتصال الجديدة إلى طمأنة هذه المؤسسات بجدوى الدخول في هذا السوق العملاق الذي سيمكن من تغطية هذه المصاريف خلال سنوات قليلة. ويشكل هذا التردد محط إزعاج لشركات البرمجيات التي تتخوف من ضياع الفرصة عليها وعلى ألمانيا للدخول إلى هذا السوق الذي يشكل عاملا مهما لنمو اقتصادي قوي. وتشير عدد من المؤشرات على أن الحكومة الفدرالية الألمانية عازمة على تطبيق هذا النظام بأسرع وقت ممكن. مما يشكل في نظر شركات البرمجيات ثورة في نظام الصحة الألماني.

أين العرب من هذا النظام

CeBit 2005: Gesundheitskarte
وزيرة الصحة الألمانية وفي يدها نموذج البطاقة الجديدةصورة من: AP

إن تحديات العولمة والتطورات الجارية بسرعة تفرض على العالم العربي التحرك لمواكبة هذا المد الجارف من الاختراعات، وان كانت الدول العربية ستجد نفسها دائما تابعة للدول الصناعية، فانه من السابق لأوانه الحديث عن هذا النظام الجديد وإمكانية تطبيقه. إن اغلب هذه الدول لا تتوفر حتى على نظام التغطية الصحية، وان وجد فهو اختياري يعيش اغلبه مشاكل بيروقراطية تزيد من عزلته وانحصاره على كبار الموظفين.

محمد مسعاد