1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

evangelisch katholisch

٢١ سبتمبر ٢٠١١

يقوم البابا بنديكت السادس عشر، رأس الكنيسة الكاثوليكية بزيارة لألمانيا، بلد الإصلاح الكنسي الكبير، حيث انشقّ في القرن السادس عشر مارتن لوثر عن الكنيسة الكاثوليكيّة وأسّس الكنيسة البروتستانتية. فما الفرق بين الكنيستين؟

https://p.dw.com/p/12dLS
صورة من: AP

منذ عام 1517 بدأ الراهب مارتن لوثر يسعى إلى إصلاح الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي كان ينتمي إليها. ولكنّه عندما فشل في عملية الإصلاح، أسّس تدريجيا كنيسة جديدة وهي الكنيسة الإنجيلية. معظم الأمور التي سعى لوثر إلى إصلاحها داخل الكنيسة وفشل في الوصول إلى مرامه، هي نفسه نقاط الاختلاف التي ما زالت تميز حتى اليوم الطائفتين عن بعضهما البعض. ونذكرهنا بعض أهمّ هذه النقاط:

إدراك معنى الكنيسة


في ما يتعلق بمفهوم كينونة الكنيسة وطبيعتها نجد تصورات مختلفة بين الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية. فالكنيسة الكاثوليكية ترى في ذاتها الكنيسة الوحيدة الحقيقية الوحيدة حول العالم تحت رئاسة بابا الفاتيكان.

على العكس من ذلك لا نجد لدى الإنجيليين اعتقاداً بوجود كنيسة موحدة، وهم ينظرون لجميع الكنائس المسيحية على أنها متساوية.


الكرسي البابوي


لكن الإنجيليين لا يبدون متسامحين فيما يتعلق بنظرة الكاثوليك إلى الكرسي البابوي، وهم يبررون ذلك بأن سلطة البابا تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس.

أمّا الكاثوليك فهم يرون في شخص البابا خليفة للقديس بطرس الرسول، الذي كلفه المسيح برعاية الكنيسة، وبالتالي يكون الكرسي البابوي معينا من السيد المسيح. ويبرر الكاثوليك هذا الاعتقاد بأنّ تكريس البابا مستمر منذ فجر القرن الأول بعد الميلاد وحتى وقتنا الحاضر.

إدراك معنى الكرسي البابوي


إنّ استمرارية ما يعرف باسم "الخلافة الرسولية" أي الكرسي البابوي يأخذ، بشكل عام، أهمية روحية داخل الكنيسة الكاثوليكية. فبسرّ الكهنوت يُعطى كلٌّ من الأساقفة والكهنة والشمامسة روحانية ربّانية خاصة لخدمة الكنيسة. ولذلك تكون خدمة القساوسة والمكرسين أعلى من خدمة العلمانيين بالنسبة للكاثوليك.


أمّا في الكنيسة الإنجيلية فلا يوجد كرسي بابوي أو أية مهمة روحية لشخص ما. والعمل الكهنوتي هو مجرد وظيفة، أرادها الله. ومن حيث المبدأ لا يكون الأمر مقتصراً على أشخاص معينين فقط، وإنما يمكن تطبيق هذه الدالة على كل مؤمن.


القربان المقدس أو العشاء السري


Papst eröffnet das Paulus-Jahr
صورة من: picture-alliance/dpa

أحد الفروق الكبيرة والمؤثرة سلباً بشكل كبير على الحوار المسكوني، يتعلق بمفهوم سر الإفخارستيا، أو سر القربان المقدس. وتعود جذور هذا الطقس في التقليد المسيحي إلى العشاء الأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه عشية صلبه.

والطوائف مختلفة في تفسير هذا السرّ الديني. فعند الكاثوليك لا يحق إلاّ للقساوسة أن تقديّم القربان المقدّس، لأنه وحده باسم يسوع المسيح قادر على تحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه . ولا يسمح إلا للكاثوليك بالتناول من هذا السر المقدس.

وعلى العكس من ذلك يحق لدى الإنجيليين لكل معمّد المشاركة في تقديم القربان المقدس إلى المؤمنين. وهذا هو سبب رفض الجانب الكاثوليكي في مشاركة الإنجيليين في العشاء السري وفي تقديم القربان المقدس في صلاة واحدة.

عدا عن ذلك هناك اختلاف بين الطائفتين في مفهوم القربان المقدس، فعند الكاثوليك يكون تقديم القربان المقدس بمثابة تكرار لذبيحة يسوع المسيح وتضحيته من أجل خلاص البشر، وعند الإنجيليين هو فقط عبارة عن إحياء ذكرى موته وقيامته، ويكون بذلك جمع المشاركين في تقديم القربان المقدس هو الأساس.



مريم العذراء، تبجيلها وقداستها

Flash-Galerie Mieter und Vermieter
صورة من: Fotolia/zipo3

الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تبجّل مريم العذراء، والدة المسيح، وتقدّسها وتعتبرها "ملكة السماء". وبما أنه لا يوجد دليل قاطع في الكتاب المقدس يؤكّد هذه السمات أو يؤكد العقائد التي تقول إنّ مريم العذراء تخلصت من الخطيئة الأولى أو أنها صعدت إلى السماء بالجسد، فالأمر يواجه رفضاً من جانب الإنجيليين.

عدا عن ذلك، فإنّ الكنيسة الكاثوليكية تمارس تبجيل القديسين، حيث ترجو من رحل من البشر عن دنيانا وطُوِّب بعد موته قديساً الشفاعة للمؤمنين عند الرب. وينتظر كثير من المؤمنين معجزات أكثر من أربعة آلاف من القديسين ويتشفعون بهم.

ومن ناحيتها ترفض الكنيسة الإنجيلية تبجيل القديسين رفضاً قاطعاً مبررة ذلك بأن ليس له وجود في الكتاب المقدس. وحسب الكنيسة الإصلاحية يجب على كل مؤمن أن يصلي مباشرة للرب وأن يطلب منه الشفاعة مباشرة.

إلزامية البتوليّة


إنّ حياة البتوليّة بعيداً عن كل ملذات الحياة كالزواج وممارسة الجنس يعرف عند كثير من الأديان وكذلك عند الكاثوليك والإنجيليين. ولكنه في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية واجب إلزامي للكهنة وللأساقفة، إذ ينظر إليه على أنه خليفة ليسوع المسيح.


لكن الكنيسة الإنجيلية ترفض إلزام القساوسة بحياة البتوليّة. ففي عام 1520 دعا مارتن لوثر إلى إلغاء هذا القانون. وفي عام 1525 ساهم بنفسه في خرق هذا الواجب الكنائسي وتزوج من الراهبة السابقة كاتارينا فون بورا وأسّس معها أسرة. وفي الوقت نفسه أوجد الراهب الإصلاحي "بيت القسيس الإنجيلي"، والذي ما زال قائماً إلى يومنا هذا وأضحى سمة من سمات الكنيسة الإنجيلية. والجدير بالذكر أنّ البتوليّة ما زالت موجودة في الكنيسة الإنجيلية، ولكنّه أمر طوعيّ ويمارس حتّى الآن في بعض الرعيات.

كلاوس كريمر/فؤاد آل عود

مراجعة: سمر كرم