1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"ليس الإسلام من يزرع العنف لدى أبناء المسلمين في ألمانيا"

٦ يونيو ٢٠١٠

حذرت دراسة ألمانية حديثة، شملت 45 ألف تلميذا تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما، من تنامي ظاهرة العنف لدى هذه الفئة العمرية من المسلمين. القائمون على الدراسة أكدوا أن سبب هذه الظاهرة لا علاقة له بالإسلام وإنما بطريقة توصيله.

https://p.dw.com/p/Nj1J
دراسة ألمانية تحذر من تنامي ظاهرة العنف لدى المراهقين المسلمين في ألمانياصورة من: picture-alliance/ dpa

حذرت دراسة ألمانية حديثة من تنامي ميول العنف لدى الشباب المسلمين في ألمانيا. كما أظهرت الدراسة، التي أجرتها وزارة الداخلية الألمانية بالتعاون مع معهد الأبحاث الجنائي بولاية سكسونيا السفلى، أن لدى هذه الفئة أيضا ميولا إلى تقبل الثقافات الذكورية واستخدام وسائط إعلامية تتضمن مشاهد للعنف، مثل الأفلام وألعاب الكمبيوتر.

وشملت الدراسة، التي أجريت خلال الفترة بين 2007 و2008، 45 ألف تلميذ في الصف التاسع، تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما، موزعين في 61 مدينة ومنطقة في مختلف أنحاء ألمانيا. واستعان القائمون على الدراسة، التي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منها أمس السبت (05 حزيران / يونيو) ونشرتها كذلك صحيفة زود دويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung)، بآراء البرفسور رؤوف جايلان، عالم الدين والمنحدر من أصول تركية، لتوضيح سبب تنامي ميول العنف لدى هذه الفئة العمرية من الشباب المسلمين.

ويعزو جايلان ذلك إلى أن معظم الأئمة المسلمين في ألمانيا يروجون لإسلام متشدد، كما يدعمون فكرة التقوقع داخل الأصول العرقية، أي أنهم لا يروجون لفكرة الانفتاح والاختلاط بشباب آخرين لا ينتمون إلى نفس العرق أو بلد الأصل أو الجنسية. كما أشار الخبير المتخصص في العلوم الدينية إلى أن هؤلاء الأئمة لا يقيمون بشكل دائم في ألمانيا، أي قدموا من الخارج للإقامة في في البلاد لفترات زمنية محدودة أو وجيزة، ولا يجيدون اللغة الألمانية، وبالتالي لا يربطون أي علاقة إيجابية مع الثقافة الألمانية.

وأوضح جايلان أن الهيمنة الذكورية أمر بديهي بالنسبة لغالبية هؤلاء الأئمة، مضيفا أن تعاليمهم تدعم وجهات النظر تلك لدى الشباب المسلمين. وقال جايلان، ردا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه "يتعين تسليط الضوء على الكثير من العوامل لتوضيح نتائج الدراسة".

"المشكلة ليست في الإسلام"

Kinder im Alter zwischen sieben und 15 Jahren der Ahmadiyya-Muslim-Gemeinde nehmen in der Moschee in Berlin-Reinickendorf am Islam-Unterricht teil.
القائمون على الدراسة يحملون بعض الأئمة المسؤولية في نشر فكر متشدد ودعم ظاهرة العنف لدى المراهقين المسلمين في ألمانياصورة من: dpa

من جهته، حذر المشرف على الدراسة، كريستيان بفايفر، من تعميم هذه الظاهرة على كل المسلمين، كما حذر من أن يُحمّل الدين الإسلامي المسؤولية في ظاهرة تنامي العنف لدى هذه الفئة العمرية من أطفال العائلات المهاجرة. وأكد بفايفر أن المسؤول عن تلك الظاهرة ليس الإسلام نفسه، بحيث قال: "هذه ليست مشكلة الإسلام ، بل طريقة توصيله" لهؤلاء. كما أكد وزير الداخلية الألماني ، توماس دي ميزير ، في معرض رده على استفسار، على ضرورة طرح نتائج تلك الدراسة للمناقشة في مؤتمر الإسلام في ألمانيا.

وتهدف الدراسة إلى معرفة مدى تأثير الانتماء الديني والتدين الشخصي على آراء وتصرفات الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 عاما وعلى اندماج الشباب المنحدرين من أصول مهاجرة أيضا.

Deutschland Islam Konferenz Religionsunterricht
نسبة بسيطة من التلاميذ المسلمون يتطلعون إلى إتمام تعليمهم والحصول على الثانوية العامة!صورة من: picture-alliance/ dpa

وتبين من خلال الدراسة أن ميول العنف لدى الشباب المسيحي، خاصة المتدينين منهم، منخفضة، في حين ترتفع لدى الشباب المسلمين الذكور. من ناحية أخرى، أظهرت الدراسة أن أبناء المهاجرين الذين لا يعتنقون ديانة معينة هم أفضل المجموعات اندماجا في المجتمع الألماني.

فجوة بين المهاجرين ومجتمعهم الجديد

وذكر القائمون على الدراسة أن نسبة 41.2 بالمائة من المجموعة الني خضعت للدراسة تتطلع لمواصلة التعليم والحصول على شهادة الثانوية العامة، وبأن 62.9 بالمائة منهم يقيم علاقات صداقة مع ألمان.

وأفادت الدراسة أن 66.1 بالمائة من فئة الشباب، الذين لا يعتنقون أي ديانة يشعرون بأنهم ألمان. وفي المقابل، يختلف الأمر مع فئة الشباب المسلم، الذين أجريت عليهم في هذه الدراسة. فنسبة 15.8 بالمائة منهم فقط تتطلع إلى إنهاء المرحلة الثانوية، ويربط 28.2 بالمائة منهم علاقات صداقة مع ألمان، بينما يشعر 21.6 بالمائة منهم فقط بأنهم ألمان.

وعن هذه النتائج، نقلت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ عن كريستيان بفايفر، المشرف على الدراسة، أن من ضمن أسباب ظاهرة تنامي العنف لدى هذه الشريحة العمرية وكذلك ميولهم إلى ربط علاقات مع أبناء جلدتهم يعود أيضا إلى "إقصاء بعض الألمان للمسلمين"، الأمر، الذي يزيد من عمق الفجوة التي تفصل الطرفين عن بعضهما بعضا ويعرقل عملية اندماج المسلمين في المجتمع الألماني.

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد