1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Dialog Porträts Migranten

٢٧ ديسمبر ٢٠١٠

استحوذ موضوع الاندماج في ألمانيا في الآونة الأخيرة على اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية. وسعيا منه لإغناء النقاش حول هذا الموضوع اختار أحد الفنانين السوريين الرسم كوسيلة لتسليط الضوء على واقع الشباب الأجنبي في ألمانيا.

https://p.dw.com/p/zqT5
مريستاني أثناء رسمه للمغربية وسيمة آيت أوفقير المقيمة في ألمانياصورة من: Omar Hairani

راودت الفنان التشكيلي السوري الأصل والألماني الجنسية طارق مريستاني منذ فترة طويلة فكرة رسم صور لشباب ألمان من أصول أجنبية، وتقديمها في معرض خاص. غير أن بوادر هذه الفكرة لم تر النور إلا مؤخرا عندما اختار هذا الفنان البالغ من العمر ستين عاما مدينة برلين للإقامة فيها، قادما إليها من ولاية سكسونيا السفلى وسط ألمانيا.

و ساهمت برلين المعروفة بتنوع ثقافة سكانها واحتضانها لأجانب من جنسيات مختلفة في توفير الأرضية الملائمة للمريستاني للبدء في تنفيذ مشروعه. ودفعته إلى ربط اتصالات بأصدقائه ومعارفه، وإلى القيام بزيارات للأحياء السكنية التي يعيش فيها عدد كبير من الأجانب من أجل إقناع الشباب بالمشاركة في معرضه. وفي هذا السياق يؤكد ماريستاني أن هدفه من هذا المشروع هو بناء جسر للتواصل بين المجتمع الألماني والشباب من أصول أجنبية، وأضاف في حديث له مع دويتشه فيله، بأن "من شأن مثل هذه المبادرات أن تساعد على قيام حوار مبني على الوقائع والحقائق، ولا يخضع للمزاجية والأحكام المسبقة".

تجاوز الصور النمطية

Flash-Galerie Tarek Marestani
مريستاني يأمل بأن يساهم معرضه في إغناء النقاش حول واقع اندماج الأجانب في ألمانياصورة من: Tarek Marestani

وتمكن مريستاني حتى الآن من إقناع خمسة عشر شخصا للمشاركة في مشروعه، من بينهم المغربية وسيمة آيت أوفقير البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما والتي تدرس بإحدى المدارس الثانوية بمدينة هامبورغ. وعن الدافع وراء موافقتها للمشاركة في هذا المشروع قالت وسيمة، التي تمارس بدورها الرسم وتنشط في إحدى الفرق المسرحية، بأنها تريد من خلال ذلك تقديم صورة مشجعة عن موضوع اندماج الأجانب في المجتمع الألماني، حتى لا تبقى هذه الصورة مقتصرة على النماذج السلبية فقط. وهو نفس الهدف الذي يسعى إليه القائمون على هذا المعرض والجهات الداعمة له، إذ يعتبر مدير معهد هامبورغ للدراسات الشرقية أودو شتاينبرغ الذي يقف وراء فكرة تنظيم هذا المعرض، أن فئة الشباب في ألمانيا بمن فيهم الأجانب، هم رجال الغد وحاملي مشعل التقدم في المستقبل، وبالتالي "فمن المهم أن تمنح الفرصة لهؤلاء الشباب لتحقيق النجاح بدل الحكم عليهم بالفشل بدون ذنب، سوى كونهم أجانب".

وحتى يعكس معرض الصور هذا، التنوع الموجود في جنسيات الأجانب المقيمين في ألمانيا، لم يقتصر مريستاني على الأطفال والشباب العرب والأتراك، وإنما اختار كذلك شبابا من جنسيات أخرى مثل الفيتنام والصين لتقديمهم في معرضه والذي سيشمل ثلاثين لوحة زيتية رسمت عليها صور لشباب من أصول أجنبية مقيمين في ألمانيا. وقبل أن يبدأ مريستاني في الرسم يجري حوارات مطولة مع الأشخاص الذين اختارهم ومع والديهم. وذلك حتى"يتمكن من رسمهم في صورة تعكس أحلامهم وشخصياتهم".

تفعيل النقاش حول اندماج الشباب الأجنبي

Tarek Marestani Künstler Berlin
مريستاني إلى جانب إحدى لوحاته.صورة من: picture alliance/dpa

ولا تعتبر مسألة إدراج مواضيع اجتماعية في قالب فني وطرحها للنقاش، فكرة جديدة عن المجتمع الأوروبي، بل إن القرن التاسع عشر والعشرين حفلا أيضا كما يرى شتاينبيرغ بأعمال فنية مختلفة، كانت تتطرق للمشاكل الاجتماعية القائمة آنذاك، وتدفع الناس للنقاش حولها. وهو ما يأمله شتاينبرغ من خلال لوحات مريستاني التشكيلية أيضا، فهو يعتبر أن تقديم الأجانب الشباب في صور تشكيلية، سيدفع الزائرين إلى إمعان النظر فيها، ومن تم طرح التساؤل عن المقصود من هذه الصور وهو "ما يمكن أن يولد لديهم أيضا تساؤلا عن هؤلاء الشباب ونظرة المجتمع إليهم".

وينتظر أن ينتهي مريستاني من رسم لوحاته نهاية العام المقبل، ليتم بعد ذلك تقديمها في معرض متنقل في كل من برلين وهامبورغ تليها معارض مماثلة في مدن ألمانيا أخرى. كما يخطط القائمون على هذا المشروع تنظيم حوارات حول موضوع الاندماج على هامش المعرض، وإجراء ندوات وحوارات حول موضوع الاندماج في ألمانيا ودور الشباب الأجنبي فيه.

زابينه ريبيرغه/ هشام الدريوش

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد