1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لجنة تحكيم شابة تختار أفضل الألمانية المشاركة في البرليناله

سمر كرم١٨ فبراير ٢٠٠٧

على هامش مهرجان برليناله، وفي فاعلية تهدف في المقام الأول إلى تعزيز الحوار الثقافي الألماني الفرنسي، تختار لجنة تحكيم مكونة من شباب فرنسيين وألمان أفضل الأفلام الألمانية المشاركة في مهرجان برلين.

https://p.dw.com/p/9rz6
أعضاء لجنة التحكيم الشباب مع رئيسة اللجنة المونتيرة الألمانية ماتيلدا بونفويصورة من: Hans Faun

منذ عام 2005، يقوم المركز الألماني الفرنسي بالتعاون مع القناة الفرنسية الخامسة TV 5 وإدارة مهرجان برلين السينمائي بتنظيم فعالية "آفاق الفيلم الألماني"، حيث يتم اختيار عدد من الشباب الفرنسيين والألمان المهتمين بالسينما ليكونوا لجنة تحكيم خاصة تختار "أفضل فيلم ألماني" خارج مسابقة البرلينالة الرسمية.

وفي حوار مع موقعنا تحدث هارالد شميدت، مدير قسم المجتمع والمستقبل بالمركز الألماني الفرنسي، عن هدف هذا المشروع: "لقد لاحظنا أن الأفلام من الوسائل الجذابة للشباب، وهي بالتالي طريقة جيدة لتقوية العلاقات الفرنسية الألمانية. وفي الوقت نفسه، نهدف من خلال هذه الفعالية الخاصة أن يتعرف الشباب الفرنسي على السينما الألمانية والعكس. والفرصة متوفرة بشكل كبير لهذا الأمر في المهرجانات العالمية، حيث يمكن للمشاركين مشاهدة عدد كبير من الأفلام من كل الثقافات".

السينما فرصة للتبادل الثقافي

ولدت فكرة المشروع مع التطور الكبير لعالم السينما ودخوله عالم الشباب اليومي، ودعت إليها القناة التلفزيونية الفرنسية TV5، وتحمس لها المركز الذي نشأ لتقوية العلاقات بين الشباب من البلدين لأنه وجد في السينما مجالاً مفتوحاً للتبادل الثقافي. وفي كل عام يتم اختيار عدد من الشباب المهتمين بالسينما من الدولتين ليكونوا لجنة تحكيم، تختار أفضل فيلم ألماني من أفلام المخرجين الشباب وتمنحه جائزة "آفاق الحوار". ويعتبر شميدت أن هذه المشاركة الشبابية شديدة الارتباط بالمهرجان إذ يقول: "هذه اللجنة مدمجة بالفعل في فعاليات المهرجان وأكبر دليل على ذلك هو أن جائزة فعالية "آفاق الفيلم الألماني تمنح فقط من قبل لجنة التحكيم المكونة من الشباب. كما يتم تقديمهم في افتتاح المهرجان والتعريف بهم، فهم بالفعل جزء من المهرجان ونحن فخورون جداً بذلك".

منافسة قوية ولجنة تحكيم قوية

Filmszene Das Parfum Die Geschichte eines Mörders
لقطة من فيلم "العطر"، وكان على المرشحين تقديم نقد عنهصورة من: 2006 Constantin Film, München

وكما أن شميدت فخور بالمشروع فهو فخور أيضاً بلجنة التحكيم، ومستمتع باللقاءات والمناقشات التي تجري بين أعضائها حول الأفلام المشاركة ويقول في هذا الإطار: "الأعضاء متحمسون جداً، كما أن التنوع في المجموعة كبير: فهم من أعمار وثقافات مختلفة، بالإضافة إلى خلفيتهم السينمائية الرائعة التي تجعل المناقشات بينهم مجدية، ومن ناحية أخرى لا شك أن العين الفرنسية لا ترى ما تراه العين الألمانية وهو ما يجعل الحوار غنياً". لكن اختيار أعضاء اللجنة لم يكن أمراً سهلاً كما يؤكد، فقد تقدم أكثر من 120 شاب وشابة للاختبار، كانوا كلهم على مستوى عال من الثقافة السينمائية أو يعملون بالفعل في المجال السينمائي. وكان على هؤلاء الشباب كتابة نقد عن فيلم "العطر Das Parfum "، كما كان عليهم إجابة بعض الأسئلة.

ونجح سبعة منهم في تخطي هذا الاختبار الصعب، أربعة من فرنسا وثلاثة من ألمانيا. أما أصغرهم سناً فهو أنتون لودفج، وهو مازال تلميذاً يبلغ من العمر 18 عاماً، لكنه بالرغم من ذلك أنجز بالفعل عدداً من الأفلام القصيرة مع مجموعة من أصدقائه. وبالطبع تعد تجربة المشاركة في مهرجان عالمي فرصة لا تعوض بالنسبة إلى شباب في بداية حياتهم الفنية قال عنها المشارك الألماني ميشائيل هاك في حديث لموقعنا: "لقد حضرت البرليناله من قبل كطالب في الجامعة، لكن الأمر مختلف تمامأ الآن، فالآن يمكنني رؤية ما يجري خلف كواليس المهرجان. وكذلك التركيز على فعالية واحدة يعطي عمقاً مختلفاً للتعرف على الأفلام". أما المشاركة الفرنسية أورور جيرودون فتقول: "أعتقد أن هذا المشروع رائع. فالتعرف على طريقة تعامل السينمائيين الشباب مع المواضيع المعاصرة جذاب للغاية، كما أن تحضير الفعالية ممتاز فقد اهتموا بكل التفاصيل والجو العام لطيف جداً".

التبادل السينمائي يساعد على اكتشاف الآخر

Berlinale 2007 Blick auf den Berlinale Palast
ميشائيل: التواجد في المهرجان كعضو في لجنة تحكيم يعطي بعداً مختلفاًصورة من: AP

أورور تبلغ من العمر 22 عاماً وهي تدرس في المعهد العالي للأفلام والتلفزيون في بوستدام، وتهتم بالفعاليات الثقافية والفنية المختلفة وأتاحت لها الفرصة هذا العام المشاركة في تلك الفعالية وتعبر عما استفادته منها قائلة: "لقد اكتشفت الكثير عن السينما الألمانية، كما اكتشفت بالفعل وجهة النظر المختلفة التي تبدو في المناقشات التي تدور فيما بيننا. وتعرفت كذلك على طرق جديدة لاستخدام الكاميرا". وكما اكتشفت أورور السينما الألمانية، اكتشفت أيضاً من خلال مناقشاتها مع الشباب الألمان أوجه التشابه والاختلاف الثقافي بين البلدين، وهو بالتأكيد أحد أهداف هذا المشروع الذي يجمع بين الشباب الفرنسيين والألمان.

ويشاركها نفس هذا الرأي ميشائيل، ويبلغ من العمر 26 عاماً ويدرس العلوم المسرحية والسينمائية. هاك أيضاً أحد أعضاء لجنة التحكيم، تعرف على هذا المشروع أثناء إقامته في باريس، وأعجبته الفكرة فرشح نفسه هذا العام. وعن انطباعاته عن هذا المشروع يقول هاك: "المشروع في غاية الأهمية لأنه يساعد الفرد على تكوين نظرة جديدة عن السينما الألمانية وأفلام طلبة السينما. كما أن المناقشة مع الفرنسيين حول الأفلام غنية جداً، إذ أن ثقافتهم السينمائية مختلفة تماماً عن ثقافتنا". ولأن الأفلام الألمانية الحديثة تتعرض بشكل كبير للحياة اليومية، لم تقتصر المناقشات بين الشباب حول الأفلام والسينما، لكنها توسعت لتشمل أيضا ً ثقافة الشعبين وهو ما جعل تجربة غنية على المستويين الفني والإنساني.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد