1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فوضى في الإتلاف الحكومي الألماني وتقدم ساحق لأحزاب المعارضة في استطلاعات الرأي

بدأ العد التنازلي للانتخابات المبكرة للبرلمان الألماني.آخر استطلاع للارأي يُشير إلى تراجع حاد لشعبية الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم، في حين يتجه الحزب المسيحي الديموقراطي نحو الفوز بأغلبية ساحقة.

https://p.dw.com/p/6mfd
المستشار الألماني غيرارد شرودر ورئيس الحزب الإشتراكي الديمقراطي مينتفيرنغصورة من: dpa

أظهرت استطلاعات للرأي، أجرتها كل من قناة "إر تي إل" والمجلة الأسبوعية "شتيرن"، تراجعا واضحا لشعبية الإتلاف الحاكم بقيادة المستشار الألماني غيرهارد شرودر لحساب الحزب المسيحي الديموقراطي بقيادة أنجيلا ميركل. ويعيش الحزب الاشتراكي أصعب أيامه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. فبعد أن مُني بهزيمة ساحقة في الانتخابات المحلية في معظم الولايات الألمانية يعيش الحزب هذه الأيام أياما عصيبة تزيد من حدة الأزمة السياسية وأزمة الهوية التي يمر فيها. وفي هذا الاتجاه جاء تأسيس حزب يساري جديد يتكون معظم أعضاءه من يساريين كانوا ضمن صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا، جاء ليزيد من أزمة الحزب الحاكم ويقلص من فرص الفوز في الانتخابات القادمة. وما زاد من تعقيد الأمور هو انضمام شخصيات بارزة للحزب اليساري الجديد مثل أوسكار لافونتين زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي السابق ووزير المالية الألماني في أول حكومة أسسها شرودر عام 1998. يذكر أن لافونتين استقال من الحكومة بعد عدة اشهر من توليه منصب وزير المالية على اثر خلافات حادة مع شرودر بشأن سياسات الحكومة الاقتصادية والمالية آنذاك. وقبل شهر تقريبا انسحب من عضوية الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان فيه عضوا لأكثر من 40 عاما.

شرودر ومعضلة الاصلاحات

Gregor Gysi und Oskar Lafontaine
غريغور غيزي بجانب اوسكار لفونتينصورة من: dpa - Bildfunk

أصبحت بوادر الانقسامات داخل الحزب الحاكم تظهر بشكل علني منذ هزيمته في الانتخابات الإقليمية الأخيرة بولاية شمال الرين ويستفاليا، التي كانت تعد معقلا أساسيا للحزب الاشتراكي الديمقراطي. وحمل العديد من أعضاء الحزب سياسة الإصلاحات التي تبناها المستشار شرود ر، والتي لقيت استياء ومعارضة قوية من داخل بعض أجنحة الحزب وفي أوساط عريضه في المجتمع، مسؤولية تفكك القاعدة السياسية والشعبية للحزب. يُعزي المراقبون ذلك إلى السياسة الاقتصادية والاجتماعية للمستشار "غيرهارد شرودر" بالدرجة الأولى. وكان للأجندا 2010 وفشل السياسة الاقتصادية في خلق فرص العمل وبالتالي الحد من الارتفاع التاريخي لمعدلات البطالة دور مهم إن لم نقل جوهري في أزمة هذا الحزب. وجاءت هزائم الحزب في الانتخابات الإقليمية في مختلف الولايات الألمانية لتكرس الرفض الشعبي الكاسح.

حزب يساري جديد

أخذت المعارضة داخل الحزب تزداد حدة وباتت تهدد الحزب برمته. فقد أقدم سياسيون مرموقين من الحزب نفسه، بعد خلافات حادة مع القيادة الحزبية، على خلق حزب يساري جديد يضم عددا من المنشقين السياسيين المتعاطفين مع مبادئ العدالة الاجتماعية التي قام على أساسها الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويعتبر الكثير من أعضاء هذا الحزب والحركات الشعبية ان الإصلاحات التي اعتمدها الإتلاف الحكومي تراعي المصالح الاقتصادية ومبادئ العولمة على حساب المبادئ التاريخية والإيديولوجية للحزب وقاعدته الشعبية. ويبقى السؤال المطروح: إلى أي حد سينجح الحزب اليساري الجديد الذي يحمل الاسم "البديل من أجل العمل والعدالة الاجتماعية" في توسيع قاعدته الشعبية واثبات مصداقيته لدى الناخبين؟ وعزز هذا الحزب الوليد من فرصه بتحالفه مع حزب الاشتراكية الدولية الذي يتواجد فقط في ولايات ألمانيا الشرقية سابقا. وبعودة نجم الحزب وأحد أبرز الوجوه الاشتراكية الألمانية غريغور غيزي على رأس الحزب الشرقي وخوضه المعركة الانتخابية جنبا إلى جنب مع لافونتين، يصبح وضع المستشار شرودر حرجا للغاية.

اقتراب المعارضة من السلطة

بعد الانقسامات في صفوف الحزب الديموقراطي الاشتراكي، أصبح المحللون السياسيون يترقبون تغيرا سياسيا في هرم السلطة. فقد أظهرت استطلاعات الرأي تقدم الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة أنجيلا ميركل والحزب الليبرالي بقيادة "جيدو فيستافيله" بنسبة تزيد عن 56 في المائة من مجمل الأصوات. ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية يعتقد مسؤولون ومحللون أن الأيام القادمة ستحمل المزيد من المفاجآت. ومن جهة أخرى يزداد وضع المستشار الألماني تعقيدا بعد الإفرازات السياسية الجديدة، إذ سيصعب عليه إقناع الناخبين بالمضي قدما في إصلاحات اقتصادية حكمت عليها معظم الأطراف السياسية والاقتصادية بالفشل وأثبت الواقع عدم نُجوعها في التغلب على المشاكل التي تمر بها البلاد.

Bildergalerie Angela Merkel Bild7
أنجيلا ميركل، مرشحة الإتلاف اليميني لمنصب المستشار الألماني، برفقة زعيم الحزب الليبراليصورة من: dpa

طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد