فرنسا تعرض على القذافي البقاء في ليبيا شرط ابتعاده عن السياسة

أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في تصريحات لقناة "إل.سي.آي" الفرنسية إنه لا يستبعد فكرة بقاء القذافي في ليبيا شرط التزمه بالابتعاد عن الحياة السياسية الليبية. واكد جوبيه أن هذا هو الشرط من أجل "وقف إطلاق النار والوصول للحل السياسي". إلا أن المسؤول الفرنسي لم يوضح تأثير خطوة كتلك على موقف المحكمة الجنائية الدولية من القذافي واكتفى بالقول "لا نتحدث اليوم عن هذا الأمر". ويذكر أن المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال في حق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس المخابرات عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

القذافي يرفض الاستسلام

من جهته أكد العقيد القذافي انه "مستعد للمقاومة حتى النهاية". وقال في خطاب بثته مكبرات الصوت على أنصاره الذين تجمعوا في العزيزية قرب طرابلس "ملايين الليبيين معي. نحن في أرضنا وسنقاتل حتى آخر قطرة من دمنا دفاعا عن شرفنا ونفطنا وثرواتنا". وأضاف القذافي "هذه الحرب فرضت علينا، وخيارنا الوحيد هو أن نقاتل، رجالا ونساء وأطفالا، بسلاح أو من دون سلاح لتحرير بنغازي ومصراتة" والجبال الواقعة جنوب غرب العاصمة، وكلها مناطق يسيطر عليها الثوار. وهدد القذافي قائلا: "سنزحف علي هذه المدن التي استولى عليها الخونة ومرتزقة النيتو ونستعيدها. قنابل النيتو لا تخيفنا".

من جهة أخرى أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل، في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" أن العقيد معمر القذافي "لن يتنازل أو يترك حكم ليبيا وهو حي" . كما اعتبرت واشنطن أن القذافي يخسر سيطرته على البلاد. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني ان "كل المؤشرات تدل على أن الوضع يتطور في غير صالح العقيد القذافي". وأضاف انه "يسيطر على مساحة اقل من الأراضي والمعارضة تشن هجمات في عدة مناطق من البلاد" وأكد المسؤول الأمريكي أن"تمويل القذافي بالمحروقات والسيولة قد توقف".

واشنطن: القذافي يتراجع كل يوم

على مستوى الجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء الأزمة الليبية سيستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الليبي عبد العاطي العبيدي في محاولة لإيجاد تسوية وذلك بعدما دعت روسيا إلى تنحي القذافي مع رفضها الاعتراف بالثوار كسلطة.

وميدانيا أعلن الثوار أنهم يحاولون التقدم أكثر داخل موقع البريقة النفطي الاستراتيجي بعد مواجهات عنيفة خلال الأيام الأخيرة حول المدينة، لكن النظام أكد انه صد هجومهم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عبد الرزاق العرادي العضو في المجلس الوطني الانتقالي، بعد تفقده الجبهة قوله إن "قوات النخبة (في كتائب القذافي) انسحبت. لقد رحلت. الجنود الذين بقوا في المدينة محاصرون".

أما الكولونيل رولان لافوا المتحدث باسم قوة الحلف الأطلسي في ليبيا فقد رفض التعليق على الموضوع واكتفى بالقول إن "الوضع في البريقة يتبدل باستمرار". أما في مدينة مصراتة التي تبعد 200 كيلومترا شرق طرابلس، فقد قتل سبعة متمردين على الأقل وأصيب 23 آخرون في معارك ليلا ضد قوات القذافي، وفق مصادر الثوار التي أكدت صد هؤلاء.

(ح.ز/ أ.ف.ب، د.ب.أ)

مراجعة: منصف السليمي