فرنسا تبدأ غدا بترحيل الأجانب المشاركين في الاضطرابات

اعلنت وزارة الداخلية الفرنسية ان اجراءات ترحيل الاجانب الذين شاركوا في اعمال الشغب في الضواحي ما زالت "جارية" مشيدة برفض القضاء الاداري طلبا من جمعية "اس او اس- راسيسم" التي تعمل على التصدي للعنصرية. وجاء في بيان للوزارة "في جميع الحالات التي يسمح بها القانون، سيتم طرد الاجانب الذي شاركوا في الاضطرابات الى بلدانهم الاصلية." ولكن البيان لم يوضح عدد الشبان المنوي طردهم. وكان وزير الداخلية نيكولا سركوزي قد قال في وقت سابق للصحافيين في احد مراكز الشرطة في باريس ان "عمليات طرد ستتم مع مطلع الاسبوع وربما غدا الاثنين بالذات". وبالنسبة لعدد الاشخاص الذي سيشملهم هذا الاجراء، قال سركوزي "ان الامر لا يتعلق بعدد ولكنها مسألة مبدأ". وأضاف "جميع الذي يجب طردهم في اطار القانون سوف يطردون لانهم شاركوا في الاضطرابات"، مخاطبا المشاركين في أعمال الشغب بالقول "اذا كنتم تريدون العيش في فرنسا بتصريح اقامة عليكم اذا ان تلتزموا بالقوانين. قوانين الهجرة تسمح بالطرد وكوزير داخلية على أن أطبق القانون." وكان سركوزي بعث مساء الجمعة ببرقية الى المحافظين طلب منهم فيها البدء باجراءات طرد الاجانب الذي يدانون بسبب مشاركتهم في الاضطرابات. ويمكن ان يحصل اجراء الطرد على اساس قرارات يتخذها المحافظون ولكن ايضا بقرار يتخذه الوزير نفسه. وتتخذ هذه اجراءات بموجب المادة "ال 521" من قانون دخول الاجانب الى البلاد واقامتهم فيها وحق اللجوء في حال وجود "تهديد خطير للامن العام".

احراق سيارات واعتقالات متواصلة

قام مثيرو أعمال الشغب في فرنسا باحراق 315 سيارة اعتقل على اثرها 161 شخصا خلال ليل السبت الاحد، حسب ما جاء في حصيلة غير نهائية للادارة العامة للشرطة الفرنسية نشرتها عند الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي. وكانت الحصيلة ليل الجمعة السبت بنفس التوقيت على التوالي احراق 384 سيارة واعتقال 162 شخصا. وجرح شرطيان خلال هذه الليلة السابعة عشرة من اعمال العنف نقل احدهما الى المستشفى في كورنوف بمنطقة سين- سان- دوني (شمال باريس) ولكن حالته ليست خطرة، حسب المصدر نفسه. ولم تسجل اية اعمال عنف في باريس التي وضعت تحت مراقبة مشددة تحسبا لاحتمال "نزول" شبان الضواحي الى العاصمة.

ووقعت يوم أمس السبت حوادث في وسط ليون (وسط شرق) قبل ساعات على دخول حظر التجول حيز التنفيذ للقاصرين. واطلقت قوات الامن قنابل مسيلة للدموع لتفريق مجموعات الشبان الذين كانوا يرشقونهم بزجاجات. وهذه اول حوادث تقع في وسط المدينة منذ بدء اعمال العنف في 27 تشرين الاول/اكتوبر اثر مقتل شابين في غرفة محول للكهرباء دخلاها ظنا منهما ان الشرطة تلاحقهما. وليلا شهدت مدينة كاربنترا (جنوب) العديد من الحوادث كما اعلنت الشرطة حيث تم احراق حضانة وسيارة. وفي المدينة نفسها كانت القيت زجاجات حارقة على المسجد وقد اوقعت اضرارا طفيفة فقط. ولكن حدة اعمال العنف التي يقوم بها مواطنون فرنسيون ساخطون من اصل عربي وافريقي بالاضافة الى شبان بيض تراجعت عن ذروتها التي وصلت اليها يوم الاحد الماضي بعد اتخاذ اجراءات طارئة مثل فرض حظر التجول يوم الاربعاء.

حوادث متفرقة في بلجيكا واليونان

اعلنت متحدثة باسم جهاز الامن البلجيكي ان شرطة بروكسل اعتقلت مساء امس السبت عشرين شخصا ووضعتهم قيد الاعتقال الاداري خلال تظاهرة لمجموعة من الشبان في وسط العاصمةالبلجيكية. وقالت المتحدثة فلورانس دي لينتديكر ان مواجهات حصلت بين قوات الامن والمتظاهرين الذين قدر عددهم بـ "حوالي خمسين" وتجمعوا في حي البورصة ومحطة ميدي في وسط المدينة. وبالاضافة الى ذلك، احرقت ثلاث سيارات مساء امس في بروكسل كما اوضحت لينتديكر التي تحدثت عن "اعمال فردية". وشددت على ان "الوضع هادىء جدا". وتم تعزيز قوات الشرطة مساء السبت في بروكسل تحسبا لاي طارىء.

وفي أثينا اعلن مصدر في الشرطة ان مجهولين اضرموا النار ليل السبت الاحد في معرضين لبيع السيارات في احد الشوارع الرئيسية في اثينا ما ادى الى احتراق عشرين سيارة. وقال المصدر ان المجهولين القوا منتصف ليل السبت الاحد زجاجات حارقة في المعرضين اللذين يضم احدهما سيارات من طراز سيتروان الفرنسية والاخر سيارات من طراز مرسيدس الالمانية ما ادى الى اندلاع حريق ضخم. واوضح ان هؤلاء المجهولين لاذوا بالفرار. ويعتبر المحققون ان الحادث مرتبط باعمال العنف التي تشهدها فرنسا منذ اكثر من اسبوعين. وجاء الحادث بعد ساعات على تظاهر نحو مئة شاب مساء اليوم السبت امام السفارة الفرنسية في اثينا تضامنا "مع المتمردين الفرنسيين"، كما افاد مراسل وكالة فرانس

برس. وكان عدد من اعضاء "المنتدى الاجتماعي اليوناني" تجمعوا الجمعة امام السفارة الفرنسية "تضامنا" مع شبان الضواحي الفرنسية التي شهدت اعمال عنف. وتاتي هذه التظاهرات اثر هجومين تعرضت لهما مؤسسات فرنسية في اثينا وسالونيكي واسفرا عن اضرار مادية محدودة.

دويتشه فيله + وكالات