1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عمال البناء الألمان يشدون الرحال إلى بلاد الضباب

روت راخ، إعداد وفاق بنكيران ٢٥ نوفمبر ٢٠٠٨

لم تعد ألمانيا تُصدر الخبراء فحسب، بل أضحت مُصدرا للمهنيين والفنيين المهرة كعمال البناء، لاسيما بسبب تراجع السوق الداخلية عن استيعاب هؤلاء، الذين يجذبهم قطاع البناء في سوق العمل البريطانية بشكل كبير نظرا لكفاءتهم.

https://p.dw.com/p/G18Y
ورشة بناء تضمن عمالا ألمان في بريطانياصورة من: AP

بات العمال المتخصصون في بريطانيا عملة نادرة يصعب العثور عليها. والسبب في ذلك يكمن في قلة آليات التأهيل الحرفي، فالعديد من الشركات تمتنع عن تأهيل الجيل الجديد من الحرفيين، لتُشغل عوضهم عمالا من أوروبا الشرقية، يمتلكون على الخبرة الطوية، مقابل أجور أقل بكثير من تلك التي يتقاضاها زملاءهم البريطانيين. بيد أنه عادة مايفضل السمكري البولندي العودة إلى بلده، مايؤدي ذلك إلى تنامي النقص في عدد العمال الحرفيين والفنيين، اللذين ارتفع عليهم الطلب مؤخرا، نظرا لاقتراب دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة لندن منتصف عام 2012.

Bauarbeiter mit Preßlufthammer
السوق البريطانية بحاجة إلى الدقة الألمانيةصورة من: APTN

العمال الألمان استغلوا هذه الفرصة، ليشدوا الرحال إلى بريطانيا للعمل هناك. رالف أوبارماير واحد منهم، وهو في مقتبل عقده الثالث. ورغم أنه بدأ عمله منذ مدة هناك، إلا أنه وعلى ما يبدو لم يتأقلم بعد مع الحياة الإنجليزية، حيث جرب الأكل الإنجليزي، إلا أنه فضل الابتعاد عنه، مكتفيا بوجبات الماكدونالدز أو بالأشياء التي يعرفها من بلده ألمانيا، كما يقول.

أضطر رالف رفقة عدد من زملاءه إلى الهجرة إلى بريطانيا، بعد أن سجلت سوق البناء الألمانية انكماشا ملحوظا. وكما هو الشأن بالنسبة لعدد كبير من العمال الألمان، يعمل رالف بدوره في إحدى الشركات الألمانية الخاصة، التي ظفرت بمناقصات البناء في بريطانيا.


الأولوية للكفاءات الألمانية

Rastende Bauarbeiter
عمال البناء في استراحة عملصورة من: bilderbox

وحسب رالف، هناك فرص كبيرة لإيجاد عمل في ذلك البلد، خصوصا في قطاع البناء، وذلك في ظل النقص الكبير لليد العاملة، مادفع الحرفيين الألمان من سباكين وعمال الكهرباء والبلاط وغيرهم إلى السفر إلى هناك ليجربوا حظهم. ومن قرر الهجرة، حصد ثمار خطوته هذه سريعا، فالطلب على اليد العاملة الألمانية مرتفع جدا، نظرا للخبرة العالية التي تمتلكها. لذلك ليس غريبا أن تستعين الشركات الألمانية التي جعلت من بريطانيا مقرا لها، بعاملي البناء الألمان، كتلك التي أسسها يانز شتاينبرينك ومقرها منطقة لوت قرب مدينة كولونيا، إلا أن عملها ينحصر في تنفيذ مشاريع في بريطانيا فحسب، لأنه وكما يقول بعد أن نجحت الشركة في ضمان مكانتها في سوق البناء، ضمنت أيضا مستقبلا واعدا في هذا البلد رغم الركود الاقتصادي الذي يعم العالم بأسره. وعادة مايعمل العمال أسبوعين، ويعطلوا في الأسبوع الثالث، بغرض زيارة عائلاتهم في ألمانيا، خصوصا وأن الرحلات الجوية الرخيصة بين ألمانيا وبريطانيا تساعدهم في ذلك.

الجدية والإتقان الألمانيين مقابل خفة الدم البريطانية

ويجب على العمال المهاجرين تقصي المعلومات الكافية بخصوص قانون العمل في بريطانيا وعن تعقيداته، وحسب يؤاخيم بفَيفار من شركة فيتفيلد للبناء، يتوجب على الحرفيين والتقنيين اجتياز اختبار إجادة اللغة الانجليزية المُكلف ماديا. إلا أن ذلك لم يمنع الشركة بعمالها الألمان من تعزيز مكانتها داخل السوق الانجليزية. ولا يمكن الحديث عن وصفة سحرية تتبعها هذه الشركات، وإنما هي استغلت حتى الآن القيمة المرتفعة للجنيه الإنجليزي، بل وحتى بعد تراجعه على ضوء الأزمة المالية العالمية، لم ينعكس ذلك على أرباح الشركات الألمانية، نظرا لسمعتها الطيبة وإتقانها المتناهي في المجال التقني والمعماري والتي تميزها عن نظيراتها المحلية. ورغم أن شركة فيتفيلد تشغل عمالا إنجليز، إلا أن المتحدث عنها، يؤاخيم بفَيفار يؤكد، أن هناك اختلافات ملموسة بين العامل الألماني وزميله الإنجليزي، فالأول يعمل بجدية كبيرة ويتقن حرفته بشكل كبير، بينما يتميز الآخر بخفة الدم والمرح، ما قد يسهل سير العمل في ورش البناء، عكس ألمانيا، حيث نلمس صعوبة بين العاملين في مجاراة بعضهم البعض.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد