1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"علاقة واشنطن مع الإخوان المسلمين مبنية على مصالح مشتركة"

١ يوليو ٢٠١١

تأثير ربيع الثورات العربية تجاوز الوضع الداخلي إلى تغيير الغرب موقفه من الحركات الإسلامية وبدء التواصل والحوار معها، وهو ما يراه الخبير الألماني في شؤون الحركات الإسلامية لوتس روغلر أمراً ضرورياً في حواره مع دويتشه فيله.

https://p.dw.com/p/11naI
الاخوان المسلمون، اعتدال وبراغماتية وقبول من واشنطنصورة من: AP

دويتشه فيله: ما الذي دفع الولايات المتحدة إلى تغيير موقفها من الإخوان المسلمين والإعلان عن استعدادها للاتصال رسمياً بهم؟

لوتس روغلر: هناك عاملان رئيسيان، أولهما واقع سياسي جديد في مصر وفي المنطقة العربية ككل، وهذا المشهد السياسي الجديد دفع الولايات المتحدة إلى الاعتراف بلاعب سياسي رئيسي في هذا المشهد الجديد وهو جماعة الإخوان المسلمين وحركات إسلامية أخرى. والعامل الثاني هو التأكيد على احترام مبادئ الديمقراطية وعدم اللجوء إلى العنف من قبل جماعة الإخوان المسلمين منذ عدة سنوات، وهذا هو الحال بالنسبة لحركات إسلامية أخرى في تونس والمغرب.

نعم، ربما يكون هناك تغيير في موقف الإخوان المسلمين كما تفضلت، لكن الجماعة ما تزال لا تعترف بإسرائيل ولها علاقات مع حركة حماس، برأيك ألا يمكن أن يؤثر هذا على الحوار مع واشنطن؟

بلا شك، أنا أعتقد أن العلاقات بين جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وموقف الإخوان المسلمين من سياسات إسرائيل، سيكون له تأثير ومشكلة كبيرة في العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى من جهة والإسلاميين من جهة أخرى. لكني أعتقد أنه حتى بالنسبة لهذه المشكلة هناك أمل لدى الإدارة الأمريكية في إشراك الإخوان المسلمين والإسلاميين بشكل عام في عملية السلام عبر إقامة هذه العلاقات الرسمية بين الطرفين.

وما مدى إمكانية إجراء مثل هذه الاتصالات ونجاحها، في ظل قلق إسرائيل ورفض جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة لاتصالات رسمية مع الإخوان، إذ أن هناك معاهد وجماعات مقربة من إسرائيل انتقدت هذا الموقف الأمريكي، فهل يمكن رغم كل ذلك تحقيق هذا التقارب والحوار عملياً؟

طبعاً هذه العلاقات لن تكون علاقات ود، لكن علاقات مبينة على المصالح الأمريكية من جهة ومصالح الإخوان المسلمين من جهة أخرى. وهذه العلاقة ستكون دبلوماسية (رسمية للغاية) ولن تكون علاقات عميقة وتعاون وثيق. وأنا أعتقد أن هذه العلاقات ممكنة لأنها في مصلحة الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار والحفاظ عليه في المنطقة ومن بينها الاستقرار في مصر. والإخوان المسلمون هم جزء من المعادلة السياسية في مصر، ولذلك أعتقد أن الإدارة الأمريكية ستحاول في هذه المرحلة الانتقالية على الأقل، الاستمرار في هذه العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين كجزء من استراتيجية الحفاظ على الاستقرار في مصر والمنطقة وهذا لصالح أمن إسرائيل.

إذا كان الأمر كما ذكرت لصالح أمن إسرائيل، فهل ستقبل هي أيضاً بالتغيرات وبالحقائق الجديدة في المنطقة وتتواصل مع الإخوان في مصر خاصة إذا كان لهم دور فعال في البرلمان والحكومة المصرية المقبلة بعد الانتخابات؟

طبعاً لا يمكن لنا الآن أن نتصور ذلك، على الأقل بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الحالية. لكن هناك مسؤولون إسرائيليون تحدثوا في الآونة الأخيرة عن اتصالات حتى مع حركة حماس حول عملية السلام. وفي هذا الإطار يمكن الحديث عن إمكانية اتصالات ما مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر. لكن وكما قلت فإن هذا الأمر لا ينطبق على الحكومة الإسرائيلية الحالية في الظروف الراهنة على الأقل.

Ägypten Kairo Demonstration Flash-Galerie
ربيع الثورات العربية دفع الولايات المتحدة والغرب إلى تغيير موقفهما من الحركات الاسلامية والقبول بها كشريك في الحوارصورة من: picture-alliance/dpa

الولايات المتحدة وأوروبا تشددان على مبادئ الديمقراطية والتعددية، أنت كباحث في شؤون الحركات الإسلامية، كيف تنظر إلى مدى التزام الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات الإسلامية بتلك القيم وقبولها بالتعددية والآخر المختلف؟

شخصياً أعتقد أن ما يسمى بالتيار الوسطي في الحركات الإسلامية المعاصرة ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس وحركة العدالة والتنمية في المغرب، ستتمسك بقواعد اللعبة الديمقراطية ومبدأ احترام حقوق الإنسان الأساسية. لكني أخشى أن الاستقطاب السياسي بين ما يسمى بالمعسكر العلماني من جهة والمعسكر الإسلامي من جهة أخرى في مصر أو تونس أو حتى في المغرب أو في بلدان أخرى، ربما سيؤثر على مواقف الحركات الإسلامية باتجاه التشدد إلى حد ما. لكن من حيث المبدأ أنا واثق بأن الحركات الإسلامية الوسطية قد غيرت كثيراً من مواقفها تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان وتتمسك بهذه المواقف في هذه المرحلة الراهنة.

في ضوء ذلك وتغير موقف الحركات الإسلامية وتحول الموقف الأمريكي، برأيك هل على أوروبا أيضاً أن تتحرك باتجاه الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات وتجري اتصالات رسمية معها؟

Ägypten Demonstration Muslimbrüder in Kairo
واشنطن تغير موقفها من الاخوان المسلمين والحركات الاسلامية استجابة للتغيرات والحقائق الجديدةصورة من: AP

أرى أنه من الضروري إقامة هذه العلاقات والاتصالات مع هذه الحركات في هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة. وقد بدأت هذه العلاقات فعلاً، فقد استقبل رئيس حزب العدالة والحرية التابع للإخوان المسلمين السفير الفرنسي في القاهرة، وأيضاً هناك اتصالات بين حركة النهضة التونسية والحكومة الفرنسية.

في ظل الانفتاح الأمريكي والغربي على الإخوان وإجراء اتصالات معهم، هل سيكون بداية للانفتاح على جماعات إسلامية أخرى في المنطقة والتحاور معها وخاصة حماس، وبالتالي إعطاء دفع لعملية السلام؟

قد يحدث هذا، لكن حتى الآن ما زالت هناك تحفظات وشكوك كثيرة لدى الحكومات الغربية تجاه الحركات الإسلامية، وحتى المعتدلة منها. غير أنه مع استمرار مشاركة هذه الحركات في عملية الانتقال الديمقراطي وتمسكها بمبادئ الديمقراطية، ربما ستكون هذه العلاقات والاتصالات خطوة باتجاه الانفتاح على حركات إسلامية أخرى من بينها حركة حماس التي اعترفت ضمنياً على الأقل بحدود 1967، وبهذه الخطوة ستساهم على المدى البعيد في عملية السلام في المنطقة.

وهل سيؤثر هذا الانفتاح والاتصالات على موقف الغرب ولاسيما أوروبا من الجماعات الإسلامية الناشطة في أوروبا أيضاً؟

أنا آمل هذا، لكن وبكل صراحة في ألمانيا مثلاً ما تزال جماعة الإخوان المسلمين مدرجة على لائحة الحركات المتطرفة لدى الاستخبارات الألمانية، وهناك تحفظات تجاه الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية الأخرى في ألمانيا وبلدان أوروبية أخرى. لكن أعتقد أن التغيرات الحالية في العالم العربي ستؤثر حتماً على الحركات الإسلامية والتعامل مع المسلمين في أوروبا أيضاً.

أجرى الحوار: عارف جابو

مراجعة: عماد غانم

لوتس روغلر: كاتب وباحث ألماني متخصص في شؤون الحركات الإسلامية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات