1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رفض إسرائيلي "قاطع" لحلّ الدولتين ومفاوضات متواصلة في مصر

١٦ فبراير ٢٠٢٤

بعد الكشف عن خطة أمريكية-عربية لإرساء سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، جدد نتنياهو رفضه لـ"الاعتراف الأحادي" بدولة فلسطينية، بينما تتواصل الجهود الدولية لمنع هجوم على رفح. ومصر تمهيد منطقة على الحدود مع غزة.

https://p.dw.com/p/4cScC
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع للحكومة (24.12.2023)
تصريحات نتنياهو جاءت بعد كشف "واشنطن بوست" عن خطة سلام تتضمن وقف إطلاق النار في غزة وتشمل إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطافصورة من: Ohad Zwigenberg/AP/dpa/picture alliance

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس (15 شباط/فبراير 2024) أيّ اعتراف دولة فلسطينيّة خارج إطار استئناف محادثات السلام الإسرائيليّة-الفلسطينيّة، قائلًا إنّ خطوة كهذه "ستُقدّم مكافأة كبيرة للإرهاب"، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تسمح بأن يجري إجبارها على حلّ الدولتين في أعقاب حرب غزة.
وكتب نتنياهو بالعبريّة على منصّة إكس "ستُواصل إسرائيل معارضة الاعتراف الأحاديّ بدولة فلسطينيّة. إنّ اعترافًا كهذا، في أعقاب مجزرة 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، سيُقدّم مكافأة هائلة لإرهاب غير مسبوق ويمنع أيّ اتّفاق سلام مستقبلي"، وأضاف: "إسرائيل ترفض قطعًا الإملاءات الدوليّة بشأن تسوية دائمة مع الفلسطينيّين"، مشدّدًا على أنّ اتّفاق السلام لا يمكن أن ينتج سوى عن "مفاوضات مباشرة بلا شروط مسبقة".

وكان وزيرا الأمن القومي والمال الإسرائيليّان اليمينيّان  إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش رفضا من قبل، خطّة دولية في هذا الإطار تحدّثت عنها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكيّة. وذكرت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الرئيسيّة، تعمل مع حلفاء عرب على خطّة كاملة لإرساء سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيّين، تشمل وقف القتال وإطلاق الرهائن ووضع جدول زمني لإقامة دولة فلسطينيّة في نهاية المطاف.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيّين وعرب أنّ تنفيذ تلك الخطّة سيبدأ بوقف للنار "يُتوقّع أن يستمر ستّة أسابيع على الأقل" على أمل التوصّل إلى اتّفاق قبل 10 آذار/مارس، موعد بدء شهر رمضان. إلا أنّ هذه الخطّة ووجِهت باستنكار الوزيرين الإسرائيليين اليمينيّين المتطرّفين اللذين اعتبرا أنّ "دولة فلسطينيّة ستشكّل تهديدًا وجوديًّا لدولة إسرائيل". وكتب سموتريتش على منصّة إكس "لن نوافق أبدًا على خطّة مماثلة تقول في الواقع إنّ الفلسطينيّين يستحقّون مكافأة على المجزرة الرهيبة التي ارتكبوها".

جهود دولية لمنع الهجوم على رفح
ويكثّف المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الجمعة دعواته لثني إسرائيل عن شنّ هجوم واسع النطاق في رفح حيث يوجد ما يقرب من 1,5 مليون فلسطيني محاصرين على الحدود مع مصر. وبعد أربعة أشهر من الحرب، تتركّز العمليّات العسكريّة في جنوب قطاع غزّة المحاصر والمدمّر، تحديدًا في مدينة خان يونس حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ   "عمليّة مُستهدَفَة" في مستشفى ناصر الذي يؤوي آلاف النازحين، وكذلك في رفح. وأفادت السلطات الصحية التابعة لحماس بسقوط 112 قتيلًا ليل الخميس الجمعة في مختلف أنحاء قطاع غزة.

وحذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتّصال هاتفي مع نتنياهو الخميس من شنّ إسرائيل عمليّة في مدينة رفح بقطاع غزّة من دون وجود خطّة لحفظ سلامة المدنيّين. وقال البيت الأبيض في بيان إنّ بايدن "كرّر موقفه لناحية أنّ عمليّة عسكريّة يجب ألّا تتمّ من دون خطّة موثوقة وقابلة للتنفيذ تضمن أمن المدنيّين في رفح".

وأعلن نتنياهو عن "تحرّك قوّي" في رفح لتوجيه ضربة قاضية لحماس، لكنّه قال إنّ جيشه سيسمح للمدنيّين "بمغادرة مناطق القتال" من دون أن يُحدّد الوُجهة. 


مصر: تواصل المفاوضات وتمهيد منطقة على الحدود
وتستمرّ في القاهرة حتّى يوم الجمعة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة المفاوضات من أجل التوصّل إلى هدنة تشمل الإفراج عن مزيد من الرهائن الموجودين لدى حماس والفلسطينيّين المعتقلين في إسرائيل. ويتعلق الأمر برهائن احتطفتهم حماس، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة ودول أخرى، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أثناء هجوم غير مسبوق تسبب أيضا في مقتل ما لايقل عن 1200 إسرائيلي غالبييتهم من المدنيين. ومنذ ذلك الحين ترد إسرائيل عر عملية عسكرية مدمرة على القطاع خلفت ما لا يقل عن 28 ألف قتيل وآلاف المفقودين وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس. 

وعلى خلفية الهجوم المرتقب على رفح، قالت أربعة مصادر إن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين في حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود، ووصفت المصادر هذا الإجراء بأنه تحرك طارئ من جانب القاهرة.

ودقت مصر، التي نفت القيام بأي استعدادات من هذا القبيل، مرارًا وتكرارًا ناقوس الخطر بشأن احتمال أن يؤدي الوضع الكارثي للمدنيين الفلسطينيين إلى نزوح جماعي إلى سيناء، وهو أمر تقول القاهرة إنه غير مقبول على الإطلاق مكررة تحذيرات صدرت من دول عربية مثل الأردن. وقالت الولايات المتحدة مرارًا أيضًا إنها ستعارض أي تهجير للفلسطينيين من غزة. وذكر أحد المصادر أن مصر متفائلة بأن المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكن أن تؤدي إلى تجنب مثل هذا السيناريو، لكنها تعمل على إنشاء المنطقة على الحدود كإجراء مؤقت واحترازي.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن مصر بدأت تمهيد منطقة صحراوية وإقامة بعض المنشآت البسيطة التي قد يتم استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين، مشددة على أن هذه خطوة طارئة. ورفضت المصادر التي تحدثت إليها رويترز من أجل هذا التقرير الكشف عن هويتها بسبب حساسية الأمر.

وبحسب الأمم المتحدة، يتجمّع نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في رفح التي تحوّلت إلى مخيّم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يُقدم الجيش الإسرائيلي حتّى الآن على اجتياحها برّيًّا. وقالت الأمم المتحدة إنّ "أكثر من نصف سكّان غزّة يتكدّسون في أقلّ من 20% من مساحة قطاع غزّة".

وتُعدّ رفح أيضًا نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات من مصر والتي تُسيطر عليها إسرائيل. والمساعدات عبر هذا المنفذ غير كافية لتلبية حاجات السكّان المهدّدين بمجاعة وأوبئة. وبعد أيّام من القتال في محيطه مع عناصر حماس، أكّد الجيش الإسرائيلي الخميس أنّ قوّاته الخاصّة دخلت مستشفى ناصر، وهو الأكبر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع. ويستقبل المستشفى آلاف المدنيّين الفارّين من الحرب والذين بدأ إجلاؤهم تحت القصف في الأيّام الأخيرة.

م.ع.ح/و.ب (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)