1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"دقيقة حداد" ـ علاقة غرامية غير بريئة بين تلميذ ومدرسته

هايده زولتاو/إعداد:نيللي عزت٢٤ يونيو ٢٠٠٨

يعد الكاتب زيغفريد لينس من أشهر الأدباء الألمان، في روايته الأخيرة "دقيقة حداد" يحكي قصة حب بين طالب ومعلمته، وقد حققت الرواية نجاحا هائلا بوصولها للمركز الثاني على قائمة أعلي الكتب مبيعاً بعد أسبوعين فقط من صدورها.

https://p.dw.com/p/EQ56
الكاتب الشهير زيغفريد لينسصورة من: dpa


نادرا ما يحقق عملا أدبيا ردود أفعال ايجابية بالإجماع مثلما تحقق الآن رواية " دقيقة حداد" للكاتب الألماني الشهير زيغفريد لينس، فهذه الرواية التي تتألف من 128 صفحة فقط استطاعت أن تحقق نجاحا مدويا ومبيعات عالية بعد أسبوعين فقط من صدورها وخاصة لأن لينس ينتهج فيها طريقا جديدا مغايرا لما اعتاد على تقديمه للقراء. فالرواية تدور حول الطالب "كريستيان" البالغ من العمر 18 عاما و الذي يقع في غرام "ستيلا" معلمة اللغة الإنكليزية بمدرسته.

وأكد بعض النقاد أن لينس البالغ من العمر 82 عاما اتبع أسلوبا جديدا في هذه الرواية لم يعتاد عليه من قبل، حيث أنه يصور قصة الحب بين الطالب ومعلمته على أنها شيئا طبيعيا وليس شيئا يخالف القيم الأخلاقية والمجتمعية.

منهج جديد في الكتابة

Günter Grass und Siegfried Lenz erinnern sich
لينس مع الأديب الألماني المشهور غونتر غراسصورة من: picture-alliance / dpa

فلأول مرة في حياة لينس الأدبية يصور العلاقة الجنسية بين بطلي الرواية على عكس ما كان معتادا في رواياته السابقة التي كانت دائما ما تصف الحب الأفلاطوني. فمنذ روايته الأولي "كانت هنالك صقور في الهواء" التي ظهرت عام 1951، لم يصور لينس أي مشهد للعلاقة الجنسية بين أبطال روايته كما ظهر هذه المرة، بالإضافة إلي أنه يجعل القارئ يتعاطف مع هذه العلاقة بدلا من السخط عليها. وعن إذا ما كان يعد هذا منهج جديد في الكتابة، أكد الكاتب لينس، الذي ولد في مدينة لوك الألمانية، أنه لابد التحدث حول بعض الأمور بحرية ومنها الحب.

وبالرغم من ذلك فأن لينس لم يصف العلاقة الحميمة بين بطلي الرواية بصورة تفصيلية حتى يترك التفاصيل لخيال القراء. ولأنه يحترم العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة، وهو الأمر المثير والمختلف للقراء في هذا العصر الذين يشاهدون وسائل الإعلام تخترق كافة المناطق ولا تعرف حدود أو احترام لخصوصية العلاقة بين الرجل والمرأة.

ويعد هذا العفاف الأخلاقي هو الورقة الرابحة للكاتب لينس والتي ظل يسحر بها القراء منذ أكثر من 50 عاما.

جولة داخل نفسية شباب اليوم

Buchcover Schweigeminute von Siegfried Lenz
غلاف الرواية الصادرة بالالمانيةصورة من: Hoffmann und Campe

ويعبر لينس عن ضرورة تجول الكاتب داخل نفسية الشباب في العصر الحالي وإلقاء الضوء على معاناتهم، فالطالب "كريستيان" بطل الرواية يجرب الحب لأول مرة ويرسم بصورة تلقائية مستقبله مع "ستيلا" و يحلم بالحياة معها على جزيرة مهجورة، فهو يحب بلا حدود مثل معظم الشباب، بحسب قول لينس.

ويضيف الكاتب الألماني أن الرواية تدور حول هذا الشاب الذي لم يتعلم الكثير من الأشياء حول الحياة بعد، فهو يقع في الحب دون إدراك حقيقة الحياة، ومن هنا يدخل في التجربة ويتعلم ويحزن، فلا يوجد تعلم دون حزن

وأوجاع.

وتدور الرواية في فترة السبعينيات وتقع أحداثها في الصيف في مكان غير حقيقي حيث تحدث قصة الحب بين الطالب ومعلمته علي الشاطئ أثناء رحلة العطلة الصيفية.

روعة الحب الأول

وتبدأ الرواية من النهاية المأساوية؛ أي بمشهد وداع في المدرسة للمعلمة الراحلة "ستيلا"، حيث يقف الجميع دقيقة حداد على روحها و يتذكر الجميع ذكرياته معها، ولكن الذكرى الخاصة يمتلكها "كريستيان". ويبدأ الكاتب في سرد أحداث قصة الحب. وقال بعض النقاد أن من مميزات الرواية أيضا أن لينس يصف بقوة و تميز شديد روعة الحب الأول.

حصل لينس على عدة جوائز منها جائزة غيرهارد-هاوبتمان الأدبية عن مسرحيته "وقت الأبرياء" عام 1970، جائزة غوته لمدينة فرانكفورت عام 1999 وجائزة فاليلهايمر عام 2001 وتم تكريمه من رئيس حكومة ولاية بافاريا عام 2001. وترجمت بعض أعماله إلي اللغة العربية ومنها قصة "العقوبة"، "سباق المتباينات" ومسرحية "وقت الأبرياء".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد